القاهرة 03 يوليو 2018 الساعة 11:13 ص
صلاح صيام
عرفته قبل ربع قرن من الزمان, عالما جليلا ومثقفا مستنيرا, ومحدثا مفوها لا تملك إلا الصمت حينما يتكلم,متابعا لجميع الأحداث من حوله رغم دخوله فى القرن الثانى من عمره, طاف بعلمه أرجاء العالم الإسلامى لينهل منه القاصى والدانى,عاصر ملوكا ورؤساء كثرمما جعله شاهدا على عدة عصور, وأخيرا لقى ربه بعد حياة طيبة امتدت 106 عاما قدم خلالها ما يرضى ربه ويخدم دينه.
قال عن نفسه عندما بدأ القرن الثانى من حياته (لما تذكرت الماضي تمنيت أن يعود شبابي لأكررمسيرة طلب العلم من جديد, فالله سبحانه وتعالي لايضيع أجرالعاملين , وكل ما تمنيته حققته.. فقد تمنيت أن أقابل المؤمن والفاجر , أما المال فقد كفاني إياه الغني الحفيظ.. لست غنيا ولكن حسبي بيتي وبعد ذلك أنا غني بتقوي الله, أصدقاء العمرتوفوا.. لكن أصحابي هم كل شخص يزورني ويتذكرني بكل خير وهم والحمد لله بالآلاف.
لايعرف الكثيرون الشيخ معوض بسبب اختلال معاييرالقيم، وموازين التقييم، لأننا أصبحنا نلهث وراء من يدَّعون العلم.
عشق الكلمة منذ طفولته، أحب الشعر والأدب وأبدع فيهما، حرص على حفظ القرآن الكريم صغيرًا، ووهب نفسه للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كتابةً وقولًا وعملًا، وعلى امتداد عمره ظلّ مرشدًا ومعلمًا داخل مصر وخارجها في العديد من البلاد العربية والإسلامية.
نشأته
ولدالشيخ معوض عوض إبراهيم عام /1330 ه - 1912 م بقرية كفرالترعة الجديد مركز شربين محافظة الدقهلية وألتحق الشيخ بالأزهر الشريف سنة 1344 هـ -1926 م، بعدأن أتم حفظ القرآن الكريم بكُتاب القرية وحصل علي الإبتدائية عام 1348 ه - 1930 م وكان شيخ المعهد الأزهري حينئذ الشيخ الكبير عبدالله دراز والد الدكتور الشيخ محمدعبدالله دراز رحمهما الله . وبعدها حصل الشيخ علي الكفاءةعام 1933 م وعلي الثانوية من معهد طنطا عام 1358 هـ - 1935 م .
أولع الشيخ منذ نعومة أظفاره بحب اللغة العربية ودراسة الأدب والاهتمام به ولقد بلغ من تفوقه في فن الأدب أن أستاذ الأدب أهداه كتاب مقامات بديع الزمان وكتب عليه إهداء له، وذلك لنبوغه في فن الأدب، وفي نفس العام نشر له الأستاذ عباس محمود العقاد الكاتب الجبار كما كان يسميه سعد زغلول قصيدة تحت عنوان ( استعذابالعذاب )في جريدة الجهاد عام 1932م استلهمها بقوله :يا ماخراً في عباب الهموم أي عباب ** وضارباً في فيافي الآلام والأوصاب.
كما نشر له الأستاذهيكل وزيرالمعارف رحمهالله . في عدد مجلة السياسة الأسبوعية الممتاز التي كان يصدرها . وكان ذلك عام 1937 م بمناسبة مرورعام علي صدور كتاب حياة محمد " صل الله عليه وسلم "، وكان الشيخ حينئذ بالصف الثاني الثانوي الأزهري
بعد إنهاء الشيخ المرحلة الثانوية في المعهد الديني الأزهري بطنطا التحق الشيخ بكلية أصول الدين بالقاهرة بالخازندار، وكان عميدالكلية آنذاك الشيخ الإمام الكبير الشيخ عبدالمجيد اللبان رحمه الله وتخرج منها عام1939م , أكمل الشيخ سنتين في تخصص الدعوة وحصل على التخصص عام 1363 ه - 1941 م، ثم بعد ذلك عين واعظا في أسوان عام 1942 م – إلي عام 1945 م، ثم إلي الفيوم من سنة 1945 إلي عام 1948 م، ثم إلي مدينة بورسعيد من عام 1948 إلي عام 1956 م،وفي عام 1952 م حصل فضيلته على تخصص التدريس والتربية من كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، لأنه لايعين فى التدريس إلا من حصل علي تخصص التربية والتدريس من جامعة اللغة العربية وهي لمدة سنتين وكان الشيخ واعظ بورسعيد في ذلك الوقت حينما نال هذه الشهادة .
