القاهرة 06 نوفمبر 2018 الساعة 12:07 م
حوار ـ أحمد مصطفى الغـر
ضيفة "مصر المحروسة" في حوار هذا الأسبوع من رسامات الكاريكاتير المتميزات والقلائل في مصر، إنها فنانة الكاريكاتير "أماني هاشم"، التي التقيناها وفتحنا معها خزائن أسرارها حول رسم الكاريكاتير وكان هذا الحوار:
متى بدأت مسيرتك مع الريشة والرسم الساخر، هل لكِ أن تحدثينا قليلاً عن البداية؟
تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس، ثم التحقت بدراسة الفنون الجميلة بالقسم الحر (قسم التصوير الزيتي)، وتابعته بالتحاقي بإحدى ورش فن الكاريكاتير، والتي وجدت بها العديد من الفنانين الكبار: كالفنان إبراهيم حنيطر، والفنان عبد الرحمن بكر، وغيرهم من الفنانين الذين آمنوا بموهبتي منذ البداية، ودعموني لاستمر في هذا المجال، وفي الحقيقة لم يكن في نيتي الاحتراف بمجال الكاريكاتير، فهو مجال صعب ويحتاج الكثير من الثقافة السياسية والتدريب الذهني، ولكن المجال هو الذي فتح لي طريقه، فمن حسن حظي أن يُنشر أول كاريكاتير رسمته بجريدة الأخبار بتشجيع من الفنان أحمد عبد النعيم، ثم تابع رسومي الفنان أحمد دياب لأرسم كمحترفة بجريدة روزاليوسف، وبحمد الله دون أي سعي مني أو واسطة للعمل بالمجال، فوجئت بالفرصة قد آتتني، فما كان مني سوي الاضطرار لمتابعة الأحداث ومحاولة الاجتهاد في المجال الذي أعتقد أنه قد اختارني!
الكاريكاتير هو فن النقد الساخر، لكن برأيك.. هل هناك ما يسمى بالمساحة الآمنة للسخرية؟
كل مؤسسة صحفية تضع بعض القيود على رسامي الكاريكاتير بلا استثناء، ولكن تختلف حدة هذه القيود من مؤسسة لأخرى، ومن رئيس تحرير لآخر، أما على السوشيال ميديا فقد تلاشت جميع القيود بلا استثناء!
هل تُخضعين نفسك إلى مقص رقابة ذاتية من داخلك، أثناء عملك على إحدى الرسومات؟
كل فنان يرسم في حدود مبادئه ومعتقداته، ولا يتعداها، خصوصاً وأن فن الكاريكاتير يعبر عن شخصية الرسام، لما تحتويه رسومه من أفكار سياسية واجتماعية ودينية وغيرها، وتأتي الرقابة الذاتية بالنسبة لي، فيما يتعارض مع المعتقدات الدينية، السخرية من آلام ومشاعر الناس، وما تخجل منه الأسرة.
يغلب الطابع الاجتماعي والفكاهي على رسوماتك، لكن لماذا لا ترسمين الكاريكاتير السياسي؟، هل لأن الفنانين الذكور هم المسيطرين على هذا النوع من الكاريكاتير؟
عملت بالفعل للعديد من السنوات بالقسم السياسي، ولكن متطلبات المؤسسات اليوم هو المجال الاجتماعي، ولكن هذا لا يمنعني من رسم الكاريكاتير السياسي من فترة لأخرى إذا استفزتني قضية سياسية ما، وأقوم بنشره بمواقع السوشيال ميديا بعيدا عن المؤسسات الصحفية.
ما تقييمك لتجربة رسامات الكاريكاتير في مصر؟
فن الكاريكاتير من الفنون اللي تتطلب تعليم ذاتي، ولا يوجد أي أكاديمية متخصصة لتعليم هذا الفن، وهو ما ترتب عليه انتقال الخبرات بشكل مباشر من الفنانين الكبار للفنانين المبتدئين، من خلال المقابلات المباشرة في المؤسسات الصحفية وأماكن العمل، وهذا سبب قلة دخول الرسامات المجال في الأجيال السابقة، أما اليوم فقد انتشرت وسائل السوشيال ميديا، وأصبح متابعة الفنانين العالميين بمنتهى السهولة ، بالإضافة لسهولة الاشتراك في المعارض الفنية، مما أدى لظهور مجموعة من الرسامات اللاتي أتوقع لهن مستقبل أفضل بإذن الله.
ومن تتابعين أكثر.. رسومات الفنانين الرجال، أم رسومات بنات جيلك؟
رسامين الكاريكاتير في مصر عددهم قليل، ومن الطبيعي أن أتابعهم جميعا بلا استثناء، وأغلبهم بالطبع رجال، ولكن هناك فنانات مجتهدات من بنات جيلي أحب متابعتهن كالفنانة سحر عيسى والفنانة مروة إبراهيم.
أخيراً، ما نصائحك لفنانات الكاريكاتير المبتدئات؟
الكاريكاتير من المجالات غير السهلة، ولكنها ممتعة، وتتيح الفرصة للفنان بالتعبير عن رأيه في المجال الذي يستهويه، والسوشيال ميديا الآن أصبح ساحة متاحة للجميع لنشر أعمالهم الفنية، وحلم العمل بالمجلات والمؤسسات الصحفية قد تعتمد أحيانا على الواسطة، ولكن الإبداع الحقيقي يفتح للفنان الكثير من الأبواب المغلقة، ولكن قليلا من الصبر ومزيدا من الاجتهاد والثقة في الله.