القاهرة 12 ديسمبر 2017 الساعة 11:35 ص
كتب: ضياء حامد
القراءة من أهم وسائل المعرفة والتى يمكن من خلالها اكتساب العديد من المعارف والأفكار وتفتح للإنسان أفاقا جديدة ورغم أهمية القراءة إلا أن الإحصائيات والأرقام عن معدلات القراءة فى العالم العربى صادمة جدا فعلى الرغم من أننا فى القرن الواحد والعشرون إلا أن نصيب الفرد من القراءة لا يتعدى ربع صفحة ويظهر ذلك من خلال معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات القراءة في العالم العربي وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق. وتشير مختلف الدراسات والإحصاءات حول معدلات القراءة في العالم العربي والتي تظهر أن معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا والبريطاني سبعة كتب في العام وتبين الدراسات أن إجمالي ما تنتجه الدول العربية من الكتب يساوي 1.1 % من الإنتاج العالمي لا أكثر بينما يُطبع من الكتب باللغة الانكليزية 60% من مطبوعات الكتب إجمالا.
وتشير الدراسات نفسها أن الطفل العربي لا يقرأ سوى ست دقائق خارج المنهج الدراسي رغم ما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب ويقرأ كل 20 عربيا كتابا واحدا بينما يقرأ كل بريطاني سبعة كتب أي ما يعادل ما يقرأه 140 عربيا ويقرأ كل أمريكي 11 كتاباً أي ما يعادل ما يقرأه 220 عربيا.
أما عن مطبوعات الكتب، ففي عام 2005 طبعت المملكة المتحدة 206 ألف عنوان جديد وفي الولايات المتحدة الأمريكية طبعت 172 ألف عنوان جديد عام 2005 مقابل 68175 عنوانا جديدا عام 1996 أما مطبوعات الدول العربية من العناوين الجديدة في عام 1996 على سبيل المثال لا الحصر، سلطنة عمان لم تطبع سوى سبعة عناوين، قطر 209، الأردن 511، ومصر 1917، وأصدرت السعودية 3900 كتابا جديدا، بينما أصدرت إسرائيل وحدها 2310 كتاب في ذات العام و4000 كتاب عام 2005 و لا وجه للمقارنة بين عدد سكان الدول العربية وإسرائيل
على صعيد الترجمة فنصيب كل مليون مواطن عربي من الكتب المترجمة يساوي 4.4 كتاب بينما يبلغ نصيب كل مليون إسرائيلي 380 كتاباوكل مليون مجري 500 كتاب وكل مليون اسباني ما يقارب 950 كتاب.
أما عن سوق الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 30 مليار دولار ونحو 10 مليار دولار في اليابان، و تسعة مليارات دولار في بريطانيا وتبلغ مبيعات الكتب إجمالا في كل أنحاء العالم 88 مليار دولار منها 1% فقط نصيب العالم العربي.
أسباب العزوف عن القراءة
من أسباب العزوف عن القراءة أن الإنسان أصبح يعرف أن الكتاب أو الصحيفة أو المجلة ليست مصدر المعرفة الوحيد فهناك التلفزيون والفيديو والإنترنت وغيرها من الوسائل التي تجمع بين متع متنوعة في نفس الوقت مثل النظر والسمع والإثارة والفائدة فالقراءة كما يقول الباحثون تعد أكثر صعوبة من جميع هذه الوسائل فهي تحتاج إلى التركيز كما أن الرواية التي يمكن أن تشاهدها في التلفزيون خلال ساعتين يمكن أن تستغرق يومين أو ثلاثة أيام من القراءة الجادة.
ومن الأسباب الرئيسية وراء العزوف عن القراءة هو إهمال الأسرة على تنشئة أبنائها على القراءة منذ الطفولة ولم يتم غرسها مبكرا فأول تجربة لهذا القارئ مع الكتاب تكون في الغالب تجربة الكتاب المدرسي الذي يصاحبه الإلزام والواجب ومن ثم نجده ينفر من الكتاب لأنه يمثل له هذه الخبرات غير الممتعة.
تأثير وسائل الاتصال الحديثة على القراءة فى العالم العربى
لا شك أن القراءة في الوقت الحالي لم تعد كما كانت عليه في السابق نظرا للتطور الحاصل على شتى المستويات خصوصا على المستوى التقني والمعلوماتي
وفي عصرنا الحالي أصبح المنافس الحقيقي للكتا ب هو الانترنت، حيث يختار العديد من القراء الانترنت كوسيلة للمطالعة وهو ما يبدو واضحا من خلال عدد المتصفحين للجرائد الإلكترونية وللكتب التي يتم نشرها عن طريق الانترنت لكن في هذه الناحية يتفوق الكتاب عن الانترنت من ناحية جودة المعلومة نظرا للمراجعة والتدقيق الذي يخضع له هذا الأخير. ورغم ذلك إلا أن الظهور والانتشارالكبير لوسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة ساهم فى التشجيع على القراءة وسهلت التكنولوجيا الوصول إلى الكتب بعكس الوسائل القديمة كما أن المادة المكتوبة أصبحت الآن متوفرة على الإنترنت بكل زمان ومكان بعكس الماضي كما أن شبكة الإنترنت وفرت مصادر متنوعة للمعلومات كما أن العديد من الكتاب أصبحوا ينشرون كتبهم على الشبكة العنكبوتية للوصول لجمهور أوسع وأكبر
يقول الأديب الفرنسي جورج ديهاميل في كتابه “دفاع عن الأدب” لو أنني كنت أجهل قدرة الألفاظ لاستطعت أن أدركها في تلك الساعة وهذا يعني أن مصير الحضارة معلق بمصير الكتاب… ويرى ديهاميل أن مستقبل الكتاب متوقف إلى حد كبير جدا على عزم وإرادة الأساتذة لأن اليوم الذي سيتخلى فيه الأساتذة (الذين هم خير أعوان في الدفاع عن الحضارة) عن غرس قداسة الكتب في نفوس الأطفال والشباب سيكون يوم تهيؤ الإنسانية لبربرية جديدة
ويعتبر أنه بدون الكتاب الذي هو مستودع تراثنا الروحي ستصبح حياة الفرد وحياة الجماعة عرضة لأن تهوى في نوع من البربرية لن يستطيع على الأرجح أبناؤنا ولا أحفادنا أن يروا لها نهاية لذلك وجب التأكيد على أن القراءة تعتبر من الوسائل الرئيسية والأساسية من أجل تطوير المجتمع والمساهمة في تنميته لهذا يجب العمل على تحبيب القراءة لدى المواطن ولدى الطفل بالأساس منذ الصغر والعمل على محاربة الأمية وعلى الشباب كذلك المساهمة بمجهودهم في حل هذه المشكلة فالشباب خاصة طلاب وطالبات الجامعات هم أمل هذه الأمة الحقيقي لحل مشكلة محو الأمية فهم الشموع التي تضيء ظلام الجهل وتضع لبنات حقيقية في بناء مستقبل أى أمة