جولاته
ذهب الشيخ إلي لبنان مبعوثاُ للأزهر الشريف للوعظ والتدريس عام 1956 إلي عام 1962 – في الكلية الشرعية ببيروت، ثم زار اليمن ست مرات متقطعة بعد عودته من لبنان، والتقى فيها هناك بمفتي اليمن الشيخ عبدالله زبارة رحمه الله، واشترك معه في عدة حلقات في نورالإسلام في التلفزيون الكويتي .
عاد الشيخ بعدها إلي مصر فأنشأ المعهد الديني الأزهري في بورسعيد عام 1964 م، ثم توجه الشيخ بعدها إلى الأردن عام 1965 إلي عام 1969 وكان مقره ميناء العقبة الميناء الوحيد بالأردن عاد الشيخ بعدها إلي مصر وعمل مفتش ومراقبا للوعظ في القوات المسلحة، ومحاضراً في الدراسات العليا قسم الحديث في كلية أصول الدين حتى عام 1973 م، ثم مدرساً في كلية الشريعة بالرياض عام 1973 م ثم باحثاُ علمياً في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء إلي عام 1976 م، ثم عمل بعدها مدرساُ في كليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم عمل رئيساً لقسم الدعوة في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت بداية من عام 1979 الذي أنشأ فور تعاقده في الوزارة حتي عام 1985 .
زارالشيخ بعدها باكستان وزار الكليات العلمية الشرعية في كراتشي وبيشاور ولاهور وقابل هناك فضيلة الشيخ الدكتور أحمد العسال رحمه الله الذي كان نائبا لمدير الجامعة الإسلامية العالمية، وزار الشيخ عدة دول أخري كالبحرين وقطر وسافر إلى سوريا فزار دمشق مرتين وحلب وحمص وحماة أثناء عمله في الكلية الشرعية ببيروت .
وبعد عودة الشيخ من باكستان عمل عضوا في لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله، وتفرغً للكتابة في الصحف والمجلات داعياً إلي الله بكلمة هادية بانية حريصاً على النصح للآخرين الزملاء والأصدقاء فضيلة الشيخ العلامة محمد خاطر مفتي الديار المصرية، وفضيلة الشيخ العلامة المحقق أحمد صقر، وفضيلة العلامة الكبيرالشيخ محمد أبوشهبة، وفضيلة الشيخ العلامة محمد نمرالخطيب , وفضيلة الشيخ العلامة محمد إسماعيل عبد رب النبي , وفضيلة الشيخ العلامة طه محمدالساكت , وفضيلة الشيخ الدكتور محمود غرابة وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبدالرحمن بيصار، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالمنعم النمر، وفضيلة الشيخ محمد خليفة الأباصيري، وفضيلة الشيخ محمد الطيب النجار، وفضيلة الشيخ العلامة الفقيه عطية صقر, وفضيلة العالم الجليل شيخ الدعاة العلامة محمد الغزالي رحمها لله , وفضيلة الشيخ العلامة المفسر محمد متولي الشعراوي رحمهما الله رحمة واسعة، وغيرهم مما يصعب حصره .
شيوخه
تتلمذا لشيخ علي يد كوكبة نيرة من أكابر علماء الأزهر الشريف أخذوا العلم كابراعن كابر، نذكرمنهم علي سبيل المثال لا الحصر: فضيلة العالم الرباني العلامة الشيخ محمد الأودن رحمه الله، والشيخ العالم الجليل العلامة محمد سلامة صاحب كتاب وباحث في علوم القرآن، وفضيلة الشيخ العلامة الجليل محمد عبدالعظيم الزرقاني، صاحب كتاب مناهل العرفان، وفضيلة العالم الجليل العلامة الحجة المسند الشيخ علي سرور الزنكلوني، وعنه يروي فضيلة الشيخ معوض بأسانيده المتصلة، وفضيلة الشيخ الجليل العلامة الفقيه محمد أبوزهرة وفضيلة الشيخ الجليل محمد يوسف موسى، وغيرهم مم الايتسع المجال لذكرهم، رحم الله الجميع، وكان الشيخ محمدأبوزهرة رحمه الله حفيا به وكان يقول :- الشيخ معوض إبني البكر والشيخ محمد الغزالي إبني الثاني . ومن الأعلام الذين عاصرهم وكانت بينه وبينهم مواقف وذكريات يتجلي فيها ارتباط الشيخ بالأكابر من العلماء وعلي رأسهم فضيلة الشيخ الإمام الفقيه العلامة الشيخ عبدالله المشد، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد مصطفي المراغي، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد الخضر حسين وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج، وفضيلة الشيخ الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر العالم الجليل الدكتور عبدالحليم محمود، وغيرهم من السادة أهل العلم الأكابر أمثال الإمام العلامة فقيه الشام الشيخ الصيدلاني أبي اليسر عابدين حفيد الإمام العلامة الكبير صاحب الحاشية المعروفة بحاشية إبن عابدين، الذي استمع إلى محاضرة في الفقه المقارن لفضيلة الشيخ معوض التي ألقاها علي طلاب كليةالشريعة وقد كان الشيخ معوض حينئذ أستاذا في الكلية الشرعية بلبنان وفرح الإمام الفقيه الصيدلاني علامة الشام الشيخ أبواليسر بما قاله الشيخ وبما قاله طلابه، وربت علي الكتف الأيسر للشيخ معوض ودعا له بالخير .
