القاهرة 03 اكتوبر 2017 الساعة 12:26 م
ينبغي أن تحتل الثقافة مكانتها في إستراتيجية العمل الوطني.. فهي القوة الناعمة. ولن يتحقق الإنجاز الثقافى، إلا بالتنسيق مع التربية والتعليم. وتحقيق"العدالة الثقافية". وبناء "الآلة الثقافية"، بتوظيف المؤسسات الثقافية والعناصر البشرية. المشهد الثقافى الآن: تبدو الحياةالثقافية المصرية، خالية من البوصلة الثقافية. وتقع المسئولية على كاهل المثقفين، لتأسيس "رؤية" تحافظ على أهداف الثورة (الثورتان). إن غاية الرؤية الحفاظ على الهوية الوطنية وتزكى الانتماء له.
الثقافة والأمن القومي: "الأمن القومي" أساس وجود الدولة، وهنا دور الثقافة التى تحمل قيم الإنتماء ، وتزكية "الثقافة الجماهيرية" أو "الثقافة للجميع". الوعى بأهمية الثقافة: توعية وتثقيف المجتمع بمختلف مستوياته، يعد من أكثر العوامل تحريكاً للرأي العام، وذلك ببناء الأفراد، وبإستيعابهم فكرة (الإبداع).
الثقافة دليل التميز ووسيلة الإنتماء: لتحقيق رؤية شاملة، يجب أن يكون الجيل الجديد على دراية ب(فنون التقنية الرقمية)، وبتنشيط "الترجمة".
التوجهات العملية للإستراتيجية الثقافية
أولا: إستراتيجية ثقافية – تعليمية
وضع خطة قومية للتعريف بمفهوم "الإنتماء للوطن" فى المناهج الدراسية والعملية التعليمية، والنشاطات الثقافية.. وضع خطة قومية للإستفادة بإمكانات التقنية الرقمية على كل أشكالها.. رعاية الشعارات الوطنية، والعمل الإحتفاء بها وترويجها.. إتاحة إمكانية مناقشة الأفكار والآراء حول قضايا الوطن والمواطنين .. التعريف بالتراث والإعتزاز بالموروثات التي تحمل فى طياتها قيم الإنتماء.. توفير كل ما من شأنه التثقيف الميدانى، مثل الرحلات الثقافية، وزيارة المتاحف.. تنظيم مسابقات أدبية وفنية لتزكية مفهوم الإنتماء.. توفير "كارنيه أو بطاقة خاصة" يسمح بدخول تلك المواقع الثقافية.. تزكية وتنشيط المسابقات الثقافية، في القراءة والفنون، أثناء الأجازة الصيفية.. إتاحة فرصة ممارسة الحوار وإحترام تقاليد التحاور الإيجابي.. ممارسة المشاركة المجتمعية للصغار والطلاب، والمساهمة فى الحلول المتاحة.
ثانيا: إستراتيجية ثقافية- إعلامية
.. لا يمكن أن يتطور العمل الثقافي بدون إعلام ثقافي جاد. حيث أن "الإعلام الثقافي المتخصِّص": هو الإعلام الذي يعالج الأحداث والظواهر والتطورات الحاصلة في الحياة الثقافية، ويتوجه أساساً إلى فئات المجتمع. إن الإعلام الناجح يعتبر الشريك الحقيقي في تكوين الأدوات الفكرية، والمفاهيم والمنظومات، والقيم الفاعلة في إطار الثقافة وإنتشارها، بل إن الإعلام يكون مساهمًا، فاعلاً في توليد الثقافة، ونشْر المعرفة. مع ملاحظة: إن المحتوى الإعلامي الثقافي بوجه عام يغلب عليه عدم التعامل مع عامة المتلقين بمهنية إعلامية، ويجب التنسيق لمخاطبة العامة والخاصة.
