القاهرة 12 ديسمبر 2017 الساعة 11:46 ص
حاورها: أحمد مصطفى الغـر
ضيفتنا لهذا الأسبوع، حباها الله موهبة فذة في الفن .. فأبدعت بها أجمل الرسومات،وبحسها المرهف استطاعت أن تنقل بفنها وجوه المشاهير إلى لوحاتها عبر بورتريهات مذهلة، إنها الفنانة المصرية الشابة "هبة أحمد إبراهيم"،قد تكون هذه المقدمة مختصرة جدا في حق فنانة مبدعة مثلها، لكن مجلة (مصر المحروسة) في هذا الحوار..حاولت مداعبة خطوطها وألوانها وفتح خزائن أسرارها، في حديث ممتع لا يخلو من الفن والحياة.
كيف و متى بدأت (هبة أحمد) رحلتها في دروب الفن التشكيلي؟
منذ صغري وأنا مهتمة بالرسم، المحيطون بي كانوا يرون أن لدي موهبة ،عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت أرسم المعلمين و المعلمات وكذلك زميلاتي في الدراسة ،كنت أرسم بكثرة ، ومن خلال تشجيعهم ونظرات الإعجاب.. بدأت أتقن الرسم ،ومن ثمَّ إحترفته ،وخاصة رسم البورتريه.
ألا ترين أن فنون الرسم يستحوذ عليها غالبا الرسامين الذكور أكثر ، خاصة في وطننا العربي ؟
بالفعل ، قد يكون كلامك صحيحاً ،ولا أظن أن الأمر يتعلق بوطننا العربي فقط ،في ظني أنه على مستوى العالم ، سيكون مجموع أعداد الفنانين الذكور أكبر من الفنانات الإناث ، الأمر راجع إلى عدة عوامل ،منها عدم إتاحة الفرص للفنانات مثلما هو الامر مع الفنانين الذكور ،هذا إلى جانب الثقافات والتقاليد والعادات ، لكن بالرغم من كل ذلك فإن هذا لم يمنع ظهور فنانات نابغات ،و لديهن رصيد كبير من الشهرة ، على سبيل المثال الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو ، وغيرها كثيرات.
كيف وصلت لهذا المستوى المبهر من الإتقان والدقة في رسم الوجوه ؟ ،ولماذا إخترتِ رسم البورتريه تحديداً ؟
لم يكن بمقدور الموهبة وحدها أن تساعدني على الوصول إلى ما أنا عليه ألان ،لذا كان لابد من الدراسة الأكاديمية كي تصقل تلك الموهبة ، لذا فقد إتجهت للدراسة في كلية الفنون الجميلة بالزمالك ،هناك تمكنت من تطوير أعمالي، تعلمت أشياء وتقنيات جديدة لم أكن أعلمها ،ومع الممارسة المستمرة و الإحتكاك بذوي الخبرات تمكنت من تنمية موهبتي و الوصول إلى المستوي الذي أنا عليه ألان.
بالنسبة لرسم البورتريه بالتحديد ؛ ففي الواقع أنا لا أرسم البورتريه فقط ، فأنا أحب الرسم عموماً ،ربما غالبية أعمالي من هذا النمط الفنيّ ،لكن لدي أعمال أخرى كثيرة غيره.
تأثرت من الفنانين / الفنانات في إطار رحلتك الفنية ؟
لم أتأثر بفنان بعينه ، لكن على سبيل الذكر .. فإن ديفيد كاسان ،و كولن ديفيدسون ،من الرسامين المتميزين جداً بالنسبة لي ، وعموماً فإن أشهر لوحات البورتريه مثل الموناليزا أو الطفل الباكي ..قد بتَّ أرى أنه ألان هناك فنانين يرسمون بشكل أقوى و أدق منها ،ولم تأثير أقوى و أوسع. ما أقصد أن الفنانين المعاصرين قد باتوا أعلى مستوى من حيث القوة والدقة والـتأثير عن عظماء الفن الراحلين.
ما هي الصعوبات التي تواجهك لنشر إبداعاتك والوصول إلى ما تتمنينه ؟
في ظني .. كوني زوجة و أم لثلاثة أولاد صغار، قد يصعب هذا الأمر إيجاد أوقات طويلة للرسم ، زوجي يشجعني على الإستمرار ،لكن المتطلبات الحياتية و الزوجية تستهلك كثيراً من الوقت ، إن شاء في المستقبل .. قد أجد الوقت الكافي ،وأذلل عقبة الوقت كي أمنح فنيّ بعضاً من الروح.
متى تبدأين بالرسم؟ وهل لمشاكل الفنان وظروفه أو المواقف التي يمر بها تأثير في تكوين رسوماته وإختيار ما سيرسمه ؟، كما الحال مثلاً بالنسبة للشاعر
بكل تأكيد.. الرسام يتأثر بظروفه ،وتطغى عليه مشاكله في رسوماته التي يرسمها ،سواء من وحي خياله أو من خلال واقعه ، المزاج الشخصي للفنان يتدخل في أداءه و يكون له دور كبير في لوحاته ،لكن ـ بالمناسبة ـ فغن فن البورتريه ، إلى حد ما ، لا تتداخل هذه العوامل وتؤثر فيه كثيراً ،نظراً لأن الأمر يكون عبارة عن نقل ملامح الشخصية المرسومة إلى اللوحة.
هل فكرتِ في سلك دروب أخرى للفن غير البورتريه ؟
نعم ، فأنا أحب الفن بكل أشكاله ،أحب فن النحت جداً ،وأيضاً الحياكة والتطريز ، أعشق الحرف اليدوية بشكل عام ،و أحب التصوير أيضاً ، لكنني مازالت مبتدئة فيه.
مهما تعددت الالوان ،ما اللون الأقرب إلى قلبك؟
لا يوجد لون معين أحبذه عن غيره في الرسم ،ألواني دائما هادئة ،لكن في العموم أنا أميل إلى اللون الأسود.
لو لم أكن رسامة بوتريه و فنانة تشكيلية، لكنت ... ؟
لكنت: مهندسة ديكور !
ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية ؟
أتمنى إقامة معرض فنيّ، لنشر أعمالي ،ويكون البوتريه عنصر أساسي و رئيسي وسط عناصر أخري ،ستتضمنها لوحات المعرض.