القاهرة 01 مايو 2018 الساعة 11:14 م
أكرم مصطفى
استضاف بيت الشعر بالأقصر اليوم الإثنين 1 مايو 2018 الشاعر الدكتور /حسام جايل عبد العاطي الحائز على جائزة الدولة في الآداب فرع تيسير النحو 2014، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة والحاصل على درجة الدكتوراه في نحو النص وتحليل الخطاب، وهو أستاذ مساعد/مدرس بكلية اللغة والإعلام بالأكاديمية البحرية وكلية الآداب، جامعة القاهرة، فرع الخرطوم.
في محاضرة مفتوحة بعنوان " التماسك النصي في الشعر العربي - دراسة في الوسائل و الأدوات -
وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر.
في الشق الأول من الأمسية تحدث الدكتور حسام جايل عن موضوع المحاضرة وهو التماسك النصي في الشعر العربي حيث قام أولًا بتعريف التماسك النصي بأنه تلك الخصائص والإمكنات التي تجعل من النص جسدًا متماسكًا يمكن تلقيه وثبر أغواره عبر تأويل القارئ له، دون الشعور بتفككه أو تهويمه، وذكر أن التماسك النصي يقوم على سبعة عوامل يجب تحققها في النص الأدبي من بينها: السبك الذي يقوم على البنية النحوية، والأدوات اللغوية في النص، والحبك الذي يعنى بالجوانب الدلالية داخل النص، والوظيفة الإعلامية التي تدور حول موضوع النص، كذلك الوظيفة التصويرية داخل النص وغيرها من العوامل التي بها يتحقق التماسك النصي.
وقد استشهد الدكتور حسام جايل بالعديد من الأمثلة الشعرية من بينها نصوص من المعلقات الجاهلية، ونصوص لأبي نواس والمتنبي وصلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي ومحمود درويش، وقد أكد على أن مجهودات "دي سوسير" اللغوية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين والتي أسست للمدارس النقدية الحديثة إنما تتطابق كليًا أو تكاد مع مجهودات القاضي الجرجاني وعبد القاهر الجرجاني، وأن فكرة التماسك النصي قد سبق إليها الجاحظ في كتابه البيان والتبيين، وأنه يمكن عبرها تحليل النصوص الأدبية بمزيد من العلمية والمنهجية التي تقوم على أدوات بحثية معتبرة تمكن القارئ والناقد على حدٍ سواء من الوصول إلى تأويلات متعددة وثرية للنص الأدبي.
ثم فتح الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر الباب للمداخلات والتي جاءت حول رغبة الجمهور في معرفة طبيعة التماسك النصي عبر تعريفات أكثر بساطة للمتلقي العادي، كما دارت بعض المداخلات حول قصيدة النثر ومدى مواءمتها لمنهج التماسك النصي، وهل التماسك النصي ضرورة لنجاح النص الشعري أم أنه يمكن الاستغناء بحضور الفجوات الدلالية التي تثري اللغة الشعرية وفقًا لما أسماه رومان جاكبسون بالوظيفة الراعشة للغة (الوظيفة الشعرية) وقد غطت إجابات الدكتور جايل كافة مداخلات الجمهور بما أثرى المحتوى البحثي للندوة، ثم اختتم الدكتور جايل إجاباته عن المداخلات بشكر الجمهور النوعي الذي أثار إعجابة في بيت الشعر.
وفي الشق الثاني من الأمسية استمع الجمهور إلى الدكتور حسام جايل شاعرًا في عدد من قصائده المتنوعة:
حيث أنشد من قصيدة مدائن :
ولي بيت على الأيام متكئ
أسائله
فلا يحنو عليّْ
عسان يئن
يقول إذا قضى وطرًا
على كتفي نقشت أساك
على قدرٍ أتيتَ إليّْ
فطوِّف ما تشاء
وكن غيمًا
ستمطرُ فيّْ
ومن قصيدة أخرى بعنوان (من حكايا الشاطر حسن) أنشد :
كأنك أنتَ
حين رأيتك
كأني لم أزل أهواك
حين رسمتك
هذي اليد ذات مساء
كأن العشق لم يخطر ببالك
كأن الموت لم يقعد ببابك