ثالثا: استراتيجية الثقافة – الصناعات الثقافية
بناء على كل ما يثيره الإعلام المعاصر (بعد تقدم التقنية الرقمية) فالتساؤل اليوم.. حول "الصناعات الثقافية"؟ لا توجد فى مصر صناعات ثقافية، بالمعنى الحقيقى أو بالقدر الكاف، نقول معه أننا نحقق فيه الإكتفاء الذاتى كاملا، وبالشكل الفاعل فى تشكيل الثقافة.. بإستثناء تجميع أجهزة التلفزيون وصناعة ورق الطباعة وخامات الطباعة، مع الإعتماد على إستيراد نسب مختلفة من المنتج من الخارج. وحتى اليوم لم توفر الإمتيازات والتسهيلات والحوافز لتشجيع المستثمرين على إقامة هذه الصناعات.. مثل تخفيض الجمارك وسرعة الإجراءات للخروج من الميناء الجوى أو البحرى.. وهكذا.ليبقى فى النهاية ضرورة التوقف مع ملف الصناعات الثقافية.
رابعا: إستراتيجية الثقافة - العمل المؤسسى
الإسهام في تنمية الوجدان المصري، ومعبرًا عن ذاته بحرية..التنقيب في التراث الثقافي، للإستفادة في تأهيل المواطن- دعم قيم التعددية الثقافية وقبول التنوع والإختلاف، والتباين في الرأي والفكر- الإنفتاح على الثقافات العالمية المختلفة والتفاعل معها- الإهتمام بإحياء دور مصر الريادي في المجال الثقافي- مراجعة القوانين ذات الصلة بالمطبوعات والنشر- رعاية حقوق الملكية الفكرية بشتى أنواعها- توجه العمل الجاد لكل الجهات ذات الصلة لدراسة مشكلات قطاع السينما، والمسرح، والموسيقى، وكافة الفنون والآداب- توفير سبل المشاركة، بشيوع الجمعيات الأهلية الثقافية- إعتبار قيمة التسامح سمه التعامل بين الجميع، على أرض الوطن- مراعاة مفهوم الأمن الشامل، ولا إنتماء حقيقي فى وطن غير آمن.
خامسا: إستراتيجية الثقافة - تزكية الهوية والإنتماء
وضع شعار "الثقافة للجميع" و"الانتماء للهوية".. التمسك التام بقيمة الإنتماء وشواهدها، ما ظهر منها وما بطن، وهو ما يتبدى بمظاهر دالة على الولاء لها والإلتزام بمقتضياتها.. الدفاع عن الهوية التي تميزنا عن غيرنا، ويمكن الإستفادة من كل التقنيات المتاحة لتحقيق ذلك. .التربية الوطنية المتفاعلة مع الجماعة وهموم الوطن، سواء بتوفير السلاسل الأدبية والثقافية أو بإقامة الندوات وغيرها.. وكافة أشكال المنتج الثقافى والفنى.. الثبات والصمود على المبادئ والقيم العليا التي تزكى الإنتماء للوطن.. تنمية الوعى بالمحافظة على الملكية العامة وثروات الوطن، برعاية السبل المختلفة، وذلك بترشيد استهلاك الماء والكهرباء، والنظافة للأماكن العامة والخاصة.. وغيرها.
سادسا: إستراتيجية الثقافة – الأمن الثقافى
يبقى الأمن الثقافي مهدداً، إن لم تتحقق صناعة المحتوى الثقافى، ذلك المحتوى المعبر عن كل توجهات الثقافة المنتمية والتى تصون الفرد والمجتمع. الأمن الثقافى هو أحد أوجه الأمن القومى الهامة، وهو الحافظ على كل ملامح وقيم المجتمع الإيجابية. من هنا كانت أهمية الأمن الثقافى، وضرورة بذل الجهد نحو صناعة المحتوى الثقافى الملائم. فمن جانب تتجه إلى العقول الشابة والأفراد بالقيم المناسبة لهويتنا .. وعلى الجانب الآخر لمواجهة المنتج الثقافى الأجنبي المغرض.. وأيضا فى مواجهة الأفكار الظلامية فى الداخل.
