القاهرة 03 اكتوبر 2017 الساعة 10:49 ص
• "نسب".. ترجمة للأدب في سياقه السياسي الثقافي والاجتماعي والتاريخي
• الكم الهائل الذي ظهر من الأدباء سيتم إفرازه قريبًا.. وسيبقى الجيد
• لا اعتبر "زاب ثروت" من المثقفين.. ونحن لم نأخذ جانب بعيد عن المجتمع
• لا ينبغي للأزهر أن يتدخل في حياتنا.. ولن نسكت على مناهجه
حاورتها سمية سليم
سخَرت قلمها لتُدافع بما أوتي من قوة عن حرية التعبير والإبداع، لا تمِل في مناصرة المرأة أو مهاجمة المسيئين إلى الدين الإسلامي، كانت آخر كتاباتها رواية "نسَب"، التي رسمت فيها ستون عامًا من التاريخ الفاطمي بكافة صراعاته السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية.
حاورت مجلة "مصر المحروسة"، الدكتورة الروائية عزة كامل، مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "أكت"، وصاحبة المجموعة القصصية "كائنات ليست للفرجة" التي ناقشت فيها الفشل في التربية الجنسية السليمة للجنسين.
فتحدثت الكاتبة عن روايتها الأخيرة "نسب"، ورأيها في مناهج الأزهر، وكذلك حرية التعبير والإبداع التي يحاول الأزهر تقييدها، كما عبَرت عن رأيها في الطفرة الأدبية التي حدثت الفترة الأخيرة.
ماذا عن رواية "نسب" والظروف المحيطة بها؟
هي رواية تتحدث عن فترة حكم "المستنصر" في العهد الفاطمي والتي استمرت لمدة 60 عامًا، وقد أخذت عام ونصف أقرأ في المراجع التاريخية لآخذ روح العصر.
وبالنسبة للشخصيات في الرواية فمعظمها من وحي خيالي، إلا "نسب" الطبالة الخاصة بالحاكم والتي لم تُذكر في التاريخ سوى في سطرين، عندما غنَت بيتين للحاكم بعد رفع العلم الفاطمي على العراق، وهي فتاة مسملة عشقت شاب مسيحي، لكنه هاجر بالقرب من دمياط بسبب اضطهاد المسيحيين والهجوم على الكنائس.
وبشكل عام، الرواية بها أجزاء سياسية واجتماعية وتاريخية في هذه الفترة، وتشرح صراعات كثيرة، فترجمت الأدب في سياقه السياسي الثقافي والاجتماعي والتاريخي، وأؤكد أن هناك تماس بين الماضي والحاضر والمستقبل وتشابه في الأحداث التاريخية التي تحدث عبر الأزمنة المختلفة.
كيف تصفين الساحة الأدبية والثقافية الآن؟
هناك طفرة ملحوظة في الأدب المصري، فظهر كم كبير من الشباب الذين يُقدِموا أدب وشعر ومزيكا، كما أن هناك طفرة على مستوى الفئة العمرية التي تتابعهم وتقرأ لهم.
كما أصبحت المسابقات الثقافية كثيرة، لها سلبيات وإيجابيات، حيث أن المثقفين باحثون عن الجوائز دون الارتكاز على مضمون الفكرة التي يقدَموها، ولكنها تُقدم مجموعة من المواهب التي تستحق الإشادة.
ما تأثير الثورات العربية على الحركة الأدبية إيجابيًا وسلبيًا؟
فيما يخص الجانب الإيجابي، فالثورات العربية فتحت أبوابًا من الموضوعات الجديدة التي لم يتم مناقشتها من قبل فأصبح هناك حرية أكبر في التعبير عنها.
بينما الجانب السلبي هو ارتباط الثقافة بمصالح معينة، وامتزاج السلطة والأدب، وكذلك الصوت الخافت للمثقف حيث أصبح أقل ظهورًا وحديثًا، مضيفة :" نحتاج إلى عمق أكثر من ذلك".
لماذا يأخذ المثقفون جانب بعيدًا عن المجتمع خاصة بعد الثورة؟
المثقفون لم يأخذوا جانب وحدهم، وشارك عدد كبير منهم في الثورة، ولكن الشباب هم الذين نبذوهم لأنهم لم يريدوا "الدقة القديمة"، فالعكس هو الذي حدث والشباب هم من بعدوا عن المثقفين.
