القاهرة 12 يوليو 2018 الساعة 11:01 ص
جمال حجاب
هناك بردية نادرة محفوظة بمتحف "تورينو" بإيطاليا لإضراب عمالي وقع في مدينة العمال بـ "دير المدينة" بالبر الغربي من طيبة (سميت بدير المدينة لوجود دير مسيحي بها), والتي كانت تتمتع بكثير من النشاط والحركة في الدولة الحديثة, حيث كان أهلها من أمهر صناع التوابيت والبنائين وحفاري القبور والحجارين والنحاتين والكهان والمحنطين والخفراء لمدافن الملوك والاشراف؛ حيث عاشوا في رغد من العيش بفضل ما كانوا يحصلون عليه من عطايا الملوك.
لكن في أواخر عهد "رمسيس الثالث" والذى تعرض لعدة محاولات اغتيال, حدثت أزمات عديدة أدت إلى إضرابات واحتجاجات سجلت في عده برديات.
وذكرت هذه البردية أن العمال عبروا الأسوار لتأخر رواتبهم وهم يصيحون : "إنا لجائعون وقد مضى من هذا الشهر ثمانية عشر يوما ", وقد تجمعوا خلف معبد "تحتمس الثالث", وحاول بعض الموظفين إقناعهم باستئناف العمل وهو يحمل رسالة من الملك, لكنهم واصلوا الإضراب لعدة أيام, حتى أقبل كاهن للاستماع لمظلمة العمال الذين جأروا بالشكوى قائلين : " لقد أقبلنا يدفعنا الجوع والعطش؛ فلا كساء ولا دهن ولا أسماك ولا خضار, اكتبوا إلى مولانا الطيب بذلك, اكتبوا إلى رئيسنا الوزير حتى يعطينا ما نعيش به " .
ثم قدم العمال شكوى أخرى قائلين : " إن الذى دفعنا إلى عبور الأسوار لم يكن الجوع, لكن لدينا شكوى خطيرة نريد سردها؛ فإن هناك فضائح خطيره تجرى في هذا المكان ".
ولم ينته الإضراب إلا بتدخل الوزير "تو" والذى لم يستطع صرف أكثر من نصف ما كانوا يستحقون !.
* الصورة المرفقة : تابوت الملك رمسيس الثالث (1217 - 1155 ق م) - الأسره (20) بمتحف اللوفر .