سابعا: استراتيجية الثقافة – التنوع الثقافى
هناك قضية أخرى فى مقابل الوعى بقضية الأمن الثقافى.. ألا وهي قضية التنوع الثقافي. فمن غير المقبول بمبرر الأمن الثقافى ننغلق عل أفكارنا وأحوالنا. فالعولمة هي بلا شك خطر يهدد ثراء وتنوع الثقافات في العالم، لكنها تمثل كذلك فرصة لكل مثقف منتمى لقيم بلاده، بالتمسك بملامحه التراثية وهويته. وهو ما يلزم وضع برامج التقنية الرقمية موضع الإهتمام، ثم مساهمة المؤسسة الثقافية، بالمشاركة الفاعلة والتفاعل مع الشبكة العنكبوتية.
• وسائل غير نمطية لتفعيل الأهداف أولا: تفعيل العنصر البشرى
1.. التطوع:
لا شك أن إيمان المجتمع بالتطوع وبالذات في العمل التنموي الثقافى الإجتماعي فيه بعض القصور، وقلة وعي ينعكس على أعداد المتطوعين. ولضمان إستمرارية العمل التنموي وتحقيق ثماره، وجب أن يتم تصميم نظاماً تطوعياً متكاملاً، يمد المشروعات الثقافية بالطاقة البشرية ذات المواصفات الخاصة. وفى الوقت نفسه يجب أن يكتسب من بذل الوقت والجهد الخبرات والمهارات، التي تجعله قيمة حقيقية وفعالة في تنمية المجتمع، وتعود عليه بالنفع في حياته العملية المجتمعية. لذلك كانت قيمة تزكية فكرة التطوع، خصوصاً ونحن نعيش عهداً جديداً من الثورية بعد ثورتى 25يناير و30يونيو.
إستراتيجية تزكية قيمة التطوع
المرحلة الأولى:
يتم تنفيذها من خلال إختيار بعض الشباب الراغب فى التطوع، والمؤهل بمواصفات حسن السير والسلوك والقدرة على القيادة والقبول لدى الاخر، وغيرها من الصفات التى يمكن تحديدها فى قرار إدارى منظم. يتم إعداد هؤلاء الشباب من خلال دورة تهدف إلى تزكية قيمة التطوع ومحاور العمل التطوعى على الارض. ثم بدء التفاعل الفردى من هؤلاء الشباب مع الأهل فى القرية والحى، وتشجيع إنشاء جمعيات موثقة كمنظمة غير حكومية تهدف إلى الخدمة الثقافية.
المرحلة الثانية..
أن تتبنى تلك الجمعيات الصغيرة فكرة تنمية مهارات الصناعات اليدوية والتراثية (صناعة السجاد- مشغولات النحاس، وغيرها).. مع إمكانية تسهيل تشييد مصانع صغيرة، والعمل على ترويجها. هذا بالإضافة إلى محو الأمية.
المرحلة الثالثة..
تلك المرحلة التى يحقق فيها المتطوع القدر المتوقع له من النجاح القرية أو الحى، متفاعلة بالأنشطة الثقافية المختلفة، خالية من الأمية، وقد ساعدت المجموعات من العناصر الشابة على الإنجاز فى بعض الأهداف الثقافية، مثل محو أميه كبار السن وغيره.
..2.. تشجيع المبادرات الجماعية الشبابية: وهى تلك الجماعات التى تسعى إلى بناء كيانات ثقافية تعتمد على الأفراد وجهودهم الذاتية.. (فرق مسرحية شبابية- مجموعات الإنتاج السينمائى الشبابية- الجماعات الأدبية- جماعات الصناعات الشعبية اليديوية.. وغيرهم).. ثم يأتى دور الدعم من مؤسسات الدولة بتوفير الإمكانت الواجبة والدعم للإستفادة من الطاقات الشبابية المتاحة.. (مثل قاعات العروض المسرحية- قاعات العروض السينمائية- قاعات الفنون التشكيلية- النشر المدعوم من الكتب المتنوعة والتثقيفية - قاعات الإستماع الموسيقى.. أهمية هذا البُعد هو تشجيع المبادرات الفردية والمجموعات الصغيرة، بحيث يتحول العمل الثقافى إلى خدمة مجتمعية.. مرة بدعم الدولة للافراد وتشجيعهم، ومرة بتنشيط الواقع الثقافى ونقل المنتج الثقافى إلى العامة من الناس.
