القاهرة 23 اكتوبر 2018 الساعة 10:51 ص
كتبت : عبير عبد العظيم
كلمات طويلة بلا لحن مميز ومزيج من الراب والتكنو
وصفها النقاد بأنها كارثة الجيل وأغانيها تحقق الملايين
انتشرت في أواخر الثمانيينات وأوائل التسعينيات موضة الأغانى الشبابية والتي كانت كلماتها أقصر من كلمات أغانى القصائد وغيرها من أغانى زمن الطرب الجميل، وانتشرت معها كلمات بسيطة تعبر عن جيل العولمة وتناسب الأداء السريع للحياة العصرية، وأطلق عليها مجازا الأغانى الشبابية تيمنا بأنها أعجبت الشباب في ذلك الوقت أو كان من يقوم بتأديتها شباب المطربين، ولكن ثار النقاد عليها ووصموها بافتقادها للذوق العام.
دافع المطربون عن الأغانى الشبابية بأنها تعبر عن جيلهم وبها جمل موسيقية وكلمات بسيطة, فقط الوقت أقل من أغانى عبد الحليم وأم كلثوم وفريد الأطرش ونجوم الفن الجميل ، ولم يكن بمخيلة النقاد أنه سوف يأتى يوم على المصريين يستمعون فيه إلى أغانى المهرجانات التي تعد بلا لحن ولا كلمات ولا حتى جمل موسيقية.
وتعد أغاني المهرجانات نوع من الموسيقى الشعبية المصرية باعتبار أن أغلب مستمعيها من الطبقات الشعبية, وقد ذاع صيتها بصورة لافتة للنظر، وتعتبر خليطٌ من موسيقى الراب والتكنو.
بدأت المهرجانات فى الانتشار بمصر فى السنوات العشر الأخيرة، وتحديدا عام 2007 , وتطورت حتى أخذت شكل من أغنيات الراب.
كانت تتحدث عن مشكلات الفقر والتهميش والمخدرات والصداقة، لكن بعد ثورة يناير أخدت منحنى آخر, وأصبحت أكثر صخباً وأسرع إيقاعاً، وأغانى المهرجانات التي انتشرت في السنوات الأخيرة يرددها أصوات عادية وقد تكون اقل من العادية.
أول أغنية مهرجان أنتجت كانت في القاهرة تحت اسم مهرجان (السلام) وغناها أحمد فيجو وعلاء فيفتي.
ومن بعدها انتشرت الديجيهات المصرية, ودخلت بشدة فى صناعة المهرجانات وحققت شهرة كبيرة في الشارع المصري.
ظهرت المهرجانات فى العديد من الإعلانات التجارية على شاشة التليفزيون, وتطورت هذه الموسيقي على يد أبناء المناطق الشعبية ودخلت مرحلة تأليف الألحان الخاصة بأحد البرامج البسيطة.
في البداية لاقت أغنياتهم رواجاً لدى سائقي التاكسي والميكروباصات وأبناء الطبقات الفقيرة، وسرعان ما انتشرت لدى كافة الطبقات الاجتماعية المصرية، ولم يعد يخلو زفاف أو حفل خطبة من أغاني المهرجانات.
ويصاحب تلك الأغنيات نوعٌ من الرقص الشعبي يتناسب مع الإيقاع الموسيقي الصاخب، الذي يؤديه الشباب بالإضافة إلى الفتيات في المناسبات الاجتماعية.
ووصلت أغانى المهرجانات إلى الجاليات الأوربية من خلال الحفلات التي يؤديها المطربون بناء على طلب الجاليات المصرية .
انتقد الملحنون والنقاد تلك الأغانى ووصفها الملحن الكبير حلمي بكر بأنها مخدرات العصر, وأن من بين كلماتها ما يعاقب عليه القانون وطالبوا بمحاربتها ، أما الفنان محمد الحلو فقال عنها أنها مؤامرة على مصر ويجب اتخاذ كافة الطرق لوقفها.
كما قدم النواب بمجلس الشعب طلب إحاطة لوزير الثقافة السابق حلمي النمنم عن أغانى المهرجانات العام الماضي, وطالبوا بوضع حد لها لأنها خطر على الأجيال القادمة.
أما الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم فطالب بضرورة جمع مغنيي المهرجانات وحبسهم لأنهم يعملون على إفساد الذوق العام!