القاهرة 03 يوليو 2018 الساعة 11:13 ص
رمانةُ بابَة
-- 1 --
كيف لي ألا أحبكِ
وأعبدَ خطوتك على الأرض
أنت التي تفرشين قلبك لتمرَّ أيامي بسلام
تفتحين عينيك لأنام
وتغلقين جفونك لأختبئ من الرصاص
والبرد والأعين الحاسدة
كيف لي ألّا أحبك
أيتها الرمانة الشاردة
والإلهة الزاهدة.
-- 2 –
أنت ملكة هذا الليل
ملكةُ كلّ الشوارع
هذا الرصيفِ الذي هو أخي
والشجرةِ التي بنتُ عمي
وأنت عروسةُ هذا النيل وجنِّيةُ بحري.
-- 3 --
أضربُ عزالي بالنّار
أراقبُ بيْتَ الجار لأنَّ امْرأته أفْشَتْ سرَّكِ
أتخفَّى في ثوْب الكاهن وأفجّرُ نفسي وسط الحشد
أتخلَّصُ من مرضي المُزْمن بالحبّ وأعود بريئا كالشيطان
وحرًّا كالعاصفة ووحيدا كالبيت المهجور.
-- 4 --
أن أشربَ الشايَ من فمك لا من يديك فقط
أنْ تتنزلَ شفتاك على شفتيَّ كما يتنزلُ فوق حديقته الندى
ألا نهتم لقمر غيرانٍ فوق النافذة يطيلُ النظرَ علينا
ألا أنزعجَ تماما من نكران العالم ما دمتِ معي.
أن يتغيَّرِ لونُ دمائي إنْ عكَّر صَفْوَك أمْرُ نسيمٍ جارح.
أن أنسى الدنيا كي أتفادى حقيقة أنَّك لست هنا.
ألّا أرتاح على سُرُرٍ أو أرصفةٍ وشوارعَ من نورٍ
ومقاهٍ تجلس فوق مقاعدها نجومٌ تترقبنا
أنْ أنتظركِ وأموتُ من الشَّوْق وأحيا.