ثانيا: تفعيل العنصر المادى (المؤسسات الثقافية)
هناك 18 مؤسسة ثقافية تتبع الدولة، ويمكن التشارك معاً فى تحقيق الهدف (الإنتماء الوطنى- الثقافة للجميع).
.. الإعتبارات السبعة فى عمل المؤسسات:"الانتماء للوطن"- إعتبار "الطفل" هو المستقبل- "الثقافة الرقمية" هى السلاح المعرفى الآن وفى المستقبل- "العنصر البشرى" والكوادر الادارية هاما- "الترجمة" هى القناة الموصلة إلى العالم-المؤسسات مراكز تنوير ثقافى- "الأمية" قضية قومية.
.. تأهيل الإداريين الثقافيين:
.. أيضا لكي تتحقق تلك الرؤية والريادة، لابد أن نتعرف على الموارد البشرية (فى مجال الثقافة) في المجتمع وإمكانيات أفراده، خصوصا المحترفون من المبدعين والفنانين والمثقفين الأكادميين والباحثين، ثم من الإداريين وهم من أهم عناصر تفعيل المشاريع الثقافية.. ثم دمج تلك الطاقات والتنسيق بينها مع أعمال وحدات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ثالثا: التسويق الثقافى: وذلك بالإنتقال إلى كافة ربوع البلاد من خلال (القوافل الثقافية).. الإعتماد على الإذاعات والقنوات التليفزيونية المحلية بأقاليم مصر، للاشتراك والتعاون فى تقديم المنتج الثقافى.. تطوير موقع الهيئة على الشبكة العنكبوتية.
• الملامح التنفيذية لمحاور الرؤية:
• تزكية الهوية والانتماء..
• الهوية المصرية مركبةٌ، متعددة الأبعاد؛ وليست أحادية، أو مسطحة، وليست ذات بُعد واحد. فلها الوجه المصرية القديم، والقبطي، والعربية، والإسلامي، ومكتسبات الثقافات العالمية التي ترسخت في صميم الثقافة الوطنية. وبالتالى فإن المكونات الأساسية للهوية المصرية؛ هى "العربية/ الإسلامية" مكانةً خاصةً في قلب الهوية المصرية.
هذه التعددية في التكوين، وفي الأعماق الحضارية، تمثل ثراءً للهوية والشخصية المصرية، وجعلها هوية منفتحة على التفاعل الذاتي بين مكوناتها العميقة، والتفاعل مع الآخر، بلا انغلاق عنصري. ويعتبر أى تهميش أو الغاء لمكونات تلك الهوية، تهديدا للمكون الحضارى المصرى، ما يلزم معه توجه ثقافى ثابت نحو تزكية تلك الهوية بكل السبل الممكنة والمتاحة.
• تزكية دور المثقف والشباب.. المثقف هو الضمير الحقيقي والحي للشعب. دوره الأصيل هو: فاعليته، ودوره في النهوض بالمجتمع وتقدمه. مسئولية المثقف تكمن في النهوض بالوعي العام، من خلال موقفه النقدي من جميع التيارات المختلفة بالمجتمع، ومناهضته الثقافية لجميع أطروحات وممارسات التعصب والتخلف والظلامية والفساد والقمع.. وكل أشكال إستلاب العقل الجمعي.. ثم السعى نحو فتح آفاق الرؤية تتجاوز الراهن، إلى مستقبل مضيء، وتقصي تلك الآفاق واكتشاف مجاهيلها.
