القاهرة 27 يونيو 2018 الساعة 12:42 ص
وائل الحسيني
نظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ندوة اليوم في جنيف عن الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين في اليمن، في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على البلاد.
وفي الندوة التي عقدت على هامش الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان، استعرض الأستاذ يوسف أبو رأس عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، تقرير حالة حقوق الإنسان في اليمن، والتي قال فيه أن البلاد لها سجل سيء فيما يخص حقوق الإنسان منذ عهد النظام السابق، مشيراً إلى أن "تحالف رصد" يعمل على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، وإصدار تقرير بشكل سنوي عن حالة حقوق الإنسان وعدد من التقارير النوعية.
وأضاف: "يتم توثيق تلك الانتهاكات عبر المقابلات مع الضحايا أو أقربائهم والشهود إذا تعذر ذلك"، موضحاً أن الجهات التي تقوم بارتكاب تلك الانتهاكات إلى جانب الحوثيين توزعت بين "الحكومة الشرعية (الحزام الأمني، النخبة الشبوانية والحضرمية) وقوات عسكرية (كتائب المقاومة)، (تنظيمات إرهابية - القاعدة)، والطائرات المسيرة (الدرونز)".
وكشف أبو رأس عن نموذج من الانتهاكات من يناير وحتى مايو 2018، والتي بلغت 628حالة قتل، بينهم "124 طفل و50 امرأة و 301 مليشيا الحوثي 301 (قصف عشوائي – قنص – إعدام) و 27 قوات تابعة للحكومة اليمنية (المقاومة)، 30 قوة عسكرية تتبع الحكومة (مسلحي أبو العباس – تعز) و33 مجهولين و 18 طائرات الدرونزو 19 مسلحي تنظيم القاعدة و 19 قوة تابعة للحزام الأمني بعدن وقوات النخبة حضرموت".
وأوضح أن انتهاكات أخرى يتعرض لها الأقليات الدينية في اليمن، وفي مقدمتهم الطائفة البهائية والتي تعرض العديد من أفرادها لانتهاكات في العاصمة صنعاء، من مطاردة وحبس ودفع ما يسمي مجهود حربي، وكذلك منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
وفي مداخلته كشف الناشط الحقوقي باسم الحاج، عن اتساع رقعة عقوبة الإعدام في التشريعات، ما جعل موضوع الإعدام خصب داخل اليمن.
وأضاف: "ما يحدث من قتل خارج القانون يكون قد اكتسب مشروعية الطابع القانوني والثقافي، حيث أن هناك أكثر من 40 مادة في القانون اليمني تشرع لعقوبة الإعدام، لكن هناك 450 حالة إعدام في اليمن برغم الكم الهائل من هذه المواد في القانون"
وأوضح أن ميلشيات الحوثيين، استخدمت هذه التشريعات في قمع المعارضين لها وذلك ما حدث عند انقلاب ميليشيا الحوثي في 21 سبتمبر 2014، مطالباً بالعمل على مناهضة عقوبة الإعدام.
وتابع: "نحتاج أن نقف أمام كل أرقام الإعدام خارج القانون وعلينا أن نواجه هذه الجماعات بكافة أشكالها وألوانها لأنها تمارس القتل بكل أشكاله".
وتحدثت الناشطة الحقوقية ليلي سرار، في ورقة العمل التي قدمتها عن الألغام التي قامت ميليشيا الحوثي في اليمن بزراعتها مع الحرب الدائرة، وعن أضراراها مستقبلاً.
وقدمت سرار، أرقام وإحصائيات للحاضرين في القاعة، نقلاً عن سجل التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد" والذي رصد عدد (639 ) حالة قتل و(704) حالة إصابة بين أوساط المدنيين والعسكريين جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعتها ميليشيا الانقلاب في مناطق متفرقة من اليمن وذلك خلال الفترة من يوليو 2014م وحتى مارس 2018م.
وبلغ عدد ضحايا الألغام من المدنيين خلال الفترة المحددة (540 ) قتيلا بينهم (95 ) طفلا و(39) امرأة إضافة إلى (466) مصابا بينهم (124) أطفال (33) امرأة، في حين لم يتجاوز عدد الضحايا العسكريين (104) قتيلا بينهم طفلين مجندين و(244) جريحا.
عضو نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي، بدوره كشف عن وضع الصحفيين في اليمن، مقدماً شرحاً تفصيلياً عن وضع الصحفيين والناشطين في اليمن.
وقال الأسيدي: "إن ميليشيا الحوثي مارست كافة أنواع الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين"، مؤكداً وجود 13 صحفيا مازالوا في سجون هذه الميليشيا حتى اليوم بعد أن مورست كافة أنواع التعذيب عليهم ومنهم من تعرض للشل النصفي والكلي.
وقدم في الندوة قصة الصفحي أنور الركن الذي توفي في سجون ميليشيا الحوثي قبل حوالي 3 أسابيع، قائلاً: "إن أنور الركن الصحفي المختطف والمختفي قسريا منذ عام كامل، لم يتضمنه أي تقرير لنقابة الصحفيين اليمنيين أو أية منظمة أخرى على الإطلاق، وهذا تقصير مرعب من قبل هذه المنظمات، وهو أيضا مؤشر على أن أعداد المعتقلين الواردة في تقارير الأطراف المهتمة بقضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير لا زالت غير دقيقة، وأن هناك مغيبون في دهاليز المعتقلات يعانون بمفردهم، ولا نعلم عنهم شيئا".
وتم عرض فيلم وثائقي من إنتاج التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، بعنوان "اليمن حقول الموت"، والذي يحكي قصة زراعة الألغام في اليمن من قبل ميليشيا الحوثي، وكذا قصص ومقابلات مع ضحايا الألغام في اليمن.