القاهرة 22 اكتوبر 2018 الساعة 03:54 م
المحرر الثقافي ـ العراق
"فجيعة الفردوس" عن دار فضاءات للعراقي هيثم الشويلي صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، رواية "فجيعة الفردوس" للروائي العراقي هيثم الشويلي، وتدور أحداث الرواية عن روائي عراقي مغترب يعيش في كندا يقرر العودة بعد عام 2003 إلى العراق اسمه عبد الناصر وحين تعلم الصحافية شيماء بمقدمه تتصل عليه لتجري معه تحقيقاً أدبياً لتنشره في الصحيفة التي تعمل بها وبمرور الوقت تنشأ علاقة حب بينهما. تطرح عليه فكرة اللقاء بشخصية غريبة يصلح أن يكون بطلاً لروايته القادمة اسمه "كريم كوبرا" ليوافق على مقترحها ويحددان اللقاء ويذهبان في اليوم التالي لزيارة المستشفى.. "كريم كوبرا" هو نزيل في مستشفى الأمراض العقلية لكنه شخصية مميزة بتصرفاته، إذ يتفاجأ عبد الناصر بقصص كريم.. يسرد كريم سيرته متنقلاً بين عواصم الشام في سوريا ولبنان في السبعينيات ومتنقلاً للحديث عن جده الأفغاني القادم إلى العراق عام 1913 ليسرد كل تفاصيل قصة جده التي روتها له أمه الفارسية وهو يتنقل من كابول إلى سيروبي ثم جلال آباد وبعدها يهرب إلى بيشاور الهندية ليستقر في دلهي ويعبر بحر العرب مروراً بمضيق هرمز ليصل إلى العراق ومن ثم إلى كرمنشاه الإيرانية ويستقر في مدينة مشهد. فاطمة أمه الفارسية صغيرة السن التي تزوج بها أبوه حجي رشيد يتحدث كريم عن إجباره للدخول إلى الكويت مع الجيش العراقي في عام 1991، كما يسرد كل ما عانه من اضطهاد جنسي من الممرضات داخل المستشفى ومحاولتهن للتقرب منه. في الرواية أسرارٌ غريبة تثير فضول القارئ؛ من قتل أمه فاطمة؟ هل تقمص كريم دور راسكولنكوف بطل رواية الجريمة والعقاب في النَيْلِ منها وهو يغرس سكينه في قلبها بينما هي ودعته بابتسامتها الأخيرة؟.. هل تأثر فعلاً بالأدب الروسي الذي كان يتسيد المشهد الأدبي في تلك الفترة؟ ما سر باسمة أخته التي يكرهها حتى بعد أن ماتت بمرض السرطان الذي صار يأكل أحشائها. كان عبد الناصر بعد أن يعود إلى شقته في بغداد يكتب كل شيء.. هبة فتاة جميلة تعمل منظفة في شقة عبد الناصر تثيرها القصة وهي تقرأ كل ما يكتبه عبد الناصر بعد أن تدخل شقته لتنظيفها فتسأله عما يكتبه.. هل هذا الكلام لمريض عقلي فعلا أم من نسج خياله؟ يأسرها الفضول لقراءة كل ما يكتبه عبد الناصر رحومي العامل في مقهى مسعود المطيرجي شاب لطيف وشخصية فكاهية تضيف نكهة على أحداث السرد بعد أن يشوب القارئ جزءاً من الألم في متن الرواية. تتغير مجرى الأحداث ليقرر عبد الناصر العودة إلى كندا بعدما كان يحلم بعراق آخر.. كل الأحداث هي عبارة عن لحظات استرجاع لذكريات قديمة يتذكرها الروائي وهو جالس على شواطئ كندا بعد أن يتعرض لضربة كف على خديه من شخص يعاني من أزمة نفسية أو عاهة عقلية.. عن أي فجيعة يتحدث الروائي وأي فردوس يقصد بذلك؟ لكن يكتب لنا الراوي الحقيقي هيثم الشويلي مردداً على لسان من يتخفى خلفه وهو عبد الناصر قائلاً في نهاية روايته معبراً عن وجعه إزاء ما يحصل في بلده قائلاً: ((الله متى تعود أيها العراق لنعود، متى تعودُ شامخاً أبياً؟ متى نرددُ (موطني.. موطني.. الجلال والجمال والسناء والبهاء) بكل هيبة؟ متى تعود عراقاً شامخاً كنخلة جنوبية باسقة تقبعُ في أقصى الجنوب؟ متى نخلعُ عنا رداء المنفى؟ فحتى الدموعُ نفدت من عيوننا أيها العراق.. قل لي بربكَ متى تعود؟!))
|