إن استقلالية المثقف- في الرؤية والتوجه والممارسة الثقافية- هي حجز الزاوية في أدائه لدوره النقدي. إن الموقف النقدي للمثقف، ورفض إستخدامه- من قِبل أية مؤسسة أو هيئة- أداة تبريرية لتوجهات "مشبوهة"، هو ما يجعله الضمير الحقيقي والحي لشعبه. لعل تفعيل دور المثقف مع الجماهير مهمةٌ جوهرية، من خلال تأسيس كيانات ثقافية مستقلة، في المجالات المختلفة، لتغيير الواقع- على الأرض- إلى الأفضل والأرقى. فيما تعتبر التنظيمات النقابية المستقلة للمثقفين، بكافة تخصصاتها، تمثل سندًا ودعمًا قويًّا للمثقف وحركته الفاعلة.. كما تلعب دوراً هاماً فى رعاية المبدع إجتماعياً وثقافياً، وهو يلزم معه
• تزكية دور المؤسسة الثقافية
الثقافة الفاعلة ترتكز على: التعليم والإعلام. ولابد من تأسيس دور المثقف في هذين المجالين من خلال مؤسسات محددة الأهداف. كما أن دعم الكيانات الثقافية المستقلة (المؤسسات والجماعات الأهلية) ضرورة. بينما يلزم على المؤسسات الحكومية البُعد عن البيروقراطية، وممارسة سلطة خفية تمارس على المتعامل سواء من الأفراد العادية والطفل أو المثقف أو المبدع الذى يتوجب استضافته وتفعيل دوره فى نشاطات المؤسسات.
• خطوات عملية لتفعيل الرؤية الثقافية لمصر
أولا: خطوات بالنسبة للطفل:-
بحث إنشاء المجلس الاعلىى لثقافة الطفل، يهدف الى الربط بين كل المؤسسات الخاصة بالطفل ثقافيا.. تنظيم دورات تدريبية لكتاب أدب الطفل، للتعرف على أسرار أدب الطفل الرقمى.. الإستفادة من نماذج الأدب غير العربي، ونشره للتعريف بتجارب الآخر في هذا المجال.. سواء مترجمة أو غير مترجمة.. تبني المواهب الجديدة وتوجيهها نحو هذا النوع من الكتابة التي قد تستقطب جمهورًا مقاربًا لهم في العمر، ومتقاربًا معهم في الميول والإهتمامات.. وهى شريحة عمرية هامة في مجال التعامل مع الإنترنت والتوجه نحو الأدب الافتراضي.. الإهتمام بالطفل خارج المدن الكبرى (القرى- مناطق التجمعات الصحراوية).. رعاية وتشجيع أدباء وكتاب الطفل ماديا ومعنويا.. تشجيع الطفل للمشاركة في شؤون المجتمع، والتفاعل مع جيرانه ومجتمعه.. تأصيل الشعور بشرف الإنتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وحب العمل من أجل الوطن ودفع الضرر عنه... التنشئة على التمسك بمبادئ وقيم عليا، والربط بينه وبين هويته الوطنية.. تعويد الطفل على ممارسة الطهارة الأخلاقية، بصيانة النفس والأهل والوطن من كل الأمراض الاجتماعية والأخلاقية الذميمة.. بالممارسة العملية داخل المؤسسة الثقافية.. بث الوعي بتاريخ الوطن وإنجازاته، وتثقيفه بالأهمية الجغرافية والإقتصادية للوطن.. العمل على إدراك الطفل للرمز السياسي للعلم والنشيد الوطني.. التعود على إحترام القانون، وكذلك الأنظمة التي تنظم شئون الوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسير شئونهم، والتنشئة على حب التقيد بالنظام والعمل به.. تهذيب سلوك وأخلاق الصغار، وتربيتهم على حب الآخرين والإحسان .. المشاركة في نشاطات المؤسسات الأهلية وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في الأسابيع التي تدل على تعاون المجتمع، كأسبوع الشجرة وأسبوع مكافحة التدخين وأسبوع المرور، وأسبوع العناية بالمساجد وغيرها.. وكلها تكسب الإعتياد التفاعل وحب العمل المشترك الجماعي.
