القاهرة 20 مارس 2018 الساعة 11:44 ص
كتبت: نجلاء مأمون
عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة هامة أقيمت بمتحف الزعيم جمال عبدالناصر تحت عنوان "الخطاب الأدبي والثقافي للزعيم جمال عبد الناصر"، حيث اتفقوا على أن الزعيم جمال عبد الناصر كان ينم عن ثقافة رفيعة المستوى وأنه اهتم كثيرا بالنخبة الثقافية في مصر، أسوة باهتمامة بالنخبة السياسية، وأن القوى الناعمة المصرية في عهده حققت الكثير لمصر ولدعم دورها الإقليمى والدولى، من حيث الاهتمام بالكتاب والنقاد والمؤرخين والمبدعين .
بداية تحدث أ/ أحمد درويش رئيس لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، والذى أشار إلى أن دور مصر الثقافي نتاجا لتراكمات حضارية وحلقات تاريخية متعاقبة، وأن مصر تعد في حقبتى الخمسينيات والستينيات قوة دفع ثقافية وحضارية لكل الدول العربية، وأن ناصر كان بمثابة الملهم وكان ذو ثقافة رفيعة المستوى وقارئ نهم من الدرجة الأولى، ووجوده بيننا هى لحظات تاريخية من خلال شخصيته القوية المؤثرة في كل من حوله سواء كانوا، اشخاصا أو سياسين أومثقفين ، وأنه وضع قاعدة ثقافية يمكن الانطلاق منها لتطور الوعى الثقافي والأدبي والحضاري .
ثم تحدث د/ جمال شقرة المؤرخ الأشهر ورئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، والذي شدد بدوره أن الأرشيف الخاص بالرئيس جمال عبد الناصر يؤكد الرقي الثقافي له وتأثيره على كل من حوله، كما ان الأرشيف اللغوى له يعكس الصمود والتحدى ورفض التبعية، وهذا بشهادة اكبر القوى المعادية له وأشار إلى أنه كان يتابع دوما ما يرد له من خطابات المثقفين والمبدعين من مصر والعالم العربي، ليحقق مطالبهم واَمالهم في دفع الثقافة في مصر وأنه كان يكتب إلى الجميع بنفسه، وأن الشكاوى الواردة من المواطنين المصريين كانت محل الاهتمام الشديد به، كذلك أكد أن الأرشيف كان جامعا لرسائل المئات من المعجبين بشخصه، خاصة من المثقفين والمبدعين العرب والأفارقة والأجانب.
وتحدث الإعلامى الكبير ا/ جمال الشاعر مشددا على أن الأشعار التى كتبها الكثير من الشعراء العرب، مثل نزار قبانى ومحمود درويش كلها تعكس الافتتان والحب والاعتزاز بشخصه لأقصى درجة، وأشاد بقصيدة الرثاء التى كتبها نزار قبانى في جمال عبد الناصر والتى تبرز مكانته لدى كل عربي، والشعور بالخواء والضياع بعد رحيله وأنه إلى الأن لم يرث زعيم عربي مثله قط .
وجاءت مداخلة د/ كرمة سليمان الأستاذة بكلية الألسن جامعة عين شمس، لتؤكد على اهتمام الزعيم جمال عبد الناصر ببناء المؤسسات الثقافية، وكان له رؤية أدبية للواقع وكان ذو نظرة فلسفية عميقة للسينما العربية والعالمية، وانه كان يستضيف كبار الشخصيات الدولية مثل الرئيس تيتو لحضور الأوركسترا والتخت الشرقي في مصر، وأن عصر عبد الناصر كان عصر الثقافة بلا منازع حيث انه كان لمصر اكبر جيشا من المثقفين، فالسياسة الثقافية كانت اَلية ذات إصدار الكتب كل يوم والكونسيفتوار وإذاعة صوت العرب وإذاعة ام كلثوم، وكان يهتم بالنقد الأدبي والفنى ويوجه رجاله ومن حوله للتزود من المنابع الثقافية والفنية، ويدعم ذلك بنفسه وأن فكرة الارتقاء بالإنسان كانت شغله الشاغل دوما وأبدا .
كما تحدثت د/ نورهان عبد الرؤوف لتؤكد أن الخطاب الأدبي والثقافي والسياسي للزعيم جمال عبد الناصر كان خطابا متميزا من الطراز الأول، حيث عبر عن القومية العربية واهمية وحدة القوى ورفض التبعية والإيمان بضرورة التماسك الداخلى للجبهة العربية، داخل كل بلد عربي وأشارت إلى أن الخطابات الناصرية تلتمس قضايا محورية، تثار الاَن داخل الأروقة الثقافية والسياسية في الوطن العربي، وداخل مراكز صناعة القرار السياسي والمؤسسات الثقافية العربية .