القاهرة 13 ابريل 2017 الساعة 01:43 م
رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا والحزن الذي يسكن داخلنا والغضب الذي داهمنا لسقوط عدد كبير من الضحايا. شهداء ومصابين. فإنني أقولها بصوت عال وقناعة كبيرة ان الارهابيين فشلوا بتفجيراتهم في طنطا والإسكندرية.
نعم فشلوا لأنهم لم ينجحوا في ترويع المصريين. خاصة المسيحيين منهم. وزرع الخوف في نفوسهم.. بل علي العكس تماما فقد ارتفعت أصوات اخواننا المسيحيين يعلنون أنهم لن يتوقفوا عن ارتياد الكنائس وأداء الصلاة فيها غير عابئين بهذه الوحوش الآدمية التي تستهدفهم وتسعي للانتقام منهم لأنهم شاركو في 30 يونيو للتخلص من حكم الاخوان الفاشي المستبد.وفشل الإرهابيون فيما خططوا له والهادف لاثارة فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر بما قاموا به في طنطا والإسكندرية بل علي العكس تماما أيضا فقد تجلي التماسك المجتمعي في كثير من مشاهد التضامن بين المصريين. مسيحيين ومسلمين. وخاصة البسطاء منهم الذين يمارسون معا تجربة طيبة في العيش المشترك. رغم ما يشوبها من سلبيات ومآخذ تعكر صفو علاقتهم معا بسبب تطرف ديني نعاني منه منذ سنوات طويلة.
وفشل الارهابيون أيضا في تحقيق ما أرادوه واستهدفوه بتأليب العالم ضد الحكم المصري الحالي بدعوي أنه لا يوفر الحماية للمسيحيين داخل البلاد.. بل علي العكس أيضا لقد توالي تضامن تأييد ودعم ومساندة العديد من دول العالم لمصر شعبا وقيادة بعد هذا العدوان الإرهابي الوحشي الذي تعرضت له كنيستا طنطا وإسكندرية. ابتداء من الرئيسين الأمريكي والروسي ومرورا بالرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية. حتي الحكومة البريطانية التي لم تتخذ اجراء أو قرارا ضد العديد من الجماعات والتنظيمات المتطرفة المتورطة في العنف و يتخذ أعضاء لها من الأراضي الانجليزية ملاذا آمنا لها ومكانا لممارسة أنشطتها.. بل إن الرئيس الأمريكي ترامب بادر - سواء خلال تغريداته الالكترونية أو خلال اتصاله التليفوني مع الرئيس السيسي - باعلان أنه متأكد أن الرئيس المصري قادر علي مواجهة ما حدث بشكل مناسب.
ولم يقتصر فشل الإرهابيين بما قاموا به من أعمال إرهابية في طنطا والإسكندرية علي ذلك فقط. بل انهم حثوا الدولة المصرية علي أن تمضي قدما بقوة أكبر وبحزم أكثر لملاحقتهم ومطاردتهم هم والذين يوفرون لهم الدعم المالي واللوجستي والملاذ الآمن. بل والذين يصنعون منهم بفتاوي التطرف الديني وحوشا آدمية تنطلق في أرضنا تقتل وتخرب وتدمر وتحرق.. فها هو الرئيس السيسي يعلن فرض حالة الطواريء لمدة ثلاثة أشهر بعد أن ظل لقرابة ثلاث سنوات يتفادي فرضتها في عموم البلاد ويكتفي بها في سيناء فقط. وهو ما سوف يمكن الشرطة وقوات انفاذ القانون من قدرات في ملاحقة كل من يتورط في العنف. ممارسة وتحريضا. وها هو الرئيس السيسي أيضا يعلن تشكيل مجلس أعلي لمواجهة الإرهاب والتطرف. وهو ما يعني الانتقال من مرحلة مطالبة المؤسسات الدينية بتصحيح وتطوير الخطاب الديني والتصدي للتطرف الديني الي مرحلة جديدة تتولي الدولة بمؤسساتها من خلال هذا المجلس الأعلي المقترح لمواجهة الارهاب والتطرف للقيام بهذه المهمة..
وهكذا.. يفشل الارهابيون بما قاموا به في طنطا والإسكندرية في تحقيق ما استهدفوه و كانوا يبغونه. وإنما منحوا الدولة أسبابا اضافية لأن تكون أكثر حزما وقوة ليس في مطاردتهم وملاحقتهم فقط. وإنما لتطهير الأرض المصرية من ذلك التطرف الديني الذي يمكنهم من تجديد شباب منظماتهم وجماعاتهم وبالتالي زيادة قدراتها البشرية والمالية أيضا.
وكل ذلك حدث نتيجة و عي مصري جمعي لم يمكن هؤلاء الارهابيين من تحقيق أهدافهم بسبب وطنية الأخوة الأقباط التي تجلت بوضوح رغم الألم والحزن والغضب الذي يشعرون به.. وطنية الأقباط في مصر تحمي هذا الوطن من السقوط والمصير البائس الذي تعرضت له أوطان أخري.