القاهرة 12 يوليو 2018 الساعة 11:26 ص
نهاد المدني
تمكنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بحفائر الانقاذ بموقع ميت أبوالكوم بمنطقة ماريا التابع للمجلس الأعلى للآثار من الكشف عن موقع أثري يضم عدد من الحجرات ترجع إلى العصر الروماني والبيزنطي.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الحجرات المكتشفة إحداها يحتوي على معالم بناء رومانية؛ حيث تتكون جدرانها من كتل حجرية كبيرة ذات زوايا قائمة بدقة, مما يشير إلى أنها ترجع للعصر الروماني، وحجرات أخري عثر بداخلها على عمود من الرخام ببدن أملس على الطراز الروماني، بالإضافة إلى كمية كبيرة من العملات.
هذا بالإضافة إلى حجرات أخرى ذات جدران بيزنطية تضم كتل حجرية غير منتظمة في حجمها وغير متساوية, والفراغات تملأ بالمونة البيزنطية وهي ليست بقوة وصلابة المونة الرومانية؛ ولذلك عثر عليها مفككة.
وحجرة ذات أرضية مبلطة ببلاطات بأحجام مختلفة, عثر بداخلها على تاج عمود عليه زخرفة الزهرة ذات الست وريقات, التي عرفت في الفن الإغريقي والهللينستي، وقد استعملها أقباط مصر لترمز للصليب ذو الستة أذرع, وقد ظهرت أيضًا على قاع طبق من الداخل والذي يجري ترميمه.
ومن جانبها قالت الدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه بحري: أنه تم العثور أيضا على عدد من اللقى الأثرية التى تمثل مسارج ذات زخارف مسيحية خالصة, كرمز الصليب وسعف النخيل المصنع بأسلوب روماني، وأطباق وقلايات عليها آثار الحرق، واثنين من الجرار الكبيرة لملئ المياه, وجميعهم بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد كبير من شقفات الأواني غير المزخرفة .
ويذكر أن موقع ميت أبو الكوم بمنطقة ماريا كان يعتبر عاصمة منطقة غرب الدلتا خلال فترة الاحتلال الفارسي, وكانت تمثل مملكة مستقلة ممتدة على الشاطئ الجنوبي لبحيرة مريوط غرب الأسكندرية، وتشير الكتابات المختلفة إلى أن إقليم مريوط كان يعج بالسكان والنشاط التجاري والصناعي لازدهار المنطقة بزراعة الكروم وانتاج النبيذ.
كما يعد هذا الموقع من مواقع المدن القديمة التي تهدمت أبنيتها ولم يبق من منشآتها إلا بعض الجدران أو الأساسات التي تظهر في المجسات، والتي تفيد في التعرف على التتابع الطبقي لموقع الحفائر.