ما رأيك في ظهور كم كبير من الشعراء والأدباء؟
الكثرة في عدد الأدباء والشعراء والمثقفين سيتم إفرازها في السنوات المقبلة، ولن يبقى إلا الجيد منهم، فهي مراحل لابد أن تتم وستنتهي يوما ما.
ما تأثير السوشيال ميديا على حركة الأدب؟
السوشيال ميديا جعلت أشخاص أدباء وهم ليسوا بذلك، مثل "زاب ثروت" فأنا لا اعتبره من المثقفين، فهي كلها ظواهر لا بد من ظهورها وإلا يصبح هناك خلل في حركة الثقافة والمجتمع.
لماذا تهاجمين الفكر الأزهري؟
أهاجم الفكر الأزهري عندما يُصَرح شيوخ الأزهر بأشياء تخالف العقل والمنطق وكذلك الدين، فالمناهج الأزهرية تُحلل "مفاخدة الصغيرة"، و "زواج البنات الصغيرات حتى سن الـ3 سنوات"، و "مضاجعة الميتة"، ولا ينبغي أن نصمت على هذا "التهريج".
ما رأيك في مهاجمة الأزهر لـ المفكرين كإسلام البحيري؟
إسلام البحيري لم يشكك في نص قرآني، هو فقط أعمَل عقله في الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم وأبي هريرة، وهؤلاء بشر مثلنا وكلامهم كله اجتهاد فقط.
كيف يوِفق الأزهر بين حرية التعبير لهؤلاء المثقفين وبين كتب التراث الإسلامي؟
لا ينبغي أن يتدخل الأزهر في حياتنا المدنية، وكذلك إلغاء كافة مناهجه التي تسيء إلى الإسلام بمضمونها التي ذكرنا جزء منها من قبل، كما لا يجب أن يكون له سلطة إسلامية على أي إنسان أو دولة؛ لذلك فأنا أرد على أي شيخ يقول فتاوى غير مقبولة تسيء للدين، مضيفة: "هما كدا ضد الإسلام.. ليه مخلي المناهج دي؟".
ما رأيك في القوانين التونسية المناصرة للمرأة وهوجمت لمعارضتها الشريعة؟
أولًا تونس بدل تدين بالإسلام، لكنها تتبع كافة القوانين المدنية، فالإرث من القضايا التي لابد من اجتهاد فيها، فقد كان هناك هجوم على النبي "ص"، ومعارضة لأن تورث المرأة وحتى الآن أحيانًا المرأة لا ترث في الصعيد.
ولكن الدين اجتهاد ولابد أن يواكب العصور والأزمنة، فالآن هناك 37% من النساء معيلات عكس عصور أخرى كانت المرأة غير معيلة ولا تحتاج ميراث كبير كالرجل ومثال على ذلك فإن سيدنا عمر "رضي الله عنه" لم يطبق حد السرق في عام المرادة؛ نظرًا لوجود مجاعات حينها.
ماذا قدَم مركز "أكت" للنساء؟
هدف المركز هو تحقيق مجتمع خال من العنف ضد النساء، لذلك قمنا بالتعاون مع منظمات حقوقية أخرى لتحقيق هذا الحلم، وهناك العديد من الإنجازات التي تمت في سبيله، ومنها: وضع مواد في الدستور تعاقب المتحرشين، وكذلك تغليظ العقوبة على جريمة ختان الإناث، بالإضافة إلى قانون الخلع الذي حفظ حق المرأة في الطلاق، وجنسية المولود الأجنبي والده حيث تم إصدار قانون بإعطاء الجنسية له وقد كانت تمنع عنه من قبل.
وأثناء وضع الدستور، بدءًا من عام 2012 إلى 2014، طالبنا بمواد معينة للمرأة حتى وصلت إلى 19 مادة، ومنها المادة 11 التي تجرم العنف ضد النساء، وهناك خطة استراتيجية قومية لمناهضة العنف والمركز جزء من هذه الخطة.
ماذا تكتبين الآن؟
أعمل على رواية جديدة بعيدة في موضوعها وأسلوبها عن رواية "نسب" وأتمنى صدورها في معرض الكتاب القادم.