القاهرة 13 نوفمبر 2018 الساعة 11:37 ص
قصة : أمل مشالي
وقف بجانبى ينظر حوله يبحث عنى كان طويلا لكنه اليوم أكثر طولا وأكثر نحافة, رآنى مد يده لتحيتى, كانت أصابعه باردة بلا حرارة وضمة يده خاوية, وأثار بداخلى سؤلا جدليا ..
من هو؟..
جلس على طرف المقعد, أمسك بالقلم بمنتهى الرقة والحميمية, وتحول القلم بين أصابعه لعصفور يشرب من الفراغ الأبيض, ويلقى كحل الأحرف ليصبغ فراغه, رفعت ناظرى إليه ألثم وجوده ..
أصابعه الطويلة تتلمس ياقة قميصه لتضم مكان الزر الأخير تدارى عريا, هى فقط تراه يخفى نفسه جيدا تحت تلال الهدوء الظاهر, ولكن نظرته المليئه بالتساؤل الحفى برجاء الإجابة تركتنى على باب الاعتراف, وعندها ألقى بظهره واستكان إلى المقعد كأنه يلقى بنفسه بين أحضان حبيبة, وداعب السيجارة بين أصابعه كعاشق يناغى معشوقته بنار الجوى؛ حتى اذا ما فاض الوجد واشتعلت تفضل عليها بقبلة يجتذب بها الروح, لتتحد بأنفاسه بنبضاته وتسكن بين حناياه.
تحدثت إليه بلهفتى وحرارتى المعتادة كثيرا, وأنصت لى هو أكثر, وبمنتهى الأناقة قرر إنهاء اللقاء, ثم استبقنى إلى سيارتى, وعندما قرر أن يهز رأسه لتحيتى ألقيت إليه بكفى فالتقفتنى أصابعه ..
الآن فقط هى دافئة وضمة اليد قوية .
انزلقت داخل سيارتى وإنا ابتسم وأشعر بالامتنان وأهمس لنفسى : هذا الرجل .. صادق.