القاهرة 05 سبتمبر 2017 الساعة 12:35 م
مها عفت: سؤال لكل المسرحيين ولجنة المسرح بالمجلس الأعلى :أين أنتم من تلك الحادثة ولماذا لم يتم الاعتراف والاهتمام بيوم المسرح المصرى 5 سبتمبر
حاورها : إبراهيم حمزة
ذات يوم وقف الوزير صابر عرب، ليسلم السيدة مها عفت منسقة ومسئولة لجنة الشهداء والمصابين بمسرح بنى سويف، يسلمها درع شهداء المسرح وكان يومها قد مرت سبع سنوات على الحادث، وقتها رفضت " تسلم الدرع خلال حفل افتتاح مهرجان آفاق مسرحية، معللة بذلك أنه تكريم زائف وكاذب ومحاط بشكل إعلامى كبير، ولكن التكريم الحقيقى يكمن فى تحقيق مطالب تلك اللجنة، التى تتلخص فى الآتى: إعطاء كافة الحقوق والاستحقاقات لأسر شهداء ومصابى المحرقة، كشهداء ثورة يناير المجيد، سرعة علاج مصابى المحرقة على أعلى مستوى ممكن، إطلاق أسماء الشهداء على القاعات والمسارح، فتح جميع المسارح المغلقة فى أنحاء الجمهورية، ورفع الأيدى عنها، كما طالبت بضرورة القصاص من قتلة هؤلاء الشهداء، مؤكدة أن النظام هو من قتلهم وليس "الشمعة" كما قيل فى التحقيقات. ورغم مرور اثنى عشر عاما على الحادث ، ما زالت مها عفت مؤمنة بمواقفها مدافعة عما تعتقده ، نسترجع معها فى هذا الحوار بعضا من آلامها ومتاعب روحها كلما تذكرت الحادث ..
ما سبب اهتمامك بحادث محرقة بنى سويف ؟
أنا صديقة لبعض من توفى بالحادث من أيام الجامعة أو من خلال إهتمامى بالمسرح من أيام الجامعة ثم عملى بالثقافة الجماهيرية كفنانة بفرقة السامر كفنانة مسرحية وأصبحت صديقة وعلى معرفة وطيدة بهم
هل الحركات والجمعيات التى تهتم بشهداء بنى سويف لديها تنسيق وأهداف ؟أم أنها وفية للضحايا فقط ؟
كونت لجنة أهالى شهداء ومصابى حريق مسرح بنى سويف بعد الحادث مباشرة من أهالى الشهداء والأصدقاء وبعض الفنانين المسرحيين لمتابعة مجريات الحادث من قضايا وحقوق والمطالبة بحماية العاملين بالمسرح لأن مسارح مصر تهدمت بنيتها التحتية ولم يتم تطويرها ومعرضة لأى حادث مثلما حدث نتيجة للإهمال والفساد من وقتها إلى الأن وكان هناك هدفا أخر حماية حقوق الأهالى من أى تلاعب
أعلن الوزير وقت المحرقة عن وجود نصف مليون جنيه ، هل تم توزيع هذه الأموال ؟
مايخص الوزارة من نصف مليون كانت الوزارة هى المسئولة عن توزيعه ولكن كانت هناك تبرعات من حاكم الشارقة لأنه مهتم بالمسرح وعاشقا له ولمصر كانت نقابة المهن التمثيلية برئاسة د . أشرف زكى الذى كون لجنة للإشراف على التوزيع برئاسة الفنانة القديرة سميحة أيوب والفنان الكبير سعد أردش وأخرين من كبار الفنانين المسرحيين وكنت المسئولة عن هذا الملف وتم توزيع المبلغ لأنى وقتها لجأت للنقابة ليتم إيداع وفتح حساب للتبرع وقد تبرع ساويرس وقتها ايضا مبلغا لعلاج المصابين وكان الوحيد الذى ساعدنى ووقف بجانبى د. اشرف زكى كنقيب للممثلين وصديقا لأغلب الفنانين الذين رحلوا وقد رفعت وزارة الثقافة يدها عن هذا الحادث كمسئولة أولى عنه بل أتهمت الراحلين بأنهم المسئولين عن هذا الحادث الأليم وأتهم فاروق حسنى بعض النقاد الكبار الذين كانت لجنة التحكيم منهم لماذا ذهبتم إلى هذا المكان ولماذا وافقتم على القاعة وكأن هذا المكان الذى يحتقره ليس تابعا للوزارة
