القاهرة 06 نوفمبر 2018 الساعة 12:12 م
كتب : د. خالد عبد الغني
تمر في أكتوبر 2019 الذكرى المئوية الأولى لمولد الجغرافي الأشهر في مصر والبلاد العربية والذي كان لجهده الملموس الدور الأكبر في استرداد طابا لمصر عام 1989، وهو الدكتور يوسف أبو الحجاج إبراهيم ، أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا وعميد كلية الآداب بجامعة عين شمس والحاصل على الدكتوراة من جامعة لندن وجائزة الدولة التقديرية.
وأنتهز هذه الفرصة وأطالب الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية, والسيد أمين عام المجلس الأعلى للثقافة, والسيد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ بإقامة احتفالية عالمية بهذه المناسبة تليق باسم ودور وعطاء الدكتور العلامة يوسف أبو الحجاج, ومن الممكن أن تكون الاحتفالية مصاحبة أيضا لمئوية الثورة المصرية في عام 1919 بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول؛ ليكون عندنا زعيم وعالم لهما دور بارز في استعادة الأرض والوطن ولكن كل بطريقته وبأدواته.
ومن نافلة القول أن العلامة يوسف أبو الحجاج من مواليد قرية الزينية بحري ومن قبيلة الزمبيلي التي أخرجت لنا عددا ضخما من العلماء منهم إخوانه د.عبد الحميد إبراهيم رائد الوسطية في النقد والأدب، والبروفيسير عبد الستار إبراهيم الاسم الأشهر عالميا وعربيا في العلوم النفسية السلوكية .
ويشير إليه الدكتور الطيب أديب في أحد مقالاته قائلا : " وهو واحد من أشهر علماء "الجيمورفلوجي" في العالم، وترأس قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة عين شمس، وتولى الأمانة العامة للجمعية الجغرافية المصرية، أقدم صرح علمي في مصر والشرق الأوسط".
وفي لجنة تحكيم قضية طابا كان لحرب الخرائط الصحيحة ذات المقياس الصحيح دور كبير في حسمها، إلى جانب دور علماء التاريخ والقانون المصريين.
وكان الخلاف المعروض على المحكمة خلافا على علامات الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، حيث زعمت إسرائيل أن علامات الحدود أُزيلت بفعل العوامل الطبيعية "عوامل التعرية",ولكن رد اللجنة أثبت بأنها أُزيلت بفعل العامل البشرى، وبعد تقديم الكثير من الأدلة والمستندات والتقارير وصور لجنود مصريين تحت شجرة دوم في هذه المنطقة والمذكرات المكتوبة والمرافعات الشفوية وسماع شهادة الشهود سواء كانوا شهود نفي أو إثبات، وخلال تلك المعركة أثبت دكتور أبو الحجاج مصرية طابا بالخرائط التي أحضرها من السودان وبريطانيا وتركيا، وأثمرت عن إعداد هذه الأدلة داخل كتاب يسمى (الكتاب الأبيض لطابا )، وجمع الفريق المصري الأدلة والبراهين على أن طابا مصرية، وأنها تتبع الأراضي المصرية قبل قيام دولة الكيان الصهيوني بسنوات طويلة.
وتمكن دكتور أبو الحجاج من العثور على خريطة لمنطقة (رأس النقب) قبل النكسة وعليها حدود مصر الحقيقة، وجاء قرار المحكمة الدولية في صالح مصر بعد رحلة شاقة بين تحديد الأماكن على الخرائط ، وتاريخ المنطقة، والنواحي القانونية التي تثبت أحقية مصر في أرضها، وكشف أكاذيب وزيف الجانب الإسرائيلي الذي لا تنتهي حتى يومنا هذا.
وأثبت دكتور أبو الحجاج أن دور الجغرافى هو الأكثر أهمية، وأن لغته لا تعرف سياسة الحوار الغامض, وأن لغة الخريطة التي تفرض نفسها بقوة في كل المعارك.
واستردت مصر طابا يوم التاسع عشر من مارس عام تسعة وثمانين..
رحم الله العالم الجليل دكتور يوسف أبو الحجاج، وخلص المصريين من مثيري الفتنة في ربوع البلاد والمفرطين في أي شبر من تراب الوطن!