ثانيا: خطوات ثقافية عامة
- إعادة هيكلة المؤسسات الثقافية، بما يسمح بزيادة دعم العنصر البشرى الادارى للعملية الثقافية. - تبنى الأفكار التى تتيح مصدراً ماليا يزيد من قدرات الإنفاق فى تلك المؤسسات.- العناية بشباب المبدعين فى كافة فروع المعرفة والثقافة.- إعطاء الإهتمام الخاص للشكل الجمعى الابداعى (المسرح- السينما- الموسيقى- المشغولات اليدوية المحلية.. الخ).- وضع الخطط المناسبة لوصول الأشكال الثقافية والفنية إلى القرى، والتجمعات مثل الجامعات والمدارس والمصانع.- إعادة النظر في التشريعات والإجراءات الإدارية والبيروقراطية التي أعاقت الإنتاج السينمائي خلال العقود الماضية، وإستغلال أصول السينما المملوكة للدولة، وإعادة تأهيل وتطوير وتحديث الاستوديوهات ودور السينما، وإيجاد صندوق مالي لدعم هذه الصناعة الكبيرة وفق قواعد فنية وإدارية رشيدة تمكن المجتمع السينمائي من القيام بدوره الثقافى الفني والوطني.- الإهتمام بسينما الشباب، والفيلم التسجيلى.- التأكيد على أن يبقى الدعم والرعاية لصناعة الكتاب والنشر.- وضع الخطط المناسبة لنشر وتوزيع الكتاب (داخليا وخاليا).- دعم مشروعات الترجمة الحالية وتطويرها- الإبقاء على مشروع مكتبة الأسرة- التنسيق بين كل مؤسسات الثقافية- التنسيق مع الجهات التعليمية والاعلامية وغيرها، لتوطيد التعاون بين المؤسسات الثقافية ودور العلم والإعلام- التنسيق مع المؤسسات الإعلامية لتوطيد التعاون بين المؤسسات الثقافية ومراكز الإعلام (الإداعة- التليفزيون- الصحافة الورقية- الإعلام على الشبكة العنكبوتية)- وضع الخطط المناسبة للكشف عن المواهب الشابة فى كافة فروع الفنون والآداب- العمل على رعاية المبدعين، ودعم الإنتاج الفنى للحصول على عائد مادى مناسب.- العمل على رعاية وتشجيع متحدي الإعاقة منهم في مجالات: المكتبات والمسرح والموسيقى والغناء والإبتكارات العلمية مع العناية بمشروع رعاية المبدعين بتوفير الدعم المالي- التفاعل بين المؤسسات الثقافية الحكومية، والمؤسسات الأهلية، ودعمها بما يتيح الفاعلية الإيجابية للمجتمع في التثقيف والتوعية- التواصل مع إتحاد الكتاب، بحيث يصبح المؤسسة القادرة على إعانة الأديب إبداعيا ومجتمعياً- التواصل مع النقابات الفنية، والتعاون معها- دفع الشباب إلى مواقع القيادة الثقافية- تشجيع دور النشر الصغيرة الشابة، لمزيد من الرواج فى سوق الكتاب.
• تحديات تنفيذ الرؤية الثقافية لمصر وبعض الحلول:
أولا: تحدى المشرف والإدارى الثقافى وأدواره
- تعاني كلا المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من قلة المشرفين المتخصصين.
الحلول المقترحة:إعداد وتنظيم دورات تدريبية تخصصية للعاملين فى المؤسسات الثقافية- إعادة هيكلة تلك المؤسسات بحيث أن يتولى العمل الادارى من هو أكثر انجازا فى قطاع عمله (أدب ونشر- فنون السينما والمسرح والموسيقى وغيره).
