القاهرة 08 مايو 2018 الساعة 11:20 ص
كتب: وائل الحسيني
عندما كنت في زيارة لأحد الأندية العريقة وكنت أجلس في حديقة النادي أتأمل وأراقب ثلاثة أطفال يلعبون ويلهون معاَ ولكن عندما نادت إحدي الأمهات علي طفلها تعال هنا تكهرب الجو ونادت الأم الأخري علي طفليها وأسرعت منصرفة من النادي وسمعتها تقول لطفليها عندكم النادي بأكمله لم تجدوا إلا جورج لتلعبوا معه وكان واضحا من كلامها أنها مسلمة متشددة أما علي الجانب الآخر فقد حزن جورج الصغير حزناَ كبيرا لفراق صديقيه وهو لم يع أو يفهم ماحدث وانكسر قلبي لحزن جورج فعقله الصغير لم يستعب ما حدث.
وهنا كُنت أتساءل ما الذي كان سيضير الأُم المسلمة لو جلست العائلتان وساد جواَ من الود والوفاق والألفة معاَ؟
وهذا الذي حدث بين الأسرتين قد يحدث في كثير من الأحياء التي تجمع الأقباط والمسلمين وقد يحدث بين الطلبة في المدارس ايضاَ ولا يقتصرهذا السلوك علي المسلمين فقط ولكن يشترك في هذا التعصب بعض الأسر المسيحية ايضاَ وهذا السلوك يتنافي مع مباديء الديانة المسيحية والإسلام وكلاهما يدعو الي المحبة والسلام فتقول المسيحية أحبوا أعداءكم وتقول أيضاَ الله محبة وتقول اذا لطمك أخيك علي خدك الأيمن فأعط له خدك الأيسر ونجد مقابلاَ لذلك في ديننا الإسلامي قال الله تعالي في سورة المائدة الآية 82لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82)
ويقول عزوجل لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ? ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .
وقد كان للرسول صلي الله عليه وسلم جار يهودي يؤذيه ويلقي بالقاذورات والقمامة أمام بيته قبل ذهابه لصلاة الفجر وفي أحد الأيام عند ذهاب الرسول لصلاة الفجر وجد الطريق نظيفاَ وعلم أن جاره مريضاَ فذهب لعيادته فأسلم اليهودي من دمث خُلق الرسول صلي الله عليه وسلم وأخلاق الإسلام السمحة والآن فلننته عن الأباطيل التي اخترعناها والتي تدعوا الي الفرقة والتعصب وكراهية الآخر ولتعلم كل ملة دينها الحق وتطبقه ولو فعلنا ذلك لانتهي التعصب والكراهية ولساد مناخ الحب في بلادنا والتي لم تعرف هذا مسيحي وهذا مسلم منذ فجر الإسلام وحتي حقبة قريبة من عصرنا الحديث.