القاهرة 26 يونيو 2018 الساعة 11:18 ص !
بقلم: حسين عبد العزيز
وقف امام باب الشقة مهموما حزينا، مد يده في جيبه وأخرج مفتاح الشقة في تثاقل شديد ثم وضع المفتاح في كالون الباب وحركة يمينا وهو يعلم أنه سوف يسمع احتجاجا من ابنه حماده الذى لم يبلغ بعد الخامسة، لأنه لم يشتر له ما يحبه من الفاكهة (موز وتفاح) (واد ليس عايش عيشة أهله) هكذا حدث نفسه و ضفة الباب تعود الى الخلف فأطل برأسه داخل الشقة التي يعمها الهدوء على غير العادة فسمع.
بابا,,, بابا ؟!!
وقد لاحظ بعينيه موزا وتفاحا بكميات كبيرة على ترابيزة السفرة.
فأصابته الدهشة الممزوجة بالفرح فأنفرج فاه عن ابتسامه محيره ثم اسرع الخطى الى موقع الموز والتفاح فوجد ان شكلهما ساحراً فمد يده وأخذ صابع موز وقشرة ثم قذفه داخل فمه واخذ يفترسه بتلذذ غريب عليه ونسى العرق والتعب و بهدلت الموصلات ثم تساءل في هدوء بعد أن مسح فاه براحه يده اليمين.
- من اين هذا، أمكم أخذت ورثها أخيرا ؟!!!
فلم يرد أحد من الأولاد عليه؟! الثلاثة الملتفون حول الموز والتفاح.. فجلس على احد الكراسي بعد أن شبع من شكل الموز والتفاح وهنا تظهر زوجته وهى تمسح قطرات المياه المتبقية على يدها من أثر عملية غسيل المواعين.. وقالت وهى تضحك
- اهلا حماده.
- حمادة اية يا ست انا لي اسم.
- اعلم هذا محمد وايضا حماده.
- خير كيف اشتريتي كل هذا.
- وهل رأيت ما في المطبخ والثلاجة ؟!
وقف الرجل وترجل ناحية الثلاجة وفتحها فوجد قطعة لحم كبيره ثم اسرع الى المطبخ فهاله ما رأى!!
فعاد مسرعا وهو يقول.
- خير.
- والله يا حبيبي لن اخفى عنك شيء فقد سمعت الراجل ينادى أي حاجة قديمة للبيع.. فناديت عليه بأن يطلع، وطلع. وطلبت من أن ينظر الى الكتب والمجلات التي هنا ويقيمها.. فقيمها بمبلغ معتبر.. فقلت له تفضل شيل ومازالت الزوجة تسترسل في سرد وقائع الجريمة وسيد طمان كان قد أسلم نفسه لأرضية الصالة التي افترشها وتغطى بحكي زوجته.