القاهرة 23 يناير 2018 الساعة 09:15 ص
كتبت: ياسمين مجدي
لقد اقتصرت جائزة نوبل في زمن من الأزمنة على العلماء والحكام والأدباء البيض ولم تكن تمنح لأصحاب البشرة السمراء، ولو قام صحفي استقصائي بعمل استقصاء في تاريخ الجائزة، ومعدل منحها للأفارقة، لتبين له أنه من بين 800 عالم وأديب وسياسي حصلوا على هذه الجائزة لم يفز بها من قارة إفريقيا كاملة سوى 22 إفريقيا فقط، أشهرهم الرئيس السادات ودكتور زويل ونجيب محفوظ والبرادعي من مصر ونيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا آنذاك وكوفي عنان من غانا .
وإذا كان الأفارقة من الرجال قلة منهم فقط من حصل على الجائزة،فالمرأة الإفريقية فرصتها في الحصول على الجائزة أقل كثيرا.
مع بداية الألفية الثالثة حصدت المرأة الإفريقية أربع جوائز فقط،على سنوات متفرقة، لم تنل المرأة الإفريقية ما يليق بتاريخها، ورغم تفوق النساء الإفريقيات واقتحامهن المجال العالمي من أوسع أبوابه وتفوقها وتقدمها برغم الظروف القاهرة والمضنية في القارة السمراء الواعدة بالمستقبل.
ومن الضروري التعرف على هؤلاء النسوة اللائي أخذن على عاتقهن تغيير بيئتهن إلى مكان أفضل وأمن على أولادهن وعائلاتهن بالقارة وسنذكرهن بالترتيب حسب عام الجائزة ونبذة مختصرة عن كل واحدة منهن.
نادين غورديمير (1923 - 2014) هي كاتبة ذات طراز حقوقي إنساني مناهض للعنصرية، وتنحدر نادين غورديمير من جنوب أفريقيا وهي ولدت عام 1923.
حصلت غورديمير عام 1991 على جائزة نوبل في الأدب عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها، ولدت في عائلة برجوازية لأب يهودي الاصل وأم إنجليزية وتربت في بيئة دينية مسيحية كاثوليكية، كما ترعرعت في بيئة شهدت الكثير من فترات التفرقة العنصرية التي كانت تميز أو تؤمن بتفوق العرق الأبيض على نظيره الأسود، ولكنها لم تكن تحتمل التفرقة العنصرية والمشاكل العرقية في بلدها.
كتبت أول قصة لها في سن التاسعة وكانت عندها متأثرة بما قامت به الشرطة بجنوب إفريقيا من عملية مداهمة وتفتيش لمنزل خادمتها السوداء. في 26 أكتوبر 2006 حيث اعتدى عليها أيضاً ثلاثة من اللصوص حاولوا سرقتها مما أصابها بجروح طفيفة.
وانجاري ماثاي (1 أبريل 1940 - 25 سبتمبر 2011)، ناشطة كينية من دعاة حماية البيئة. ولدت في نييري بكينيا، ونالت درجة البكالوريوس من كلية ماونت سانت سكولاستيكا، وحصدت درجة الماجستير من جامعة بيتسبرج. وكانت أول امرأة في شرق ووسط إفريقيا تنال الدكتوراه، وحصلت عليها من جامعة نيروبي عام 1971، وقامت هناك بتدريس التشريح البيطري. أسست سنة 1977 حركة الحزام الأخضر التي زرعت أكثر من 30 مليون شجرة في أفريقيا. ترأست بين 1981و 1987 المجلس القومي للمرأة في كينيا. رشحت نفسها في فترة الثمانينيات من القرن العشرين للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الكيني دانيال آراب موي. اختيرت لتولي منصب حكومي في انتخابات عام 2002م التي دفعت حزب كانو الحاكم بزعامة موي إلى صفوف المعارضة. وتولت منصب نائب وزير البيئة والموارد الطبيعية في بلادها. وعينت سنة 2009 رسول السلام التابع للأمم المتحدة.
حصلت سنة 2004 على جائزة نوبل للسلام بسبب إسهاماتها من أجل التنمية المستدامة والديموقراطية والسلام. فالسلام على الأرض يتوقف على قدرتنا على حماية بيئتنا الحية. وذكرت اللجنة المؤلفة من خمسة أعضاء أن ماثاي "تجمع بين العلم والالتزام الاجتماعي والسياسات النشيطة. ويتجاوز هدف استراتيجيتها حماية البيئة القائمة إلى تأمين وتعزيز قواعد التنمية البيئية المستدامة"، أصبحت ماثاي بذلك أول سيدة أفريقية سوداء البشرة تحصل على جائزة نوبل للسلام. وقد حصلت في نفس العام 2004 علي جائزه صوفي المقدمة من الكاتب النرويجي جوستاين غاردر البالغ قيمتها 100 ألف دولار أمريكي.
إلين جونسون سيرليف (مواليد 29 أكتوبر 1938، في مونروفيا) هي الرئيسة الحالية لليبيريا. خدمت سابقاً في منصب وزيرة المالية أثناء حكم ويليام تولبرت، من 1979 حتى الانقلاب العسكري في السنة التالية حينما غادرت البلاد. في انتخابات عام 1997 تم ترشيحها وقد حصلت على المركز الثاني مع فارق بسيط. فازت في انتخابات 2005 وشغلت منصب الرئيس منذ 16 يناير 2006. وهي أول امرأة تحكم دولة أفريقية، وقد احتلت المركز السبعين في قائمة أقوى النساء في العالم التي نشرتها مجلة فوربس عام 2014. حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 مع مواطنتها ليما غوبوي واليمنية توكل كرمان.
ليما غبوي (ولدت في 1 فبراير 1972)، ناشطة سلام ليبيرية. وهي المسؤولة عن حركة السلام التي عملت على وضع حد للحرب الأهلية الثانية في ليبيريا. حازت على جائزة نوبل للسلام بعام 2011 مع مواطنتها الرئيسة إلين جونسون سيرليف وذلك عن دورها في حشد المرأة الليبيرية ضد الحرب الأهلية.