هل الأحكام التى صدرت على المتسببين فى الحادث، أرضت أهالى الشهداء ؟
قدم بعض الموظفين ككبش فداء كالعادة للمحاكمة وتم محاكمتهم بدلا من كبار المسئولين فى الوزارة مثل مدير أمن الوزارة والهيئة المسئولين عن حماية المسارح والقاعات وتجهيزها ورئيس الهيئة الذى لم يكن متفرغا لمنصبه هذا لأنه كان أستاذا بالجامعة وليس له علاقة بالعمل الثقافى فى أكبر صرح بوزارة الثقافة غير مسئولية وزير الصحة لأن عددا كبيرا توفى داخل المستشفيات للإهمال والعلاج الخاطئ وتردى حالة المستشفيات وهناك أيضا مسئولية الدفاع المدنى لتأخره فى الحضور برغم قربه من قصر الثقافة وتأخر عربات الإسعاف فى الحضور مما زاد من عدد الوفيات والإصابات التى وصلت 50 شهيدا و 20 مصابا منها إصابات لم يتم علاجها بما يحب حتى وقتنا هذا ومازالوا يعانون من الإصابات وعدم علاجها بشكل صحيح وقد لجأت إلى كل وزراء الثقافة والصحة ولم تنفذ وعودهم وقد حكمت المحكمة على وزارة الثقافة بمسئوليتها عن هذا الحادث ورفع قضايا تعويض من قبل أهالى الشهداء والمصابين لما لحق بهم من أضرار وتم ذلك
وقد كان هذا الحادث السبب الرئيسى له الفساد والأهمال الذى لم يعالج بشكل علمى وصحيح حتى الأن مما يعرض مسارحنا لحادث شبيه والإستسهال فى غلق قاعات ومسارح تابعة للثقافة الجماهيرية من قبل الدفاع المدنى ولم تقم الهيئة بالتأمين المطلوب ولم تبالى بهذا الغلق
إلى أى حد أثر هذا الحادث فى مسيرة المسرح المصرى ؟
قد فقدت الحركة المسرحية شخصيات هامة أثرت الحركة المسرحية ومن الصعب تعويضهم ولو ظلوا أحياء لكان إختلف أمر المسرح لأنهم أفنوا عمرهم فى المسرح والدفاع عن الحركة المسرحية وقد رحلوا عنا فجأة مما أربك الحركة المسرحية
فعاليات كثيرة فنية وصحفية اهتمت بالحادث .. ولكن هل هناك من اهتم فعلا بالمصابين ؟ أو بأسر الشهداء ؟
ظلت لجنة الأهالى هى الوحيدة المسئولة عن هذا الحادث الأليم وإقامة الذكرى السنوية كل عام ومتابعة المصابين وأهالى الشهداء وكانت تتم فى الشارع على رصيف نقابة الصحفيين أو أمام دار الأوبرا فى الشارع إلى أنه بعد ثورة يناير لأول مرة نحتفل داخل قاعة منف التابعة لهيئة قصور الثقافة وهو المكان الذى خرج منه أغلبهم ولم يعودوا إليه ثانية فى 2011 عندما كان د. عماد أبو غازى وزيرا للثقافة وقد أعلن يومها أن 5 سبتمبر هو يوم المسرح المصرى تخليدا لهم وكان ذلك مطلبا لنا والوحيد الذى تحقق لأن كان هناك مطلبا أخر وهو إطلاق أسمائهم على القاعات ولم يتم غير فى قاعة قصر الفيوم بتسميتها قاعة الشهداء صلاح حامد وتلاميذه فى إحتفال فنى يليق بهم وتم تسويفنا فى تسمية باقى القاعات رغم صدور قرار وزارى بذلك
هل ما زالت لديكم مطالب لهؤلاء الضحايا ؟
سؤال لكل المسرحيين ولجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة أين أنتم من تلك الحادثة ولماذا لم يتم الإعتراف والإهتمام بيوم المسرح المصرى 5 سبتمبر .. لماذا تتناسون هذا الحادث رغم البكاء والنويح وقتها لماذا تتجاهلون إقامة ذكرى سنوية لتكريم هؤلاء الراحلين وفتح جميع المسارح بشكل مجانى للجمهور رغم شعارنا الذى أخترناه وقتها وهو لن ننساكم