القاهرة 15 مايو 2018 الساعة 10:37 ص
محمد زين العابدين
عندما نراه يزين أوجه المحال و يتوج أعمدة الشوارع و يتدلى من الشرفات نعرف أن شهر رمضان المبارك قد أهل علينا بوجهه البهيج ونوره الساطع وبركاته العظيمة..فلعل فانوس رمضان منذ القدم هو أهم أيقونة ارتبطت بالشهر الكريم فلا تكتمل فرحتنا برمضان إلا برؤيته فى كل مكان سواء فى المنازل أو فى الشوارع أو الفنادق أو الخيام الرمضانية ولا يقتصر الفرح بفانوس رمضان على الأطفال فقط الذين ينتظرون رمضان لشراء الفانوس الجديد بل يعشقه الكبار أيضاً وبعد أن كان الفانوس التقليدى المصنوع من الصفيح والذى يضاء بالشمعة هو الملك المتوج على عرش الفوانيس زاحمته فى السنوات الأخيرة الفوانيس الصينية التى تفنن الصينيون فى ابتكارها لتتوافق مع أذواق المصريين والعرب والتى تنبعث منها أغانى رمضان الشهيرة المسجلة على اسطوانة صغيرة ً جداً بداخل الفانوس..تجولنا فى الشارع المصرى الذى يحتفى بفانوس رمضان احتفاءاً خاصاً جداً لا مثيل له فى أى بلد إسلامى آخر والتقينا بصانع الفوانيس التقليدية كما تجولنا بين محال الفوانيس الحديثة لنتعرف على الفرق بين الفانوس العريق والفانوس الصينى الحديث..
*تراث عريق وحرفة أصيلة : ثلاثة إخوة ورثوا حرفة صنع الفوانيس عن أبيهم وظلوا بعد رحيله حريصين على هذا التراث الجميل رغم الصعوبات التى تواجهه لندرة المهارات اليدوية فيه حالياً ويحكى الإبن الأكبر عادل كمال عن والده الراحل الأسطى كمال فيقول" تعلم والدى حرفة صناعة الفوانيس فى منطقةتحت الربععلى يد الحاج محمد الفوانسجى و الذى كان من أشهرالأسطوات الكبارفى صناعة الفوانيس على مستوى مصر وبعد أن تعلم المهنة على أصولها وعمل لفترة فى صناعة الفوانيس والكلوبات وإنارة فوانيس منطقة العتبة بأكملها إستقل بنفسه وفتح دكاناً خاصاً به"..متعة كبيرة أن تجلس لتتابع الإخوة الثلاثة عادل وحسن ومحمد فتنبهر بمهارتهم فى قص شرائط الصفيح المصمتة وطرقها ثم ثنيها وتشبيكها مع بعضها باللحام ثم تعشيقها بالزجاج بمهارة و سرعة لتتحول بين أيديهم إلى فانوس رائع، وعن أشهر أنواع الفوانيس التقليدية التى كان والدهم يصنعها وتعلموا صنعها منه تحدث الأخ الأكبر عادل" والدى كان يصنع كل أنواع الفوانيس مثل فانوس القلة وفانوس العرق والفانوس أبوعياله والفانوس أبو باب والفانوس نمرة10ونمرة15والذى كان يتم تعليقه فى السرايات والقصورلأن الكهرباء لم تكن قد دخلت بعد إلى شوارع مصر" أما أهم ما تعلموه من والدهم فيقول" تعلمنا الصبر والحرص على الدقة فى عمل الفوانيس وأننا إذا استخدمنا عقولنا من الممكن أن نبتكر أفكاراً مبدعة" .
ولكن هل صناعة الفوانيس مهنة موسمية ترتبط برمضان فقط ؟
أجاب عادل: طبعاً نحن نشتغل أكثرفى شهررمضان ونعد له قبلها الفوانيس وأكواز صنع الكنافة البلدى.
