القاهرة 19 سبتمبر 2018 الساعة 06:42 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
تحسين يقين: الشكل الإخراجي لفلسطين متطور لتأثرهم بالمسرح الأوروبي المعاصر
محمود أبو العباس: التاريخ لم يحفظ لنا إلا القليل مما فاضت به قريحة العلماء الذين أسسوا للحضارة في العراق في الحرف والكلمة والعلم
أقيم صباح اليوم الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "المسرح تحت دوي القنابل"، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، ودارت الجلسة حول الكتابة عن الحروب، والتى أدارها الباحث والأكاديمي اللبنانى مشهور مصطفى، وتحدث الكاتب والناقد المسرحي-الفلسطينى تحسين يقين عن المسرح الفلسطيني تحت دوي القنابل، والممثل والمخرج والباحث والكاتب المسرحي العراقى محمود أبو العباس بورقته البحثية: تراجيديا العراق.. أسئلة المسرح والحرب.
تحدث الفلسطيني تحسين يقين فى ورقته البحثية حول مائة عام من الاحتلال، وحروب مستمرة على البشر والحجر والشجر أيضا، وما بين الحرب والحرب الأخرى، كان الفن والأدب حاضرا، يصور، ويحتج، ويقاوم. وكون الفنان هو ابن للزمان والمكان، فقد استلزمت خصوصية المكان الفلسطيني ما هو عام وممكن من تيارت الفنون قوميا وعالميا؛ ولما كانت الحروب، تحت دوي القنابل، فيما هو لحظي وقت القصف وإطلاق النار، تظهر فنيا فيما بعد وقف إطلاق النار، فإن الاستلاب خلال ذلك وبعده يكون أكثر وجعا في التعرض لنفي الهوية، حيث يصير المسرح مساحة تحدّ فنيا ووطنيا؛ فثمة علاقة بين آثار الحروب ماديا ومعنويا على الفنان كمواطن، وعليه كفنان.
وأشار يقين إلى التاريخ السياسي الفلسطيني تحت الاحتلال، مرورا بهزيمة عام 1967، والانتفاضة الأولى عام 1987، والتحولات السياسية والاجتماعية التي رافقت تأسيس السلطة الوطنية تحت الاحتلال، نتيجة اتفاقية أوسلو عام 1993، خلقت واقعا ملتبسا، بحيث اختلط الواقع ما بين التحرر النسبي وبقاء الاحتلال خارج المدن، فاستمر تبعا لذلك المسرح المقاوم، لكن ظهر المجتمعي، (والمسرح التنموي والتوعوي بتشجيع التمويل الأجنبي خصوصا في قضايا الديمقراطية وقضايا النساء والأطفال).
وأكد يقين أن خشبة المسرح تغيرت وتنوعت في أساليب التعبير، ولعل التجريب حدث بشكل مميز ولافت للنظر، في الفترة الممتدة من عام 1993 إلى الانتفاضة الثانية عام2000، فكانت فترة الاجتياحات العسكرية، وإعادة الاحتلال، (وكشف التحرر الوهمي) مرحلة تأمل، حيث قلت الانتاجات، لكن مع الهدوء النسبي، فقد عاد المسرحيون لاستئناف نشاطهم، تأثرا فنيا بما يحدث في الغلاف القومي والعالمي، وإن كانت ساحة الحرب تاريخيا منذ النكبة عام 1948، وواقعيا ظلت تفرض نفسها كفضاء مسرحي.
وأوضح "يقين" أن المسرح يقدم عروضا لمواجهات ضد الاحتلال كما في القدس في السبعينيات والثمانينيات، مما دفع الاحتلال لإغلاق المسارح، كون المسرح لم يعد حياديا، بل أصبح مشاركا في الصراع.
ومن جانبه قال الممثل والمخرج والباحث والكاتب المسرحي العراقى محمود أبو العباس فى ورقته البحثية "تراجيديا العراق.. أسئلة المسرح والحرب"
منذ بدايات المسرح العراقي كانت المسرحيات المقدمة تعتمد على أبطال الفتوحات والحروب وكأنها تستنهض روح القتال حتى في أيام السلم ، لذا تستعير الكثير من الشخصيات التي خطت التاريخ بالدماء لتقديمها شواهد للفخر ، وهذا النمط من المسرحيات يستعان به بسبب قوة الفعل الدرامي فلا أقوى ولا أتعس من فعل الحرب .
ونوه لأن التاريخ كتب لنا لغة خاصة بالغزوات والقتل والدمار والخيانة ولم يحفظ لنا إلا القليل مما فاضت به قريحة العلماء الذين أسسوا للحضارة في العراق في الحرف والكلمة والعلم والثقافة والفنون الجميلة. وهذا التاريخ انعكس على أشد الحروب قسوة في العصر الحديث والتي كانت من نصيب العراق حين فتح جبهة للحرب في بداية ثمانيات القرن الماضي ولنا فيها أمثلة وشواهد تدلل على ذلك الامتداد التاريخي وصولاً للزمن الحالي.