القاهرة 31 يوليو 2018 الساعة 12:02 م
كتبت: عبير عبد العظيم
70 ألف قصة رعب ومسلسل وبرنامج فى عام واحد فى مصر
انتشرت فى السنوات الأخيرة قصص الرعب، وأقبل الشباب على الاستماع إلى مسلسلات وأفلام تتحدث عن المجهول وعن الأرواح والأشباح، وتتحدث عن العالم الغيبي، وعلل الكثيرين من علماء الاجتماع هذه الظاهرة بأنها تساير موضة الشباب فى تكنولوجيا الاتصال, فبعد أن أصبح لهم عالم افتراضى خلف شاشات التليفون وأجهزة المحمول، وُجد أيضا عالم آخر افتراضى وحياة أخرى خاصة بهم. اتجاه الشباب إلى الرعب والإقبال عليه بهذه الطريقة يؤكد أن هناك العديد من المؤسسات تعمل فى الدولة باسم الشباب وهى بعيدة كل البعد عنهم على أرض الواقع, لأنها لا تتفهم طبيعة هذا الجيل الذى يسعى للتعريف بنفسه على طريقته الخاصة, ويحاول لفت الانتباه بطريقة مختلفة عن الأجيال السابقة .
تحول الشباب من البحث عن أفلام الرومانسية والأغانى الرومانسية إلى أفلام الرعب وأغانى المهرجانات, وبدلا من دراسة أسباب ما يحدث وتحليله, فضل المسؤلون التحدث من بعيد عن مشاكل الشباب, واهمون أنهم يعملون لصالحه وهم حتى لا يعرفون ماذا يحب وماذا يكره.
أُنتجت فى السنوات الأخيرة أكثر من 70 ألف قصة رعب فى مصر, تم تحويل البعض منها إلى أفلام ومسلسلات وبرامج, لاقت اجتذاب الشباب بشدة, والبعض منها مسجل على "اليوتيوب" وقنوات الإذاعات الشبابية، انتشرت جروبات الرعب وقصص المجهول بطريقة كبيرة جدا على وسائل التواصل الاجتماعى، وعلى الإذاعات الخاصة, وتم تأليف ما يقرب من 500 ألف كتاب عن الرعب والعالم المغير مرئي على مدى السنوات الثلاث الماضية .
مؤشر المبيعات المرتفع للكثير من قصص الرعب تؤكد أن ما يحدث فى هذا النوع من الأدب يستحق وقفة, ويراهن كتّاب الرعب على أن السنوات القادمة كلها لهم ولكتاباتهم.
يرى محمد إبراهيم مؤلف قصص رعب أن جيل التسعينيات والألفية الجديدة تأثر كثيرا بسلسلة (ما وراء الطبيعة) للكاتب أحمد خالد توفيق منذ صدور أول أعدادها عام 1994، حتى العدد الأخير الصادر عام 2014, كانت السلسلة الشهرية تتناول مغامرات الدكتور رفعت إسماعيل الشره الأصلع, الذي لا يخلو جسده من الأمراض في عوالم غامضة ومثيرة بحبكة فنية جيدة، وأن جيله من الشباب يهوى الغموض وكل ما هو غير مألوف .
وأضاف إبراهيم أن الأدباء المصريين حاولوا الابتعاد عن التيمات الشهيرة في أدب الرعب العالمي مثل مصاصي الدماء والزومبي أو الموتى الأحياء.
من ناحية أخرى يرى الروائي محمود الجعيدي، صاحب رواية «الخبيث»، وهي واحدة من أشهر روايات الرعب أن أزمة الحكم المسبق على أدب الرعب أن بعض كتاب هذا النوع يفتقر إلى آليات السرد, ويهتم بالحدث على حساب الزمان والمكان، ولا يمنح الشخصيات العمق الكافي إضافة إلى رفض النقاد الاطلاع في الأساس على أدب الرعب باعتباره مجرد روايات خفيفة سطحية، رغم ما يحمله هذا الأدب من قدرة على تناول موضوعات جديدة، وإدخال القارئ في عوالم مغايرة.
ويرى ياسر هشام مؤلف قصص رعب أن أدب الرعب ليس أدب جن وأشباح وعفاريت، بل هو نوع يلعب بالأساس على تجسيد مخاوف الإنسان، من العزلة والوحدة والتتبع بواسطة قوى خارقة أو الدفن حيا، وهنا ينبغي أن يكون الكاتب ملماً بالنفس البشرية, ويسعى لطمس الطاقة السلبية من حياة الإنسان.
ويؤكد حسام حسين مدير دار نشر أن روايات الرعب هى الأكثر مبيعا فى السنوات الثلاث الماضية, ويقبل عليها الشباب والفتيات؛ لأن القارئ مهتم بهذا النوع من الأدب بدليل الإقبال عليه وزيادة نسبة التوزيع, حتى أن عددا من العناوين التي أصدرتها الدار أُعيد طبعها في طبعة خامسة وسابعة، مضيفا أن أغلب الكتاب من الأسماء الجديدة لكنّ هذا لا يقلّل من جودة العمل.