القاهرة 22 يوليو 2017 الساعة 03:11 ص
حوار: عبدالعليم حريص
يعتبر معهد دراما بلا حدود والذي مر عام على تأسيسه في ألمانيا، مبادرة عالمية لتأسيس قيم إنسانية عبر الفنون، ويمثل شكلا من التعليم المتنقل بين الدول مراعيا خصوصية كل دولة واحتياجاتها في مجال التربية والتعليم، ولهذا يحتوي المعهد بين أجنحته مجموعة من الأكاديميين العرب والأوروبيين في اختصاصات مختلفة، هدفهم إعادة تأهيل الفرد عن طريق الفنون؛ ليكون قادرا على تحمل أعباء المستقبل بأدوات جديدة وروح جديدة، وهو بحسب تعبير مؤسسته الدكتورة دلال مقاري باوش "أحلام تسد ثقوب الحياة المرّة"
ـ خلف العمل الإنساني والاجتماعي والإبداعي في معهد دراما بلا حدود شخصية نسائية مغامرة، من هي دلال مقاري باوش وما هو معهد دراما بلا حدود الدولي ؟
محير هذا السؤال ولكني أعتبر نفسي، سيدة متعددة الجنسيات والثقافات، بسبب الهجرات المتتالية، مختصة السايكودراما والدراما ثيرابي، فنانة تشكيلية وكاتبة ومسرحية.
أما عن معهد دراما بلا حدود الدولي ، فهو مبادرة عالمية لتأسيس قيم إنسانية عبر الفنون ، حيث يمثل المعهد شكلا من التعليم المتنقل بين الدول مراعيا خصوصية كل دولة واحتياجاتها في مجال التربية والتعليم ، ولهذا يحتوي المعهد بين أجنحته مجموعة من الأكاديميين العرب والأوروبيين في اختصاصات مختلفة، هدفهم إعادة تأهيل الفرد عن طريق الفنون؛ ليكون قادرا على تحمل أعباء المستقبل بأدوات جديدة وروح جديدة .
ـ ما هو مفهوم "التنمية البشرية" بالنسبة لك والذي تعتمدينه كمنهج رئيس في أعمالك؟
ماذا أحكي لك؟ دعني أحلق خارج السرب، بعيدا عن التعريفات الكلاسيكية لمعنى التنمية البشرية، فأنا أومن أن كل أمّ قد تكون خبيرة في التنمية البشرية، وكل معلم وتربوي ومربي، أو هذا ما آمله !
لأن التنمية البشرية، هنا ترتكز على قاعدة مساعدة الفرد لتعلم خبرات جديدة في الحياة، والعمل على إعادة تأهيله وإكسابه معارف جدية تبدأ من جوهر معرفة الذات والعلاقة مع الآخر وإمكانية الوصول الى المنابع الصافية في المعرفة والأخلاق والعلوم.
فلن أدعي يوما بأنني خبيرة تنمية بشرية ! ما أنا إلا متعبد زاهد يبحث في الكون عما يغذي يقينه! بضمير حيّ، وإحساس عالٍ بالمسؤولية تجاه نفسي وتجاه مجتمعي، وكوني الإنساني الذي أنتمي إليه، فلا تخلو مسيرتي الفكرية والأدبية والإبداعية عموما من قضايا روحية ومقاصد أخلاقية وتجارب إنسانية فاضلة، تتماس مع جوهر التصور والرؤية التي تحملها كل الديانات والمناهج الباحثة عن أسمى حالات الصفاء في البذل والعطاء والإبداع في العلاقات الإنسانية.
فطوال أعوام من تجربتي في السايكودراما والدراما ثيرابي، وأنا أبحث بلهفة عن الإشراقة النابعة من الإيمان والأجواء الروحية التي تنبثق من تجليات النفس، وسيبقى عملي الموسوم بالتنمية البشرية عن طريق الفنون (حلما يغفو في قطرة الندى).
دائما ترتبط الحكايات بالجذور، فأي الجذور تستند عليها تجربة معهد دراما بلا حدود الدولي؟
المعهد، حلمي منذ الطفولة ، ومنهجي في الحياة الذي يتمثل "بالطريق إلى الآخر، معرفة الآخر، والتكامل مع الآخر في فسحة من النزوع الإنساني والفلسفي" من المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان انطلقت الفكرة، عندما كنت أعمل كمتطوعة في مؤسسات إنسانية، من هذه التجارب اهتديت إلى الطريق بحثا عن أعمال إنسانية تعتقد بقدرة الإنسان على التغيير والبناء بنوايا طيبة وصولاً إلى الارتقاء الروحي والنفسي والمجتمعي.
لمن يتابع خطواتي على الطريق، يدرك قيمة المنهج الذي أرتله بخشوع في كل تجاربي بدأ من الفئات المهمشة، والمضطهدين ، انتهاء إلى المؤسسات التعليمية والتربوية التي احتضنت تجاربي على مدى سنوات.
ولكن مازال هناك ما يقلق سؤالي الباحث، ومازال العنف والظلم والتهميش والفقر والضياع يهدد حياتنا بثقب أوزون جديد ! في صفاء النفس البشرية المشغولة على مهل بحكمة الربّ.
ففي معهد دراما بلا حدود ، نؤمن بضرورة المتابعة والعطاء بغية التغيير انتصاراً للإنسانية وولاءً لأهدافنا الراقية، أحلم وأسعى أن تكون لمعهد دراما بلا حدود، زاوية خاصة في كل منجز، كإنتاج إنساني شامل مهمته "سعادة الفرد في بحثه عن ذاته".
ـ بين ورشات المختبر المسرحي الذي تديرينه، ومعهد دراما بلا حدود علاقة احتواء رحمي، كيف يتجلى هذه التماهي في العلاقة ؟
كلما نظرت إلى بدايات تكون فكرة معهد دراما بلا حدود من خلال ورشات المختبر المسرحي الذي اديره، أدرك أهمية مراحل تكويني الأولى في تاريخي المرتبط بالمؤسسات الإنسانية، منذ انخراطي في العمل مع رابطة فاو ها اس الألمانية 2003 ، بدأت أرسم خطوات واثقة على الطريق، حيث تمثلت الركيزة الأولى لتكون المعهد من خلال ورشات المختبر المسرحي، والذي فاض اهتمامه على كل الشرائح في الوطن العربي "متشردي الشوارع ـ المتخلى عنهم، وذوي الاحتياجات الخاصة، وضحايا الإدمان، وضحايا العنف والحروب، والنساء والأطفال، والمسرحيين والفنانين، والجامعات والمؤسسات المدنية" إلى أن تركت تجارب المختبر المسرحي بصماتها في آلاف الطلبة، كما دفعت مشروعي إلى النضوج واكتساب الخبرات المختلفة، "فمن النبع الصافي ارتوت تجربة معهد دراما بلا حدود".
ـ حصلت على لقب شخصية العام 2015 ، وسيدة الأرض ، والآن هناك مبادرة لترشيحك لنيل جائزة نوبل للسلام، هل ترتبط الجوائز بك أم بأعمالك؟
أنا سيدة فعل، وحركة وتغيير، عملت سنوات طويلة كظلال صامتة، لكن نتائج أعمالي طوال سنوات، قدمتني إلى العالم العربي والأوروبي، وها أنا الآن أرشح من قبل مؤسسات إنسانية ومدنية عربية وأوروبية لنيل جائزة نوبل، إلى الآن يحلق مقترح ترشيحي بين المؤسسات الداعمة؛ ليصل أخيرا إلى الجهة المانحة في السويد والتي لها اعتباراتها الثابتة لمنح جائزة نوبل للسلام.