القاهرة 20 مارس 2018 الساعة 11:31 ص
انتصار عبد الخالق
كلما تحدثت مع صديقي أجده دائما ثائرا،غاضبا، ناقما، على الظروف والأيام ويتلفظ بكلمات تملأ نفسي بالألم والحسرة .أتعرفون لماذا هو هكذا ؟لأنه من فئة صائدي الأحلام كان زمنه له وحده هو وأمثاله من مستفيدي زمن رجال الأعمال.
وبعد أن شاء الله وقلب زمانهم، وبدله بزمان فاهم وواعٍ لكل ما مر علي مصر من أفكار ومناهج ونظريات لحكومات ورؤساء سابقين، منهم من ينحاز للغلابة، مثل حكم الزعيم جمال عبد الناصر، ومنهم من يفتح الباب لاقتصاد شرس يحول الأحلام لسلعة تباع وتشتري، مثل حكم الرئيس السادات، ومنهم من يخلط السياسة بالمال في زمن رجال أقل ما يطلق عليهم رجال الرئيس، وأقصد بهذا الزمن حكم الرئيس الأسبق مبارك، الذي في عهده أصبحت البلد مقسمة بين فئتين، تمارس كلتاهما لعبة شد الحبل، الشعب يمسك بطرف الحبل، ورجال الأعمال، يمسكون بالطرف الآخر.
وصار رجال الرئيس، ومن تعاون معهم من رجال الأعمال يشدون الحبل على آخره على رقاب الشعب، الذي أصبح ينهكه الجوع والبحث عن لقمة العيش وهذا ما نجح النظام أن يصنعه في حكم مبارك. إلى فئة المستفيدين في كل زمن وعصر وحاكم مرت به مصر أرجوكم نحن لم نحاسب أحدا، ولم نقارن بين زماننا وزمانكم ،نحن لمسنا الصدق في كلمات رجال وعافية شباب وشابات يصنعون مستقبلا للوطن دون أي كذب أو نفاق أو تضليل للغلابة ،نحن وجدنا ألف طريق وطريق في الحاضر للعمل والبناء والتعمير والتقدم ينتهون جميعهم في مصر المستقبل.
نحن تعلمنا أن التاريخ ماضٍ نتعلم منه ونعتز به، ثم نصنع بعد ذلك حاضرا ومستقبلا نفتخر به ولن يكون التاريخ أبدا سجنا نحيا ونحلم ونموت فيه، ونكتفي بالعيش بين صفحاته.
يا صائدي الأحلام لا تحاولوا اغتيال أحلام الناس الحالمين والطامحين في دفء المعيشة ولو بكلمات ووعود من شخص يريد أن يرحمهم ويعلمهم أن يصنعوا الحقيقة من الحلم بمجرد أن يستيقظوا والآن أصبح للحلم طريق يستطيع هؤلاء الناس السير فيه ولو خطوات قليلة في النهاية سنصل .
صديقي لماذا تصر أن الحلم لكم وحدكم والزمن ملككم والأيام قاصرة عليكم .أبدا فهذا زماننا وهذه تأشيرة دخولنا لدنيا لطالما أخرجتمونا منها.
والآن أصبحنا في تحدٍ كبير ومسئولية أكبر أن نقف ونترجم كل تلك القناعات إلى واقع ولن يتم ذلك إلا أذا تعلمنا أن نختار وأن نشارك في صناعة الغد ونعلن أننا أحرار أصحاب إرادة حرة
فكيف يتم ذلك بدون أن ننزل وننتخب من يشبهنا في الأحلام ومن يمتلك إرادة صناعة الحلم؟ من يصنع معنا عرش الكرامة والعزة والتقدم لبلدنا الحبيب فتصبح مصر أم الدنيا وقد الدنيا؟ سنكون مقصرين في حق بلدنا إن لم ننزل، لننتخب المستقبل، ننتخب من آمنا به وآمن بنا.