ماهى أحجام وأنواع الفوانيس التى تصنعونها؟
أربعة مقاسات هى أبوعرش وأبوعياله والنجمة وهى تتكون أساساً من ستة ألواح بالإضافة إلى القبة والقعروالشرفة وهذا هو الحجم الوسط.
هل تشترون لأولادكم فوانيس كهربية فى رمضان؟
ما تلزمناش لأنهالا تحقق بهجة رمضان مثل فوانيسنا الصفيح كما أنها تتلف بسرعة إنما فوانيسنا أصيلة.
*ماهى خطوات صناعة الفانوس ؟
نحن نبدأ تجهيزالفوانيس قبل رمضان بسبعة أشهر حيث نحضرالزجاج ونقطعه ونغسله ونحفظه ثم نحضر الصفائح ونقطعها ونطرقها ونغسلها ثم نجهزقباب الفانوس على شكل ثلاث قباب علوية وثلاث قباب سفلية ثم نقوم بتلوين الزجاج بدهان من نوع كحولى يعرف بدهان السبرتو وهو خاص بتلوين الزجاج وله ثلاثة ألوان هى الأحمروالأخضر والشربتلى .
*ماهى الخامات الأساسية فى عملكم ؟
الصفيح الخام الفرنساوى ولكن سعره أصبح مرتفعاً فأصبحنا نستبدله حالياً بالصفيح الذى نقطعه من صفائح الجبنة بعد غسيلها وقصها والزجاج هو الخامة الأساسية الثانية ثم هناك القصدير الذى نستخدمه فى لحام فواصل الفانوس وهذا أيضاً غالى الثمن.
*الفوانيس الجديدة وابتكارات لا تنتهى : إلتقينا بعد ذلك مع أحد باعة الفوانيس الحديثة بمنطقة الدقى وهو زياد وسألناه : هل ما زال هناك من الزبائن من يسألون عن الفانوس التقليدى؟ فأجاب: طبعاً فما زال يباع وله زبائنه ونحن نبيعه لأنه يذكر الناس بالأصالة وما زالت هناك ورش لتصنيعه فى باب الشعرية والجمالية وفيصل.
وعن أسعار الفوانيس المعدنية التقليدية يقول:تتراوح أسعارها بين 20و 25و 37 و63 جنيهاً وهى ما زالت تضاء بالشموع،أما عن أهم أنواع الفوانيس الحديثة التى ظهرت مؤخراً فيقول: ظهرت من الفوانيس الصينية البلاستيكية فانوس توم وجيرى وانتشرت مؤخراً الفوانيس المصنوعة من قماش الخيامية والتى يفضلها البعض وهى تعطى مظهراً رمضانياً جميلاً للمقاهى والخيام الرمضانية والفنادق وتوجد الفوانيس المصنوعة من الصاج الأسود الذى يتم دهانه بالدوكو وإدخاله فى أفران خاصة لإكسابه لونه وشكله المميز ومن الفوانيس التى يحبها الأطفال ويبحثون عنها بالإضافة إلى فانوس توم وجيرى هناك فانوس سبونج بوب وهناك فوانيس على أسماء لاعبى الكرة المشاهير مثل فانوس رمضان صبحى،أما عن نوعية زبائنه فيقول:زبائنى معظمهم من المصريين طبعاً ولكن لى زبائن عديدون من الإخوة العرب خاصة الخليجيين الذين يحرصون على زيارة المحل كل عام قبل قدوم شهر رمضان بقليل أو أثناء الشهر الكريم ويشترون منا الفوانيس المعدنية الكبيرة الحجم لإضاءة قصورهم ومنازلهم أثناء الشهر الكريم كما ينبهر الكثير من الأجانب بفانوس رمضان و يشترونه كتذكار جميل من مصر. أما أغلى فانوس يبيعه فهو الفانوس المعدنى الكبير المصنوع من النحاس وسعره 1500 جنيهاً ويشتريه الزبائن لتزيين المنازل والفنادق حيث يوضع واقفاً على الأرض غالباً .