القاهرة 13 نوفمبر 2018 الساعة 11:10 ص
كتب :طارق الصغير
لماذا أوصى آغاخان بدفنه في أسوان
ضريح الأغا خان هو مدفن آغا خان الثالث (السلطان محمد شاه)، المتوفى سنة 1957، ويوجد على ضفة النيل في مدينة أسوان وهذا الضريح مستوحي من تصميم المقابر الفاطمية المصرية .
بُني الضريح من الحجر الجيري الوردي على طراز المقابر الفاطميين بالقاهرة، بينما بني القبر نفسه من رخام كرارة المرمري الأبيض، وقد صمم الضريح المهندس المعماري المصري د. فريد شافعي.
كان الأغا خان قد توفي في فيلا يمتلكها بأسوان في 11 يوليو 1957، ولم يُدفن في هذا الضريح إلا بعد عامين من وفاته، وتوضع كل صباح وردة حمراء على قبر الأغا خان، في تقليد بدأته زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة (1906 ـ 2000)، التي دأبت على وضع وردة حمراء على قبر زوجها كل يوم أثناء وجودها بأسوان، وكانت تعهد إلى البستاني بوضع الوردة يوميًا في غيابها.
وقد عاشت أم حبيبة (وهي ملكة جمال فرنسا لسنة 1930، واسمها الأصلي قبل إسلامها إيفون بلانش لابروس) طويلًا بعد وفاة زوجها، وتوفيت في لو كانيه بفرنسا في 1 يوليو 2000، عن عمر جاوز 94 عامًا، ثم نُقل جثمانها لاحقًا إلى أسوان لتُدفن بجوار زوجها في ضريحه.
سبب بنائه :
كان آغا خان الثالث يعانى من الروماتيزم وآلام في العظام، ولم تشفع له ملايينه في العلاج فقد فشل أعظم أطباء العالم حينها في علاجه، فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان، ففيها شتاء دافئ عجيب وشعب طيب حبيب، فجاء آغا خان إلى أسوان في حوالي العام 1954 ميلادية بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباع الفرقة الإسماعيلية، وكان آغا خان قد عجز عن المشى ويتحرك بكرسى متحرك، وكان يقيم بفندق كتراكت العتيق أرقى فنادق أسوان ساعتها وحتى يومنا هذا، أحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، فنصحه الشيخ بأن يدفن نصف جسمه السفلى في رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع ووسط سخرية وسخط من الأطباء الأجانب، أتبع الأغاخان نصائح الشيخ النوبى، وبعد أسبوع من الدفن اليومى عاد آغا خان إلى الفندق ماشياً على قدميه، وحوله فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه ومن ساعتها قرر آغا خان أن يزور أسوان كل شتاء، ولكنه لم يرض أن يكون من رواد الفنادق، فطلب من محافظ أسوان ساعتها أن يقوم بشراء المنطقة التي كان يعالج فيها، ووافق محافظ أسوان على الطلب، فأحضر أغاخان المهندسين والمعماريين والعمال ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه في المنطقة التي شفته من المرض.
آغاخان وزوجته البيجوم :
وولد آغا خان الثالث (السلطان محمد شاه)، في مدينة كراتشي الهندية عام 1877، حيث تلقى العلم من عدة روافد، دينية ومدنية، آسيوية وأوروبية، كما جاب العالم شرقا وغربا ودار في دوائر السلاطين والملوك والنبلاء.
وعاش الأمير محمد شاه، قصة حب عنيفة جمعته مع، البيجوم "ايفيت لابدوس"، التي ولدت عام 1906 قرب مدينة كان الفرنسية، وكانت بائعة ورود تقدمت في مسابقة ملكة جمال فرنسا وفازت بها، لتنتهي القصة بالزواج عام1942
البيجوم :
الجدير بالذكر أن البيجوم أشهرت إسلامها قبل أن تتزوج آغا خان، وسمت نفسها "أم حبيبة"، ولكن لم يكن آغا خان يناديها سوى باسم "ياكي"، كونه من الحروف اللاتينية الأولى لاسمها.
وكانت تأتي البيجوم كل عام إلى المقبرة بمركب ذي شراع أصفر مميز، لتغير الوردة ويعرف أهالي أسوان أن "أم حبيبة" قد جاءت ولم تنس زوجها الحبيب، حتى توفيت عام 2000 ودفنت بجواره في المقبرة نفسها.
وتجدر الإشارة إلى أن آغا خان كان الإمام الثامن والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، وهو زعيم شيعي إسماعيلي، وابن الإمام السابق، آغا خان الثاني.
وطاف آغا خان الثالث أصقاع الأرض لتفقد أحوال أبناء طائفته، وكُرم من قبل عدة حكام وملوك، أمثال الملكة فيكتوريا والملك ادوارد السابع، والملك جورج الخامس وسلطان تركيا العثمانية، بالإضافة إلى شاه ايران.
وشهدت الطائفة الإسماعيلية في النصف الأول من القرن العشرين تحت إمامة آغا خان الثالث، الكثير من مشاريع التطوير الاجتماعية والاقتصادية في شرق أفريقيا وجنوب آسيا. وقد برزت في تلك الحقبة احتفالات اليوبيل بذكرى تولي آغا خان الثالث منصب الإمامة. واحتفل بيوبيله الذهبي عام 1937، ويوبيله الماسي عام 1946 ويوبيله البلاتيني عام 1954.
وانسحب آغا خان من الحياة السياسية خلال الحرب العالمية الثانية، لينتقل للعيش في سويسرا.