القاهرة 03 يوليو 2018 الساعة 11:19 ص
بقلم :د. هبة سعد الدين
قد يظن البعض أن المعادلات الرياضية يمكن أن تنجح فى الحالات "الانسانية" ، وهذا مايجعل "الخلطة" الدرامية التى تنجح يتم استنساخها بدون إدراك أسباب نجاحها ؛ مما يجعل الفشل يحيط ببعضها رغم التزامها "بالمعادلة" وذات الوصفة !!! ودراما رمضان التليفزيونية هذا العام خير دليل فعلى الرغم من تكرار بعض التجارب بنفس فريق العمل ، أو استحواذ النجم على الشاشة بنفس التفاصيل ، أو الاتجاه إلى قالب كوميدى أو تشويقى أو اجتماعى ، فالنتائج غير واحدة وأثبت الواقع أنها ليست ثابتة .
*كوميديا معلبة
عندما بدأت دنيا سمير غانم منذ سنوات طريقها الكوميدي الخاص ونجحت فى جذب الجماهير إلى شكل مختلف خاصة الاطفال ؛ تخيل البعض أنها الوصفة المضمونة فى عوالم الدراما التليفزيونية القادرة على النفاذ إلى قلب الجميع ، لنشاهد عدة مسلسلات درامية نجومها بعض شركاء "دنيا" فى تلك الأعمال بذات الخلطة الشبابية التى تصول وتجول فى مناطق غير المعقول ، لنجد هذا العام "خفة يد" و "الوصية" و"ربع رومى" و "سك على أخواتك" و"عزمى وأشجان" ؛ وعلى الرغم من تبنى الجميع للمعادلة بصورتها الظاهرة من أفكار غير واقعية من تحول انسان لحيوان أو وصية أو عصابة زوجية أو ظهور الأخ المجهول وغيرها من أفكار قد تكون بذرة جيدة لنمو نبات الكوميديا إذا حسنت رعايتها كما فعلت دنيا سابقاً إلا أنهم تناسوا أنها لم تكرر نجاحاتها العام الماضى الذى حصدته من "لهفة" أو "نيللى وشريهان" ، لقد تكررت الوصفة من فكرة ومجموعة من الشباب معظمهم خريجى "مسرح مصر" فى إطار يبحث عن "الضحكة" حتى لو كانت سخيفة ،لذلك لم يحقق أي منهم النجاح الذى كان .
*دراما النجوم
لقد أصبح شهر رمضان بنسبة كبيرة "سبوبة" بمنطق الاستحواذ على أكبر قدر من تورتة الإعلانات والإنتاج السخى الذى يحققه هذا الشهر من استعدادات دون الأحد عشر شهراً الأخرين ، مما يجعل النجوم يتسابقون فى تقديم أعمالهم بدون التفكير فى الجديد أو المكرر أو القادر على جذب الجماهير ، ولذلك هناك بعض الأسماء التى عادة لايكتمل الشهر بدون مسلسلها كنجوم من البداية وحتى كلمة الحلقة الأخيرة ؛ بعيداً عن أى مؤثرات على سير الأحداث ومنطق رسم الشخصيات ، وقليل من نجى من ذلك فقد اتخذ"طايل"أو " أيوب" أو "رحيم " أو "عمر" أو "نسر الصعيد" أو "كلابش" وغيرهم ذات الطريق فى إطار الأكشن والتشويق الذى يلائم البطل الذى قد يكون صعيدياً أو قاهرياً فكلهم أرادوا تحقيق العدالة على طريقتهم ؛ على الرغم من اختلاف الحكايات والطريق الواحد إلا أن النجاحات اختلفت وتفاوتت ردود الأفعال نظراً لقيادة العمل من قبل مخرجين تنوعوا فى إدراكهم للمعادلة الناجحة فنال بعضهم ما أراد ليحقق "الأنصارى ورحيم" مساحة متفوقة على غيرهم ويفلح "أيوب" من الإفلات مما اعتاده من صوره عاشق النساء ويطرق "طايل" أرضاً جديدة يختلف عليها الجمهور ويظل جمهور "النسر" وفيا لبطلهم المغوار .
*طرق مختلفة
على الرغم من إدراك البعض لمكانته بصورة مؤكدة إلا أن القليل من يطرق أبواباً متنوعة عله يجد متعته الخاصة التى يريدها مع الجمهور ، وذلك ما انطلق إليه بكل ثقة النجمان عادل إمام ويحيى الفخرانى؛ فكلاهما بحثا فى أرض جديدة بفريق عمل مختلف ومساحات تتنوع فى اختياراتها عن الاعتياد فهاهى قصص المجتمع الإنسانية وخباياه يتصدران سواء من خلال الصحافة وقضايا الفساد أو الجوانب العائلية التى تلقى بظلالها نحو الأخطاء التى لاتنتهى بل تستمر وتتوغل لتنشئ أخطاءً تتوالد بدورها فتصبح عنوانا للحياة .
لقد أدرك النجمان ضرورة التغيير خاصة مع تراجع ردود الأفعال لمسلسلات عادل إمام السابقة ، أما الفخرانى فقد استمر فى معادلة التغيير وكذلك الغياب الذى يستغرق عام فاحتفظ بمنطقته الخاصة ومساحة الانتظار من مشاهد ينتظره فى ذات الميعاد ، لذلك ليس غريبا ً أن يختلف اختياره كلياً هذا العام بدءًا بمخرجه الابن وكاتبه الأثير وطبيعة العمل المختلف .
*دراميات
-افتقدنا الإتقان فى دراما شعارها "سباق مع الزمن" حتى أن المشاهد العادى التقط أخطاء الراكورات بنفسه ونشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعى بصورة ملفتة تخصم الكثير من فرق العمل .
-لأول مرة تشهد الدراما هذا الكم من البطولات النسائية ؛ سواء "اختفاء" أو"مليكة" أو"كارما" أو "رسايل" أو "ممنوع الاقتراب" أو "ضد مجهول" ؛ إلا أنه تاه كإنجاز فى ظل فرض بعضهن كنجمات أو كثرة المعروض وضعف المنتج .
- تظل تجارب الإنترنت مساحة من المفاجآت فإما أن تصعد للبرامج التليفزيونية فتخفق أو ترتفع منها إلى الدراما ؛ لترتقى الدراما بتجربة مختلفة أو تظل فى عالم الاسكتشات الكوميدية أو عالقة بين هذا وذاك مثل "الوصية" .
-قد يرتبط نجاح الممثل بنوعية من الأعمال ؛ ليطرح تغيير "جلدهم" الدرامى السؤال : هل ينجحون مثل ياسر جلال ومصطفى شعبان أم تتراجع أسهمهم مثل نيللى كريم ؟
-أخيراً : من يتصور أن هناك معادلة يمكن تطبيقها على الدراما مضمونة النجاح "واهم" ، فتلك المعادلات ترتبط بعناصرها وظروف وجودها وطريقها حتى تظهر للجمهور ؛ ولذلك فشلت هذا العام فى رمضان طبخة "الكوميديا" و"الأكشن"و "البطل الأوحد" و "النجمة الجميلة" ونجح فريق العمل ، ليظل الإتقان بكل تفاصيله معادلة النجاح الموثوق بها فى كل وقت .