القاهرة 16 اكتوبر 2018 الساعة 11:36 ص
عاطف أحمد، لم يدرس الفن التشكيلي دراسة أكاديمية. تعمق في أشعار جلال الدين الرومي، التي شغفته منذ الصغر، إلى أن شكلت وجدانه، وأخرج لنا أعمالا تنير عالم الفن "المولوية" حيث جعلها عنوانا لمعرضه الحالي بجاليري بيكاسو.
امتازت تلك التجربة بالحركة والسكون بتداخلات طيفية من الأحمر الناري والأخضر الزرعي والأصفر البهيج، مع الأزرق البحري.
كما سبق له اقامة عدد من المعارض الفنية المختلفة مثل:
المعارض الجماعية: صالون الشباب الرابع والتاسع والعاشر، المعرض القومي للفنون التشكيلية منذ 1999 حتى 2016م.
المعارض الشخصية: "إيجاز" 2003، "المولد" 2003، "الدائرة" 2007، "إيقاع" 2015، "خارج البؤرة" 2016.
والدولية: معرض فرانكفورت الدولي للكتاب – ألمانيا، المهرجان الإفريقي الثاني – الجزائر، معرض نبضة فن – القاهرة، معرض الشارقة الدولي للكتاب – الإمارات، معرض المولد. جاليري ورد – دبي، مزاد كريستي – دبي.
التقت به <<مجلة مصر المحروسة>> على هامش معرضه الأخير وأجرت معه هذا الحوار.
حاورته| إنجي عبد المنعم
عاطف أحمد: الموسيقى الخالصة شكلت وجداني.
عاطف أحمد: للبيئة عامل مهم في كل فنان.
• من هو عاطف أحمد كإنسان قبل أن يكون فنان؟
إنسان عفوي نشأت في بيئة متوسطة، وأنا خريج ليسانس آداب وتربية تاريخ، وحصلت على دبلومة في الفنون الشعبية، بدأت مشواري الفني في صالون الشباب الرابع 1992 بقاعة النيل في الأوبرا، وشاركت في العديد من المعارض الجماعية والخاصة بداخل وخارج مصر على مدار العشرين عاما السابقة حتى وقتنا الحالي، ومن الدول الخارجية التي شاركت بها: الصين وأزوباكستان وقطر ودبي وفرنسا.
• هل لديك مرجعية فنية؟
مرجعيتي هي الثقافة العامة، حجم المشاهدات ووعي الشخصي، وأذكر أن للدراسة جزء مهم وفعال، لكن المرجعية الحقيقة في الوعي وقدرة الفنان في التعبير عن حياته.
• ما سبب اختيارك للمولوية كعنوان رئيس لهذه التجربة؟
المولوية، رقصة صوفية، يمارسها اتباع طريقة مولانا جلال الدين الرومي، أنا أحب التصوف، ولم يكن هذا المعرض فقط هو الذي يستهلم تجربة الصوفية، لكن الفرق ان التصوف في هذا المعرض تجربة رئيسية.
• ظهرت في الكثير من لوحاتك الحروف العربية في حوار دائم مع شخوص المولوية.. لما تلك الحروف؟
فكرتي مرتبطة بالثقافة العربية، فاللغة عامل أساسي، تعبر عن موسيقى وأشعار جلال الدين الرومي، المكتوبة باللغة الفارسية وهي قريبة الشبه في تشكيلها البصري من اللغة العربية، وللخط العربي جمال في حركته أشبه بالرقص.
• اختيارك للألوان الدافئة .. هل هو وفقا للموضوع، أم هي بالتة ألوانك المفضلة؟
لكل عمل طبيعة خاصة، واللون يمثل عاملا كبيرا في إظهار رؤيتي فيما أرسم، ومعالجاتي اللونية تتم حسب إحساسي باللوحة.
• هل تؤمن بأن للفن رسالة.. وما هي رسالتك؟
مفترض أن يكون الفن رسالة ودوراً في المجتمع سواء في الحياة العامة للناس، والمدارس، والمصانع والجامعات، والمنتجات، وغيرهم.
ومن وجهة نظري أرى أن للفن تأثير حسي ومعنوي أكثر من إنه رسالة صريحة الفن.
أما عن رسالتي، فهي محدودة لإنها تخاطب إناسا محدودة، وهم المتلقون والمقبلون على الجاليريهات الخاصة، وأرى أن الفن لابد أن ينتشر بين العامة من خلال إقامة قاعات عرض بالمدارس والشركات الخاصة والجامعات، بالإضافة إلى أن تقوم الجاليريهات بنقل الأعمال الفنية لهذه القاعات يكون أوسع وأعمق أو نقل الجليريهات للمدارس وغيرها.
• إلى جانب الفن التشكيلي.. هل لك اهتمام بأي نوع من الفنون الأخرى؟
بالفعل، لدي اهتمامات بالموسيقى والشعر، بالإضافة إلى اهتمامي بالثقافة العامة، فالموسيقى بإيقاعتها لها تأثير جوهري على تشكيل وجداني وإنتاج أعمالي الفنية، وخاصة الموسيقات الخالصة أي بدون طرب.
• من هم الفنانون الذين تأثرت بهم خلال مشوارك الفني؟
تاثرت بكل من سبقني، وكذلك بالثقافة التراكمية من خلال رؤيتي لأعمال الفنانين العالميين، لم يكن تأثري بهم بالتقليد، بل من خلال المخزون المعرفي والثقافي، ويظهر في لوحاتي بأسلوبي وصيغتي الخاصة.
• ما هي الخامات التي تناولتها في تجربتك الفنية الحالية؟
وسائط متعددة، بداية بالتصوير الفوتوغرافي، وطباعته على "كانفاس" مستخدما عليه معالجات لونية بألوان الإكريليك والصبغات اللونية.
• هل للبيئة التي نشأت بها لها دور في تجاربك الفنية؟
بالفعل تأثرت ببيئتي ومحيطي البسيط، وأضيف أن للبيئة عامل مهم في حياة كل فنان، بداية من التربية والمحيط العائلي والمشاهدات اليومية، فهناك فنان لديه المقدرة في التعبير عن ذلك في لوحاته وآخرون لم يستطيعوا.
• ما الرسالة التي تقدمها لشباب الفنانين؟
فكرة الجدية في تنفيذ ما يقومون برسمه، وأن يتسم الإستمرارية في التنفيذ، بالإضافة إلى المشاهدات والقراءات الثقافية المختلفة والمتعددة بصفة عامة، والثقافة الفنية بصفة خاصة.