أول رئيس لمصر
قال عن محمدنجيب: كان «رجل طيب», لم يعمل حساباً لمن حوله ولذلك نجحوا فى الاطاحة به مهما حدث لنا الآن.. اسألوا آباءكم وهم يؤكدون أن ما نمر به هو خير وأهون بكثير مما كان, تخيلوا أن أيام الأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينيات وخلال الحربين العالميتين الأولي والثانية كانت أحوال الناس فيهما أفضل بكثير من أيام العدالة التي فرضها علينا عبدالناصر وأيام الرخاء التي أوهمنا بها مبارك, مرة شيخ بالإسكندرية بعدما فرغ من خطبة الجمعة نزل من علي المنبر وقال للملك فاروق «ياجلالةالملك.. عاهدني علي العمل بكتاب الله», فابتسم الملك وأهدي الشيخ «شال كشمير»وقام بترقيته.
واكد أن الأزهر سيظل مؤسسة كبرى للعلوم الشرعية، التى تشمل «القرآنوالسنة»، وسيظل الأزهر شريفاً حتى قيام الساعة، وغداً سيكون أشد شرفاً ويوم أن أنشئ الأزهر حرص «المعزلدين الله الفاطمى» على أن يكون الأزهر متماشياً مع أهداف الدولة الفاطمية فى الفتوى وغيرها، ولما تولى صلاح الدين الأيوبى أمور الدولة فتح أبواب الأزهر الشريف على مصراعيها للمذاهب الأربعة، وعقيدة سلف هذه الأمة،التى نشرها الرسول «صل الله عليه وسلم» بكل أمانة وصدق، ولا بد أن يفصل الناس بين مؤسسة الأزهر الشريف والمنتمين إليها.
وقال أن جماعة الإخوان المسلمين لم ولن تستطيع «أخونةالأزهر»، فالأزهر قلعة علمية عريقة أكبرمن جماعة الإخوان مهما علا شأنها، فالولاء فى الأزهر لدين الله وليس للجماعة، ومن الصعب أن يحدث ذلك.
وقال قابلت الشيخ حسن البنا مرة، وأنا فى معهد طنطا، ثم قابلته بعد ذلك فى لقاءات سريعة، وكثرت مقابلاتى له بعد أن عينت واعظًا فى محافظة أسوان، ولم أفكر ولو للحظة واحدة فى أن أنضم لجماعة الإخوان المسلمين، فالعلم عندى أهم بكثير من الجماعات والأحزاب، وأشرف كل الشرف أننى أحد أبناء الأزهر الشريف، وهذا يكفينى شرفاً، وأفضل من انضمامى لجماعة الإخوان المسلمين، ولى تجربة فريدة من نوعها مع الأحزاب السياسة، فأنا كنت أحب مصطفى باشا النحاس عندما كنت أكتب القصائد فى جريدة «الجهادالوفدية»، وكنت أرى فى «أحمدماهر» و«النقراشى» و«إبراهيم عبدالهادى» الرجولة والشهامة، ولما حدث الخلاف داخل الوفد وكنت لا أعلم من الظالم ومن المظلوم، تركت الأحزاب نهائياً، وانشغلت بالعلم والعلماء، الذين هم ورثة الأنبياء.
وأكد الشيخ أن الأقباط شركاء معنا فى هذاالوطن الكبير، وكفى ماحدث فى الماضى، فمصر وطن للجميع «أقباطا ومسلمين»، لهم مالنا، وعليهم ماعلينا.
