القاهرة 24 اكتوبر 2017 الساعة 09:55 ص
حوار: عبدالعليم حريص
تعد فارسة الإرادة الإماراتية، رئيسة سعيد الفلاسي من أبرز الرياضيات في لعبة البوتشيا، حيث حققت 10 ميداليات ذهبية وفضيتين، وفي لقاء مع مجلة مصر المحروسة أوضحت الفلاسي أنها التحقت لنادي دبي لأصحاب الهمم سنة 2014، وتم تصنيفها للعبة البوتشيا، ولفتت إلى أنها أصيبت بالإعاقة "ضمور في العضلات" في عمر الزهور، حين كانت تدرس بالجامعة ، أشارت الفلاسي إلى أن الرسم استهوها جداً، فتعلمت أصوله على يد فنانين
متخصصين، إلى جانب شغفها بالثقافية، وخاصة الشعر، وتحضر أغلب الندوات الشعرية والثقافية، التي تقام في الدولة.
وتالياً نص الحوار.
بداية حدثنا عن تجربتك الرياضية؟
التحقت لنادي دبي لأصحاب الهمم سنة 2014 وتم تصنيفي للعبة البوتشيا الرياضية وهي عبارة عن كرة يد تمارس من عشرات السنين في دول أوروبا ولها قوانينها الخاصة، وقد شاركت في عدة بطولات محلية وعالمية وقد أحرزت 10 ميداليات ذهبيات و فضيتين حتى تاريخنا هذا.
كيف بدأت قصتك مع الإعاقة؟
بدأت قصتي مع الإعاقة والبحث عن ماهية هذا المرض "ضمور في العضلات" حيث ظهر لي وأنا في عمر الزهور 20 سنة، كنت وقتها أدرس في السنة الثالثة في كليه العلوم بجامعة الإمارات، حتى تبين لي أنه من الأمراض النادرة. لكني لم استسلم لهذا المرض وحاولت أن أتكيف مع الظروف الجديدة، حيث إنني أصبحت مقعدة على الكرسي المتحرك، لكنه بالنسبة لي أعتبره وسيلة نقل ومواصلات، وليس رمزاً للإعاقة لأن الإعاقة هي إعاقة الفكر وتغييب العقل.
ما اهتماماتك غير الرياضة؟
من خلال التحاقي في النادي تدار هنالك عدة أنشطة غير الرياضة وذلك لتنمية المواهب ودمج أصحاب الهمم في المجتمع وتمكينه فيها، وقد كانت لي ميول منذ الصغر في الرسم لكني لم أوليها ذاك الاهتمام لمشاغل الحياة والتحصيل العلمي وكذلك إثبات نفسي في الحياه العملية والوظيفية ؛ فلما أتيحت لي الفرصة لصقل هذه الموهبة عام 2016 لم أتردد مطلقا، فأنا أتتلمذ الآن على يد الرسام العالمي فواز أيوب وأدرس أبجديات الفن الكلاسيكي على يديه.
كما أن لي اهتمامات ثقافية كحبي وتذوقي للشعر، فأحضر الندوات الشعرية والثقافية التي تقام في الدولة، والجلسات الحوارية التي تقيمها هيئة تنمية المجتمع بدبي.
4- كيف دخلت عالم الوظيفة؟
دخلت عالم الوظيفة عام 2006 حيث استمرت مرحلة إقناع الأهل لدخول عالم الشغل عدة سنوات لكسر حاجز خوفهم عليه لأني أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة وتغيير فكرهم آنذاك التي تحكمها العادات والتقاليد الشرقية والصحراوية، إذا صح التعبير كل شيء عندهم عيب، وما يصح وكيف أن
بنتاً تشتغل وهي بهذه الظروف..!
لكني بدأت معهم تدريجيا حتى اقتنعوا وأصبحوا يدعمونني، بعدما عرفوا إنجازاتي في الوظيفة حيث بدأت من موظفة استقبال في المركز الصحي بهيئة الصحة بدبي ثم تم تكريمي عدة مرات منها الموظف المتميز عام 2007 وشهادات شكر وتقدير من الهيئة ثم ترقيت وأصبحت أعمل في الشؤون الإدارية كضابط إداري وتم اختياري عام 2009 / 2008 لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميزة فئة الجندي المجهول مما زادني ثقة في نفسي وإصرار للمثابرة ودخلت عدة دورات تدريبية ثم تدرجت في الوظيفة حيث إني أشغل وظيفة مقرر اللجنة الطبية العامة لحكومة دبي، والتي تعنى بطلبات الإجازات المرضية وطلبات اللياقة الطبية وإصابات العمل وغيرها لموظفي حكومة دبي المحلية والتي تخضع لقانون الموارد البشرية 27 لسنة 2006
كيف تنظرين لحياتك في السابق والآن؟
الحياة سابقا والآن هي واحدة بك أو من غيرك ، فهي حياة مستمرة ولن تتوقف عند أحد، فلك أن تختار أن تقعد وتندب حظك وتستسلم أو تتحرك وتواكب التطور وتنجز وتسعد نفسك،
ما تود أن تنهي به الفلاسي حديثها؟
أقول للجميع: استمتعوا بكل لحظة تمر عليكم، الحياة قصيرة خلي الناس تذكركم واتركوا بصمتكم، وتفاءلوا بالخير تجدوه.
فبأيدنا نعيش سعداء وبأيدنا نتعسها، القرار قرارك، اختار من الحين عيشها بحلوها ومرها ولا تحزن على شيء فالله كاتب لك إياه، ولكن تذكر أن حياتنا الأبدية في الجنة إن شاء الله.
يذكر أن الإماراتية رئيسة سعيد الفلاسي، من واليد إمارة دبي منطقة الجميرا
التحقت بكلية العلوم قسم جيولوجيا بجامعة الإمارات بمدينه العين، وبسبب الإعاقة لم تكمل دراستها.
مارست رياضة البوتشيا وحققت مراكز متقدمة وحصلت على 10 ميداليات ذهبية وفضيتين.
تعمل حالياً في هيئة صحة دبي كمقرر للجنة الطبية العامة لحكومة دبي.