تعظيم دور قيمة التطوع الثقافى لمن يرى فى نفسه القدرة على أداء تلك المهمة.
ثانيا: تحدى إحجام البعض فى التردد على المؤسسة الثقافية.
- بالنسبة للطفل: الفتيات أقل الفئات تردداً على المؤسسة الثقافية.. كما أن أطفال الطبقة الدنيا – و أطفال الطبقة العليا من شرائح المجتمع.. أقل ترددا.
- بالنسبة للشباب: شعور البعض بالإهمال وعدم الإهتمام الشخصى.. إحتكار البعض لغالبية الانشطة، والاستفادة من التسهيلات المتاحة، دون غيرهم.. عدم خروج نشاط تلك المؤسسات إلى أماكن التجمعات الشبابية..
الحلول المقترحة:إعادة تأهيل الكوادر العاملة بالمؤسسات الثقافية- برامج نشطة لخروج النشاطات الثقافية الى أماكن التجمعات الشبابية، والى القرى والنجوع.
ثالثا: تحدى عدم توافر الإمكانيات المادية بالمؤسسة:
- تعاني المؤسسات: قلة الأجهزة اللازمة لتوافر مناخ ملائم للنشاط، مثل أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة المسرح والسينما- عدم وجود حوافز مادية وأدبية للأطفال والشباب الموهوب.
الحلول المقترحة: توفير مراكز صيانة مركزية فى كل محافظة، لتوفير أكبر قدر من تكلفة الاصلاح والصيانة- إعداد لائحة مناسبة للحوافز الادبية والمادية.
رابعا: تحدى قصور البرامج الثقافية
- أغلب الأنشطة لا تناسب طفل القرن الحادي والعشرين خاصة بالمؤسسات الحكومية التي تعاني من العقبات وقلة الإمكانيات- يغلب على الانشطة الثقافية أنها داخل الحجرات ولا تتفاعل مع البيئة المحيطة.
الحلول المقترحة: توفير البرامج الحديثة وفنون الكمبيوتر- توفير برامج للتعرف على البيئة المحيطة.
خامسا: التحديات التي تواجه المؤسسات الثقافية
- التحديات الاقتصادية-عدم الإهتمام بثقافة الطف-التحديات التكنولوجية
عولمة الثقافة.
الحلول المقترحة: فتح أسواق بيع المنتج الثقافى بما يوفر عائدا مناسبا للمؤسسة.
تشجيع باب التطوع الثقافى- إعطء النشاط الخاص بالطفل إهتماما خاصا- تنشيط الدورات التعليمية للتقنية الرقمية وتعليم الكمبيوتر- تزكية التراث المصرى القديم والعربى ضمن النشاطات المختلفة- تحديث المكتبات وتزويدها بالجديد- بالنسبة للطفل: تزكية الأنشطة التى تكسبة قيمة الانتماء للهوية المصرية
سادسا: تحدى الأمية:
وهو ما يلزم معه المشاركة مع المؤسسات الاخرى:
التنسيق مع الهيئة العامة لتعليم الكبار- وضع برامج محو الامية ضمن نشاطات قصور الثقافة أساسا.
خاتمة موجزة:
أما وقد أصبح المفهوم الجديد للثقافة، لا يقتصر على كم المعارف التى يتحصلها فقط، بل إمتد ليشمل التفاعل مع البيئة المحيطة بالمثقف، بحيث ينحلى المثقف بحل المشكلات اليومية بإبداع لحلول مناسبة وجديدة.. فهو ما يعبر عن "الانتماء".
إن الرؤية الثقافية لمصر هى العمود الفقرى وقاطرة التقدم مستقبلا، وقد تجلت على محورين: المحور الأول هو دعم وتزكية الإنتماء الى الوطن.. المحور الثانى يعتمد على عدد من الإجراءات التنفيذية.
وفى إطار ذلك تتعاون كل وسائل المؤسسات المتاحة لتزكية مفاهيم الهوية والإنتماء إليها.