القاهرة 14 نوفمبر 2017 الساعة 11:11 ص
كتب : نور سليمان أحمد
ديوان للشاعرة هبة مصطفى
هو الديوان الثانى للشاعرة من حيث الطبع والصور وهو الأول من حيث الكتابة ... فقد مهرت الشاعرة هبة مصطفى فى صفحته الثالثة بعبارة (كتبت فى الفترة ما بين 1993-1999 ) فقد صدر لها ديوان ( مشاهد من طلل وافتقاد عام 2001وهو بذلك يعتبر من بواكير الكتابة النثرية فى هذه الفترة وكما ذكرت الناقدة الدكتورة (أسماء عطا) فى قراءتها التى سنوردها فيما بعد إن الكتابة الأنثوية النثرية مرت بعدة مراحل منها مرحلة التسعينات التى كانت بداية انطلاق الكتابة النثرية ... وبما أن الديوان كتبت قصائده ما بين عامى 1993-1999 فهو بذلك يعد من بواكير كتابة قصيدة النثر وفى هذا السياق سنورد تغطية للندوة التى أقيمت بقصر ثقافة بنى سويف أول أمس على هامش ( حفل التوقيع ) الذى أقامته الشاعرة لديوانها ( لعنات هادئة ) الصادر عن إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى ( النشر الإقليمى ) لهذا العام
2017
قام بمناقشة الديوان ثلاثة نقاد هم الدكتورة / أسماء عطا والمدرسة بجامعة المنيا والناقد / خالد الصاوى والشاعر / عطية معبد .
اشتمل الديوان على 22 قصيدة من نوع الكتابة النثرية وكما ذكرنا كتبت القصائد ما بين عامى 1993-1999فى البداية ألمح الناقد خالد الصاوى إلى أهمية دور المثقف فى هذه المرحلة التى تمر بها البلاد ولابد من تكاتف جموع المثقفين للنهوض بالعقل المصرى وتشكيل الذائقة لدى الناس وتوعيتهم بما يحيط بنا من تحديات تعوق حركة التقدم والبناء
وبعدها رحب الناقد والكاتب خالد الصاوى بالحضور ثم أثنى على ديوان لعنات هادئة للكاتبة هبة مصطفى وفند بعض مقاطعه والتى تعطى انطباعا جيدا عن كتابة القصيدة النثرية عند هبة مصطفى ورؤيتها الشعرية التى تؤرخ للكتابة النسوية الشعرية فى بنى سويف ثم طلب من الشاعرة قراءة بعض من قصائد الديوان :
هذا زمن مذهول
طرقات أودعها لحظاتى
وأوزع أنفاسى لعنات هادئة
أنا الذى تهزنى البذاءات
والكوابيس الدموية
وجه القبح عار كالفضيحة
كيف إذا يمنحنى الكاهن هدأ روحى
ثم تلاها قراءة فى الديوان للشاعر والناقد عطية معبد والتى استهلها بفرحه الشديد لصدور هذا الديوان الذى عانت كثيرا هبة مصطفى حتى خرج إلى النور وفرحة أيضا بهذه الشاعرة التى تعبر عن جيل يعانى كثيرا حتى يصدر له ديوان والذى يعد فتحا كبيرا فى الكتابة النثرية والذى أوضحنا أنه كتب فى بداية التسعينات وهذه الفترة كانت البداية الحقيقة لجيلنا للتعرف على الكتابة النثرية وبداية إفرازها لنقادها وجمهورها ومتذوقيها فى الوقت الذى كانت تحارب فيه القصيدة النثرية وتمنع من النشر وتهمش من قبل القائمين على الدوريات والمجلات الأدبية .
كطفل سيعاود الدق على نافذتى
أرشه بالغناء
فيعاود الدق
ملامح مشتعلة أهرب منها كفأر عجوز
فتفجؤنى شفرتها السرية
فى خزانة الملابس القديمة
ثم أعقب ذلك قراءة الدكتورة أسماء عطا والتى رأت أن هبة مصطفى واجهت بكتابتها تجاهل المجلات والدوريات ودور النشر المختلفة والتى كانت لا تحفل كثيرا بالكتابة النثرية .
وقد نوهت إلى أن قصيدة النثر تطورت والمشهد أيضا تطور من التسعينات حتى الآن .
والديوان من البداية يدفعنا إلى مدلولات كثيرة بمعنى أن عنوان الديوان ( لعنات هادئة ) فالصفة تتبع الموصوف وأن كلمة لعنات تعطى بعدا زمانيا ومكانيا فى نفس الوقت للذات أثناء معاناتها وقالت : أنا باعتبر أن الديوان هذا ثورة قامت بها الأنثى ضد الكتابة الذكورية .
وقد أذت هذه التقسيمة المرأة كثيرا وقد تحولت الكتابة من المجاز الرمزى إلى الذات الفاعلة والتى استولت على اللغة وعلى كل شيء وهذا ما وجدته فى الديوان من خلخلة للغة النسوية .
وقد ألمحت الدكتورة / أسماء عطا إلى نوعين من الحالات ( التمرد – والترويض )
والتمرد هو الخروج عن كل التقاليد والأعراف الخاصة باللغة الشعرية .
والترويض يحمل دلالة إيجاد حوار مع الآخر ودعوتها للسلام ومشاركتها للمشهد الثقافى وقد ظهر تمردها فى مخاطبتها للذات الشاعرة فى الديوان ( المخاطب – الغائب – المتكلم ) .والترويض الثقافى للرجل فى محاولة لدعوته للمشاركة فى الحراك الثقافى والخروج بدلالاته المجازية وقد اثبتت ببطلان
الذاكرة الذكورية الآخر
وقد اثبتت أيضا هبة مصطفى أن لها لغة وأدوات مختلفة عن نظيراتها فى الكتابة الشعرية وقد أجادت هبة بأنها خلخلت البيئة الشعرية وأقامت تناص مع الموروث الصوفى والشعبى واستلهامها للغة الشط وهى بالأساس لغة الصوفية وقد استطاعت هبة أن تقيم جسرا بينها وبين هذه اللغة وتقول أيضا إنها استطاعت توجيه الأسئلة للآخر ( الرجل ) من خلال ديوانها الذى لا يستطيع الرجل الإجابة عليه
وقد استطاعت الشاعرة أن تخاطب التراث الأوربى من خلال ميكوفسكى والتراث الدينى أيضا بكل أشكاله التناص الدينى مثل قصة أيوب ويوسف الخ الخ
وبهذا الديوان أصبحت هبة مصطفى فاعلة فى المشهد الثقافى بشكل إيجابى فى مصر وفى ماهو خارج نطاق الإقليمية ولها دور كبير فى كتابة وتطوير القصيدة النثرية .