القاهرة 05 سبتمبر 2017 الساعة 12:10 م
فاتن شوقى على .
كلما دخلنا لاجتماع نادى أدب السنبلاوين ، وجدت أمامى قاعة المسرح ، وقد حملت اسما عزيزا ، قاعة الشهيد محمد شوقى الغريب ، كانت كلمة الشهيد وقتها عزيزة ، بعد الثورة صار فى كل شارع شهيدا ، لكن "شوقى " ذهب ليمارس هوايته ، فعاد جثة محترقة ، على صفحته نقرأ وصفا له يقول فى شاعرية بديعة :
أما فى تلك النظرة
لن تلمح انسانا فقط
بل حسا وخيالا كالمهر الجامح
يركض .. يركض .. يركض ويجوب العالم
فى خفة عصفور يشعر بالامان كمن لم يشعر مخلوق من قبل
فهو شعور طاهر .. فهو شعور ذو قدمين
يملك كل قلوب الدنيا .. ببراءه قول وبتعبير صادق
ولعجز الكلمات ولقله حيله من حاول منا وصفه
ولشوقى ان اخبركم باسمه .. ساقول مرارا
كان ملاك يدعى شوقى
كان ملاك يدعى شوقى
*******
يقول تقرير لجنة تقصى الحقائق أنه" تم تسليم جثة الراحل إبراهيم الدسوقي خطأ لأسرة الراحل محمد شوقي رغم تعرف والد محمد شوقي على جثة ابنه ولكن الخطأ حدث لتجاور الجثتين، فنقل العاملون بالمستشفي الجثة المجاورة لتلك التي تعرف عليها الأب ودفنت في مقابر عائلة محمد شوقي ،اكتشف الخطأ بعد غدة أيام وظلت جثة محمد شوقي ملقاة وحدها على أرضية المشرحة سابقة الوصف.
ويتحدث عنه صديقه "أحمد رزق زهران" فيذكر أن محمد شوقي الغريب مواليد 2 يونيو 1979 بمدينه السنبلاوين ،بدأ حياته المسرحية في مسرح مدرسة أحمد لطفي السيد الثانوية، وظل يعمل بالمسرح المدرسي والثقافة الجماهيرية، ومن أهم أعماله" شمس النهار ، اتفرج ياسلام ، المرآه " حتى التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 97، بعد أن قضي عاما في معهد خدمة اجتماعية.
فى المعهد شارك فى أعمال هامة منها : مسرحية "القلم ، اسطبل عنتر ، أقنعه الملائكة، وكانت آخر أعماله في معهد فنون مسرحية ،وكانت من إخراجه، كان يطلقون عليه ( المعلم ) لأنه كان بالفعل فنانا حقيقيا بمعني الكلمة ، كان يقول دائما ، حبي للفن ليس حبا عاديا ولكنه يجري في عروقي ، كأنه حس وخيال وطاقة كالمهر الجامح ، خفيف كالعصفور ، بريء كالطفل ، يتعامل بصدق مع كل من حوله ، كان يتمني أن يكون له شأن في هذا المجال كان يحلم بالشهرة ، وأن يوصل فنه للناس بطريقته ، أحب التمثيل والإخراج بصدق، كان ممثلا بارعا صاحب أداء وصوت مميزين، وكان مخرجا له طاقة لا حد لها ،خلاصة القول . كان مبدعا .
آخر أعماله كانت مسرحية "من منا "،وهي مسرحية الحريق للواقعة الشهيرة محرقة بني سويف" حادث 5 سبتمبر 2005 " حيث ذهب فريق العمل إلي بني سويف ،وكان شوقي سعيدا جدا لأنه كان من المرشحين بجائزة أفضل ممثل ، وفي اليوم المشئوم بدأ العرض بقاعة لا يتوفر فيها الحد الأدنى من المواصفات القياسية والفنية ووسائل الأمن والسلامة والصحة المهنية التي يجب توافرها في المكان الذي أثبتته تقارير اللجنة الفنية والخبراء، واحتوائها علي مواد مشتعلة وقابلة للاشتعال غير المسموح بها ،وعلي أثر سقوط شموع في إحدى مشاهد العرض شب الحريق في جنبات القاعة ،مما أدي إلى وفاة خمسين مبدعا ، وإصابة الكثيرين ،وكان شوقي من الشهداء ،نسأل الله عز وجل أن يحتسبه شهيدا، ذهب ضحية إهمال ،ذهبت ابتسامته وذهبت معه آماله .وأحلامه ،وأخيرا أستطيع وصفه في جملة واحدة: كان ملاكا يدعي شوقي