القاهرة 17 ابريل 2018 الساعة 11:39 ص
كتبت: عبير عبد العظيم
المثقفون المصريون يحملون أسلحتهم للمشاركة في الحرب على الإرهاب
القلم ومناقشة الفكر والدور التنويري للمثقف لا يقل عن حمل السلاح
الجماعات المتطرفة كانت تعرف أهمية المثقف المصري لذلك أصدروا الفتاوى لتكفيرهم واغتيالهم.
يأتي المثقف دائما في طليعة الثورات هكذا يكتب لنا التاريخ ، يأتي دوره المحسوب دائما كنوع مختلف من المشاركة ، فعلى الرغم من اشتراك السياسي والطبيب والإعلامى وغيرهم من قوى الشعب المختلفة ، إلا أن مشاركة رجل الفكر والمثقف تكون دائما لها قيمة مختلفة ، فهو الذي يمتلك القدرة على الرؤية والتحليل الكامل للأمر وهو الذي يعشق تراب بلده ويكتب عنها وينسج القصائد تغزلا فيها وهو الذي يسعى إلى فض الاشتباك بطريقته الفكرية انه يحارب الفكر بالفكر ويفند الرأى الهدام بأخر بناء يسعى إلى البناء والاستقرار الوجداني .
والحرب الدائرة في سيناء على الإرهاب كان للمثقف المصري دور فيها بداية من مؤازرة جيشه في هذه الحرب التي تقوم بها مصر نيابة عن العالم، مرورا بعقد الندوات واللقاءات والمنتديات الفكرية التي تنبذ العنف وتدعو إلى محاربة التطرف في الفكر.
تأتى مقولة الحاضر الغائب جمال حمدان في ذاكرة المثقفون المصريون منذ إعلان الحرب على الإرهاب في مصر والتي يقول فيها "أن تكون مصريا، فهذا يعنى في الواقع شيئين في وقت واحد: الأرض والشعب"
يؤكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق أن المواجهة العسكرية لها أهمية الكبيرة وان ما يقوم به الجيش المصري حاليا هو بطولة
جديدة تضاف إلى سجل بطولاته الكثيرة وتاريخه الحافل بالحروب والحفاظ على أرضه وانه على دور الإبداع القيام بنوع من المشاركة فى هذه الحرب فبجانب اقامة الندوات والمنتديات للتوعية بخطر الفكر المتطرف واليات تغيير المنطقة من خلال مشروعات مشبوهة وذلك بإقامة "مركز قومي لدراسات وأبحاث التطرف والإرهاب يتبع المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب ، ويكون دوره محدد ويقوم عليه المثقفون المهمومين بقضايا وطنهم والذين يستطعون التعاطي مع القضية بكل إيجابية ومن خلال مشاركة فعالة في القضية الأهم.
وترى الدكتورة رباب محمود أستاذ الأدب بالجامعة الأمريكية أن الندوات التي تعقد بقصور الثقافة لابد من تكثيفها وان تجذب عدد كبير من الجماهير خاصة في المناطق النائية والبعيدة عن القاهرة في محاولة للمشاركة من المثقف بالتوعية وكان جميل وجود مثل هذه الندوات في الغربية وبني سويف وأسوان التي شهدت مؤخرا فاعليات منتدى "نحو استراتيجية فاعلة لمكافحة الإرهاب"، وكان بها لقاءات ومحاضرات ثقافية للتوعية بمخاطر الإرهاب، ومدى تأثيره المدمر على المواطنين و المجتمع، و تناولت الفعاليات كيفية مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة، ودعم الثقافة ، والتحديات التي تواجه المجتمع، ودور مؤسسات الدولة في مواجهتها، إلى جانب تعزيز دور الشباب في مساندة جهود الدولة ضد الإرهاب والتطرف.
ويضيف الدكتور مصطفى إبراهيم أستاذ الأدب المقارن بجامعة عين شمس أننا في مصر مستمرون في حربنا ضد الظلامية والرجعية، وما يحدث في سيناء يعد بداية النهاية لقوى الإرهاب، ولضمان وصون وحماية جهود التنمية في ارض الفيروز، ولابد أن تشارك الهياكل السياسية والفكرية بإسهام حقيقيا في المعركة التي نخوضها والمسؤولية الوطنية لكل مثقف مصري تحتم عليه أن يكون على وعى بما يجرى في المنطقة ويسعى إلى تنبيه الغافلين وتشكيل وعى لكل المصريين بما يحدث موضحا أننا نعيش في "منطقة كلها عواصف ومؤامرات وهناك خطط لتقسيم العالم العربي
ويؤكد أن تجمع الجماعة الثقافية المصرية على عدالة ونبل المعركة الحالية ضد فلول الإرهاب، هي المحرك الرئيسي لنا للمشاركة فيها بالتوعية ونبذ الفكر المتطرف وللمثقفين تاريخ طويل فى المشاركة بالحروب وخير دليل على
انخراط المثقّفين في محاربة الفكر الإرهابي مثل محمود محمد طه الذي أعدمه تحالف النميري والإخوان المسلمين بقيادة حسن الترابي عام 1985، وفرج فوده الذي اغتالته الجماعة الإسلامية بمصر ليلة عيد الأضحى عام 1992، وكاد يلاقي الأديب الشهير وصاحب جائزة نوبل للآداب، نجيب محفوظ، المصير نفسه بعد سنتين، على يد شاب نفّذ فتوى متشددة.