القاهرة 17 يوليو 2018 الساعة 12:18 م
كتبت : نجلاء مأمون
عقد صالون الجبرتى بالمجلس الأعلى للثقافة, برئاسة الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس ومقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة, ندوة هامة ناقش فيها العديد من الأكاديميين كتابات الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الأسكندرية والدبلوماسي الشهير, والتى عبرمن خلالها الفقي عن رحلاتة الإنسانية مع الكثير من الرؤساء العرب ورجال السياسة بالغرب والوطن العربي والعديد من الفنانين والمثقفين والمفكرين.
بداية تحدث دكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة, ليؤكد أن دكتور مصطفي الفقي يعد مثقف الدولة المصرية الوطنية بلا منازع, وهو مثقف يشار له بالبنان, ودبلوماسي محنك, وهو العالم والمفكر والدبلوماسي الكبير, كما أنه صاحب كاريزما متميزة ويؤثر كثيرا في من يستمع إليه, كما أكد دكتور جمال شقرة أن الفقي يعد أيقونة مصرية أصيلة, كما أنه شاهدا على كثير من الأحداث التى مرت على مصر عبر العديد من العقود, وأكد شقرة أنه اهتم كثيرا في بداية قراءاته بالفقي كمثقف كبير, وأن توصيفه لكتابات الفقي الثلاثية التى تعبر عن شخصيات على الطريق, والتى تدخل في إطار الكتابة عن الآخر كسير ذاتية, وأنها تعد مصدرأ قدم من خلاله الفقي إحياء جديد للأحداث السياسية, كشهادات تاريخية على فترات هامة كالحقبة الناصرية, وحكم السادات, ومرحلة حسنى مبارك, مع شخصيات أثرت كثيرا في الحياة المصرية السياسية, وأكد شقرة أنه حكاء متألق من الدرجة الأولى.
وجاءت مداخلة الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, مؤكدا أيضا على كون الفقي مثقفا مصريا خالصا, وأن الكثير من المصريين والعرب يقرؤن له, ويهتمون بما يركز عليه من ذكريات إنسانية, ومواقف سياسية, وخبرات دبلوماسية, وأشار هلال أن الفقي تميز بالكثير من العلامات الفارقة في كتاباته, التى عبر من خلالها عن الكاريكاتير السياسي, والبورتريه الشخصي التى تميز إبداعاته وكتاباته, فهو لا يعبر عن المكان والزمان فقط, بل هناك كثافة في المعانى والأحاسيس, كما أنه من خلال تلك الكتابات يبرز ويركز على لقطات معينة من الشخصية لا السمات العامة للشخصية, ويحلل كل الشخصيات لديه, وأبرزهم فؤاد سراج الدين, وأشرف مروان, ومتيران, وفالدهايم.
كما أضاف هلال إلى أنه حلل التأثيرات للشخصيات النسائية العامة والسياسية من العرب والأجانب, ويبرز القيمة التاريخية والسياسية للأحداث بشكل ممتع ومنقطع النظير, فهو المشاهد والمراقب على العديد من الأحداث السياسية التاريخية, وأشار هلال إلى أن التاريخ هو المعنى الذي نعتبره, وليس مجرد رصد للأحداث, بل الفلسفة التى يجردها المؤرخ للعبرة التى تجسدها الوقائع, والمؤسسات السياسية, والنقابات المدنية, والعلاقات ما بين الطبقات الاجتماعية, والسير والتراجم الذاتية.
ثم جاءت مداخلة الدكتور مصطفى الفقي ليؤكد أنه تأثر كثيرا من عملة كدبلوماسي, ومسئول عن الشئون البرلمانية, وسكرتارية الرئاسة, ومحاضر في الجامعة الأمريكية, وبالعمل الصحفي حيث التعددية في فهم الشخصيات والأشخاص منذ السبعينيات وحتى الآن, كما أن التاريخ لديه يعكس الحنين إلى أجيال عظيمة صنعت التاريخ المصري, فكل عربي لديه تكوين يعكس دوما الحنين إلى الماضي, وهو سمة إنسانية بشكل أو بآخر, كما أكد الفقي أن الأحداث تحكمها سماتها الأساسية وانطباعاتنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية عليها, وأكد أن احتكاكه بالرؤساء العرب كالأسد وصدام حسين وحكام الخليج في تفاعلاتهم مع الأحداث السياسية, جعلته شاهد عيان على كثير من الأحداث والعقبات التى تعرض لها الوطن العربي عبر عقود.
وأشار الفقي إلى اعتزازه الشديد بالأيقونات السياسية التى أبرزتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات, كالدكتور حامد ربيع الذي أثرفي الكثيرين بما قدم من أعمال تعد ركائز للفكر السياسي العربي, وكذلك الدكتور على الدين هلال أيقونة جيله.
وأضاف أن المرحلة الناصرية تعد حتى الآن أكثر المراحل تأثيرا في شباب الأمة العربية جمعاء, وأن الرئيس الفرنسي ميتران يعد الشخصية الأكثر تأثيرا في التاريخ الفرنسي والأوروبي الحديث, كامتداد للرئيس شارل ديجول, كما أكد على أن الرئيس عرفات هو الأبرز في تاريخ النضال الفلسطينى, فهو الذي وحد الفلسطينيين على قلب رجل واحد.
وأشار إلى تقديره الشديد لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب, وولعه بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ, وأنه كمثقف يدرك أهمية الفن في تكوين الوعى الجمعى والشخصي للشعوب كلها.