علاقته بالسادات
قال الشيخ قابلته مرتين.. الأولي حينما كان يتزوج بجيهان قبل الثورة في بورسعيد وكنت وقتها واعظا للمدينة , كان هناك احتفال خاص بالثورة الجزائرية ودعاني المحافظ ضمن المتكلمين وكان السادات حاضرا , وعندما ذكر اسمي وقمت لأتكلم خرج معظم الأجانب الذين كانواجالسين لأنني ارتدي ملابس الأزهريين , ويومها تبادلنا الحديث وكان معجبا جدا بحديثي, لكني أذكرله موقفا مضادا.. فعندما دعيت مع مجموعة من العلماء لزيارةاليمن رفض السادات وكان وقتها رئيس المجلس النواب أن يركب معنا الطائرة لأنه يدخن البايب , ونحن ندري ماذا كان به , ولذلك كنا نرفض ذلك , وفي مطارالقاهرة عندما التقينا رفض أن يلقي علينا السلام.. بعض زملائي كانوا أكثرصبرا مني وطلبواأن نذهب للسلام عليه, فأقسمت بالله ألا أذهب للسلام عليه لأنه بدأ بالاستخفاف بنا , هو تكبر علينا لكنني اعتززت بالله وبالأزهر الذي قام بتربية رجاله, وفي اليمن دعانا الرئيس السلال إلي الافطار وقال للسادات «خيرم اأهدته لنا مصرهم علماء الأزهر» وفجأة وجدنا السادات وكأنه تنبه لوجودنا , فقام ليسلم علينا في أماكننا, فابتسم زملائي وقالولي «لأنك اعتززت بالله.. أعزك الله».
موقف مع الملك حسين
يقول الشيخ كان الملك حسين يعاملنى معاملة خاصة ويقربنى منه أينما ذهب , وفى إحدى المناسبات رأيت الجميع يقبل يده إذاسلم عليه , وعندما جاءالدور على لأسلم عليه رفضت تقبيل يده وسط ذهول وغضب الجميع , ولكن ذلك لم يحرك فى ساكنا.
رؤيته حول إسرائيل
يقول الشيخ :نهاية إسرائيل أمر حتمي على يد المسلمين ولكن متي يتم ذلك هذا يتوقف علينا نحن عندما نكون مسلمين حقيقيين نحمل هم الأقصى ولانضحك أوحتى نبتسم حتى يتحرر مثلما كان يفعل صلاح الدين الأيوبي حيث استحيا أن يضحك أو يبتسم والأقصى أسير في يد الصليبين.
أما بدايتها فقدعاصرتها وتعجبت من حمق العرب حين فرطوا في فلسطين كلها حين انقسموا على أنفسهم ولم يحسنوا قراءة الخريطة الدولية بعد قرار التقسيم وأصبح أصحاب الأرض يستجدون اليهود حتى يسمحوا لهم بالعيش في أرضهم التي اغتصبوها بمؤامرة دولية ليس لها مثيل في التاريخ الإنساني حيث تم توظيف الدين لخدمة الأطماع السياسية. وعلى العرب أن يتعلموا من دروس التاريخ حتى لا يكرروا أخطاء الماضي لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. ولن نستعيد فلسطين كاملة ونحرر الأقصى إلا بالوحدة والتعاون.
حكايته مع العقاد
يقول الشيخ عرفت العقاد مبكرًا، وعزمت بيني وبين الله وأنا طالب في المرحلة الثانوية إن أتيت إلى القاهرة أن أزور ثلاثة: العقاد، والشيخ محمد رفعت، وحسن البنا، فلما شاء الله أن حضرت إلى القاهرة طالبًا بكلية أصول الدين، ذهبت إلى مجلة الدستور التي كان يصدرها الحزب السعدي، وقابلت العقاد وقال لي «أنت معوض الذي كنت أنشر له قصائد الشعر»، وكان أمرًا عجيبًا أنه كان جالسًا على كرسيه لكنه أطول مني وأنا واقف، وسألني عن الكلية التي التحقت بها، فقلت له إنني منتسب لكلية أصول الدين، وعندي فراغ أريد أن أشغله في الصحافة، لعل عائدًا منها يعود علىّ وأشتري منها كتبًا تزيدني فهمًا وعقلًا وعلمًا ومعرفةً، فقال لي «أنت في كلية أصول الدين وهي كلية تربي العقل، وأطلب منك أن تصرّ على البقاء فيها، ولا يبهرك بريق الصحافة»،
واعتبرت هذاالكلام خيرًا لي من كنوز قارون، فازددت حرصًاعلى طلب العلم وفي العام التالي الذي نُشرت فيه قصيدة «استعذاب العذاب».