القاهرة 15 يناير 2018 الساعة 03:00 م
إن الباحث الخبير وليس الباحث الموظف لا يمكن أن تخطىء عيناه العمل الثقافى الذى يتم حسب منهج سيوسيو ثقاقى . كما لا تخطىء عيناه العمل الثقافى الذى يتم حسب الهوى خارجا عن بطاقة الوصف مدعيا تنمية الوعى وهو للزيف قريب وللمصلحة الخاصة للبعض وليس الكل اقرب . والباحث المدقق هو من ينظر الى بطاقة الوصف باعتبارها المحرك الأساسى للفعل . او هى خريطة الباحث فى رؤيته للأمور وبوصلة القائم بالفعالية الثقافية .كان هذا هو منطقنا فى نقد المؤتمر ال32 للأدباء المنعقد فى شرم الشيخ . وقلت انها رؤية نقدية لمنهج قبل ان تكون نقدية لفعالية , فنقد المنهج يختلف عن نقد
الفعالية , فالمنهج طريقة تفكير, أما الفعالية فهى أسلوب اَداء
وإذا ما قمنا بنقد المنهج فإننا لابد أن نتعرض للتفكير ولتاريخ التفكير فى المؤتمر وكيفية عمل المؤتمر ،ومدى تعبيره عن بطاقة الوصف التى اعدت لهذا المؤتمر منذ اكثر من 33عاما ’وقد كانت بداية هذا المؤتمر (1984)ثم جاء الوزير فاروق حسنى لوزارة الثقافة (وللذين لا يعرفون فاروق حسنى فقد كان منهجة فى الوزارة ان يعطى كل من يجد فيه شبهة اعتراض عليه قطعة من الكعكة يتلهى بها حتى يسكت عن نقده ويكف عن اتهاماته ) وهكذا استطاع فاروق حسنى ان يبقى فى الوزارة اطول فترة ممكنه(20 عاما ) برغم انه الراسب فى امتحان اليونسكو
هكذا يكون التحليل السوسيو ثقافى فى التقائه بالسوسيو تاريخى كتحليل لفعالية ثقافية (وهذا ليس كل التحليل فهذا مما يضيق له المقام انما التفصيل عندى فى بحث مطول لنقد المؤتمر خطوة خطوة وفكرة فكرة ويوما بيوم حتى نصل الى بطاقة الوصف ومنهج عمل المؤتمر وكل المؤتمرات حتى نصل الى نقطة تطوير المؤتمر بما يتناسب والواقع الذى نعيشه
ان اَلية اى عمل يمكن ان تتطور فى غضون 10سنوات واذا لم تتطور وحدها فإنها سوف تطورها الظروف رغما عنها واذا لم تستجب للتطوير فإنها سوف تتمحور حول ذاتها وتتقوقع لتصبح فى يد مجموعة صغيرة من القائمين عليها او المتابعين لها وينتهى بها المطاف الى العزلة فى زاوية من زوايا الكتب او فوق رف من ارفف التاريخ المعفرة بالتراب .
والاَلية التى لا تملك جماهير تصبح اَلية شائخة على القائمين عليها ان يضعوها على منضدة البحث والتساؤل , لماذا فقدت هذه الالية جماهيريتها ايا كانت نوعية الجماهير التى يجب ان تتابعها , فلا اَلية من غير جماهيرية وان كانت اَلية من غير جماهيرية فهى اَلية لصناعة افكار جماهيرية تعود بنفسها الى الواقع ترتبة وتنظمه وتتفاعل معه
أولاً..
حينما كتبت بعض من الرؤى الثقافية منتقدا المؤتمر قلت اننى اتحدث فى المنهج وهذا هو عنوان المقال يثبت ذلك , والذى ينتقد لا ينتقد فاشلا . فالفشل لا نقد له انما له المحاسبة والتساؤل والعقوبة , ويكون النقد للمستمرين فى العطاء والعمل بروية ونجاح نسبى , وليس عيبى ان الكثيرين من اصحاب الأقلام لايستطيعون التفريق بين نقد الناجح ومحاسبة الفاشل
ثانيا ..
حينما كتبت مقالى هذا لم يرد فيه على الإطلاق كلمة الفاشل وهى ليست عندى فى القاموس سواء قاموس اعمالى او قاموس انتقاداتى او محل اهتمام عينى , فعينى البحثية وبفضل من الله لا تهتم بالفاشل ولا تتعامل معه, بل تتعافى ان تنظر اليه او تعطيه بعضا من الاهتمام فضلا عن المشاركة فيه ببحث , ومن اعتاد التعامل مع الفشل والفاشلين والفعاليات الفاشلة ليس باحثا على الإطلاق , فكيف رأت الاستاذة (امل جمال )كلمة الفاشل فى المقال برغم عدم وجودها الا اذا كانت ترى هى ان المؤتمر كان كذلك ولها ان ترى ماتشاء من الفشل بعيدا عن مقالى او تعاود القراءة فيه مرة اخرى ثم تطل علينا بعد ذلك باعتذار عما قالته على لسانى وليس فى مقالى (والا نقول العتب على النظر )حينها نلغى العقل والنقد ويصبح الكل على (المصطبة)
ثالثا ..
حينما كتبت مقالى لم انقد الفعالية ومادار فيها وكنت شاهدا عيانا , ومشاركا فى الفعالية , واكثر من حضروا الندوات والأبحاث والأمسيات ,..واكاد اجزم , اكثر من الادباء انفسهم الذين جاء معظمهم من الريف للفسحة , وقد قامت السيدة الفاضلة بحكى بعض من المواقف التى حضرتها لتتحدث عن ما دار فى المؤتمر وانا لم اتناول شيئا واحدا مما دار فى المؤتمر بالنقد . فلمثل هذه الانتقادات مسمى اخر ومكان اخر , فانت يا سيدتى تدافعين عما حدث فى الفعالية وانا اتحدث عن منهج لبناء الفعاليات الثقافية ككل , اذا فبيننا بون شاسع , من فضلك استحضرى المقال مرة اخرى وعاودى الفهم , فليس دورى ان افسر مقالى لمن يقرأ فالمقال يفسر نفسه ولغتة لغة بسيطة اراعيها عند الكتابة الصحفية , فكم من قارىء لايجيد سوى نظم الحروف متوكأ على ذهنية غير متخصصة , والمصيبة الاعظم ان تكون الذهنية متخصصة فى العمل الثقافى وهذا هو فهمها لمقال نقدى بسيط فلى الحق ان اقول غير متلطفا (على الثقافة السلام )
رابعا .
فى القريب العاجل سوف ينشر البحث كاملا فى موقع ثقافى يرتبط بالفعالية وبالقائمين عليها بحثا اكاديميا يليق بباحث اكاديمى يضع اسمه عليه