القاهرة 17 اكتوبر 2017 الساعة 10:35 ص
بقلم: د. حسام جايل
لا شك أن الثقافة تمارس دورا كبيرا وفعالا في تقدم الأمم ، وفي نهضتها؛ ذلك أن الثقافة تنعكس بشكل مباشر على سلوك الناس وتصرفاتهم إذا ما أخذنا فى الحسبان التعريف العام والبسيط للثقافة من أنها "مجموعة العادات والتقاليد والسلوكيات لشعب من الشعوب" ونظرا لأهمية الثقافة ودورها الفعال، لم تعد تمارس بشكل فردى وعشوائي، ولم تعد مجرد جلسات صالونية لثلة من الكتاب أو المثقفين ؛ بل اهتمت بها كبرى الدول وأنشأت لها مؤسسة رسمية ترعاها وترعى المثقفين وهى ( وزارة الثقافة ) التى تضم عددا من الهيئات ذات التأثير الكبير.
ولقد كان لوزارة الثقافة فى مصر منذ إنشائها عام 1958 تحت مسمي الإرشاد القومى - ولاحظ هنا دلالة الاسم – وارجع إلى الهدف من إنشاء هذه الوزارة، كما أنها ضمت فى فترة مع وزارة المعارف ( التربية والتعليم)؛ كل ذلك يؤكد دور هذه الوزارة وأهمية الدور الذى تقوم به وكذلك تنوع وضخامة المؤسسات التابعة لها على مستوى المبنى والمعنى، والثراء والشمول؛ إذ تشمل الأدب بكل أنواعه والفنون الرسمية والشعبية، والسرك والسينما والمسرح والفنون التشكيلية، والوثائق وإنتاج الكتاب بكل أنواعه، وتوزيعه والجوائز ومنح التفرغ وغير ذلك الكثير.
والسؤال المطروح الآن هل تقوم وزارة الثقافة بدورها المنوط بها؟ وإذا كانت الإجابة غير مرضية ؛ فما هى الأزمات و العقبات التي تواجهها الوزارة وتمنعها من القيام بدورها، وما هى الحلول والمقترحات التي يمكن للقائمين على شؤون الوزارة الأخذ بها لتعود الثقافة لما كانت عليه، أو لنقل لتمارس دورها الطبيعي الذى من أجله أنشئت؟
الأزمات والتحديات:
تواجه مصر أزمات عدة منها: الإرهاب والأزمات الاقتصادية والتنموية، وزيادة السكان وعدم الوعي الثقافي، والسياسي لدى شريحة كبيرة وتتمثل أزمة الثقافة، أو أزمة وزارة الثقافة فى عدة أمور منها :
- عدم وجود خطة واضحة للنهوض بالثقافة المصرية.
- تكدس الموظفين والعمال بالمؤسسات دون القيام بعمل حقيقي .
- العشوائية فى اتخاذ القرارات وفى النشر.
- تضارب وتعارض سلاسل النشر فى الهيئات المختلفة.
- سيطرة الشلالية على المؤسسات والسلاسل والندوات والسفر...إلخ.
- عدم وجود قاعدة بيانات للكتاب والمبدعين والمفكرين ، وكذلك الكتب المنشورة.
- سيطرة روح المنفعة الخاصة على بعض المثقفين، وبذلك تتضارب وتتباين مواقفهم من الوزارة والوزير بحسب تحقيق هذه المصلحة من عدمه.
- عدم وجود دعم مادى كاف.
- غياب الرؤية السياسية والفنية لدى المسؤولين عن إدارة المؤسسات الثقافية .
- عدم الاهتمام أو عدم إدراك قيمة الثقافة كقوة ناعمة لمصر وأنها سلاح رادع وفعال فى مواجهة الإرهاب والتطرف لدى القيادة السياسية.
الحلول والمقترحات:
ورغم الصعاب والعقبات، والتحديات تظل هناك مجموعة أو حزمة من الإجراءات والخطوات التي إن نفذت عادت الثقافة لممارسة دورها الفاعل فى المجتمع، ومنها على سبيل المثال:
- اختيار قيادات لها رؤية واستراتيجية واضحة فى العمل للنهوض بالثقافة.
- وضع خطة زمنية لإعادة هيكلة مؤسسات الوزارة، وتأهيل الموظفين العاملين بها.
- تشكيل مجلس حكماء أو أمناء من مفكرى مصر ومبدعيها لوضع خارطة نهضوية للثقافة والعمل على استعادة القوة الناعمة لمصر ثقافيا.
- توحيد قطاعات النشر والتنسيق فيما بينهم.
- إنشاء قاعدة بيانات للكتاب والمبدعين والمفكرين، والمؤلفات.
- وضع بروتوكولات تعاون مع كل من وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة لصورة الحياة الثقافية متمثلة فى مسابقات وورش أدبية وفكرية وفنية، ودورى معلومات فى المدارس والجامعات ومراكز الشباب .
- تخصيص عام للثقافة أو للكتاب أو للقراءة على غرار عام الشباب، وعام المرأة وهكذا.
- وضع خارطة إعلامية للبرامج الثقافية وإذاعتها فى أوقات مناسبة .
- اهتمام المسؤولين بالمبدعين وتكريمهم.
- إعطاء وتوفير المزيد من منح التفرغ ولاسيما للشباب.
- التركيز علي دور المثقف في الأعمال السينمائية والتليفزيونية وإظهار المثقف والمبدع بشكل لائق.
- الإهتمام بالرقابة علي لغة الحوار في الأعمال الدرامية.
- تفعيل دور قصور الثقافة، والثقافة الجمهيرية في القرى والنجوع.
- تسيير قوافل ثقافية وفنية وفكرية إلى الريف والصعيد والأحياء الشعبية.
- ضم كل من وزارات الثقافة والسياحة والآثار في وزارة واحدة.,
- توفير الدعم المادي واللوجستي للنهوض بالثقافة المصرية.
- عقد لقاء دورى لوزير الثقافة مع المفكرين والمدعين لمناقشة الحالة الثقافية والمستجدات وكيفية التعامل معها.
- توزيع حقيبة كتب منتقاه علي تلاميذ المدارس مع بداية العام الدراسي