القاهرة 08 مايو 2018 الساعة 12:44 م
ستظل تحمل ما تحملتَ انخفضت أو ارتفعتَ
إلى جبال من معانٍ للكلامْ
إذ أين كان الطور ينتظر الضياءْ
من أي دود الأرض أخرجتَ الحريرَ
وكيف أسكنتَ الشرانقَ لحظةَ البعثِ
انكشفتَ تُكشِّف السُّكر الذي خط الجناح
فصار خطًا ، جنبَ جرحٍ ، جنبَ قتلٍ
ثم من قمع الحرير خرجتَ
تبدأ رحلة كبرى تصير معقدا كفراشة
سهلا كماء في فلكْ
ما أسكركْ !
في نخلة للحب كان لقاؤنا
في صفحة التاريخ "بيَّازٌ" قديم
يحمل الوعدِ الجديدَ ويخرج الآن انتبهْ
أعلنتَ ما أسررتَ من نور مهيضْ
وذرتكَ ريحٌ بعثرتكَ
كَذَرِّ حَبِّ طار من طحن الغلالِ
على جلابيب النساءِ
صرخن لكْ
ما أتمركْ
كنتَ الصغيرَ تمد كفًّا غضةً
وتُفلسفُ الوطنَ الكبيرَ بذيلِ أُمِّكَ مفعمًا
لتصير مفتولَ السواعدِ
عارىَ القدمين مكشوفَ البصيرةِ
هل أضاعتكَ الطريقُ أم الطريقةُ
أىُّ شيءٍ ضللكْ
طار الفؤاد أأطركْ ؟
أوَ قد نَسيتَ حنانَ أمكَ
دفءَ ثدييها وأنت تغافل اللبنَ الحرونَ
بعضةٍ من سِنَّةٍ صغرى
على فكٍّ طرىٍّ أعشبتْ
فتُشاغلُ الكونَ اللئيمَ
بغمزةٍ من طرفِ طرفكَ
ضاحكا عند انسكاب الخبز
أنهارًا من اللبن المصفَّى
هو مَن أدلكَ دللكْ
فأسرَّ سركَ بصَّرَكْ
أم هل تفيأتَ الظلالَ
وأنت تنتبذُ الغداةَ
من اهلِ هذى الأرضِ
ثم تهزُّ وجناتِ السحاب
لتُمطِرَ الإنسانَ هطلاً
وحملتَ موجاً إثر موج إثر موجْ
مِن صبا بَرَدَى رباطُ النِّيل في سبأ الأصيلِ
إلى فراتٍ من خُزامَى دجلةَ العاصي إلى الأردنّ
كم صُبَّ النبيذُ وأثقلكْ
ما أصبركْ !
ووقفتَ فوق الماءِ
مشدوهاً إلى معنى الترابْ
أخرجتَ نفسك مُرهِفا
ووقفتَ تسمع شدوها المنسابَ لما أوَّلكْ
مّن عللكْ
بالنور حتى قطَّركْ
إذ قلتَ لك:
ما ظِلُّ نورٍ ينطوي
في عمق بحر يرتوي
مِن صفو شمس بالضحى
إلّا وظلٌ مُحتجَبْ
إذ قلتَ لكْ :
ما مالَ ثوبي حينما
مال الجمالُ وما نما
ثوب بثوبي إنما
غشَّى ظلام سرَنا
إذ قلتَ لكْ :
أقبِلْ بوجهي حينما
وحَّدتُ سمتي في السما
أخفيتُ نفسي إنما
في كل نفسْ
إذ قلتَ لكْ :
ما سرُّ روحي حين روحي
غافلتني .. حاصرتني
في الترابِ
فصرتُ ميْتًا نابضا
مَنْ كبَّلكْ
تكبيلُك الممتدُّ كان تحرُّرَكْ
أعَلمتَ ما قال الترابُ لحصدِ مائكَ
حين أقفرتِ البلادُ
أنا الحديدُ
رفعتُ أعمدةَ البيوتِ
وقلتُ : هذا الكونُ قريتُنا
فتخطَّفتْكَ نسورُ قابيلَ انخطفتَ
فلا هلكتَ وما هلكْ
هل أطمرَكْ
هل كنتَ تذبلُ
عندما ردَّدتَ أصوات النشيدِ
مع الصغارِ ضُحى النهارْ
لتغيبَ أصواتُ القنابل
تنسى الحقول مدائحَ البارودِ
والموتَ المؤكَّدْ
وارتد صوتُكَ
ذاهلاً مثلَ السرابْ
عصفورةٌ للصبح رفَّتْ
ثم صار نحيبُها في الأفق أبيضَ
ناسجًا كفنَ السماءِ
فكلَّلكْ
مَن أظهركْ ؟
فرفعتَ كفَّكَ ضارِعًا
بُحَّ النشيدُ وأنتَ تهتفْ
"جيكانِقا بلَّيابيهْ بلاَّبيهْ
جيكانِقا بليابيهْ بلاَّابيهْ"(1)
فأعدتَ ترنيمَ الحروفِ
بدورةِ الكونِ الهصورِ
وأنتَ تنزفْ
ما أجملكْ
ما أجملكْ
ما أحملكْ
وجعَ المخاضِ وأمطركْ