القاهرة 13 ابريل 2017 الساعة 01:34 م
عادة لا تسمع لعمرو وردة، نجم المنتخب الوطنى، صوتاً فى الملعب أو خارجه، ولكنه سجل هدفاً رائعاً، قرر التبرع لشهداء تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية، أحسنت «عمرو»، سبقت وكنت سباقاً وليتهم يتبعونك، يكسبون كثيراً من الاحترام.
عمرو يقظ لما فات القبيلة الكروية جميعاً من واجب وطنى، التبرع الرمزى رمزيته فارقة بين من يحس بوطنه وينفطر قلبه حزناً وألماً، وبين من يلهو ويلعب بأعصابنا بكرة مجنونة، من يمتثل للواجب وهو بعيد عنا، فيدخل القلوب من أوسع أبوابها، ومن يستجلب لعنات الجماهير فى المدرجات الخاوية إلا من عبثياته على العشب الأخضر.
حتى الحداد العام لثلاثة أيام خرقوه، ولعبوا، واكتفوا بخرقة سوداء على الأكمام ودقيقة حدادا، كان حريًّا بهم توقيف عبثيات الدورى العام لثلاثة أيام حداداً، أقله يحترمون الدم المراق فى بيوت الله.
وردة كشف دفاعاتهم الخائبة، وسجل هدفاً وهم ينظرون وينتظرون أوامر الجبلاية، تمخض الجبل، تبرع المتبرع بأمره عن القبيلة الكروية بمليونى جنيه ذرا للرماد فى العيون وتكفيرا عن خطيئة اللعب فى أيام الحداد.
مبادرة وردة خليقة بالامتثال، ليس طلباً للتبرعات، الوطن يكفيهم، ولكن طلباً للتضامن الإنسانى مع شهداء أبرياء قضوا نحبهم فى عمليات إرهابية غادرة.
«وردة» افتتح مباراة الوطن بوردة، أين بقية نجوم مصر فى الدوريات الأوروبية، أين تبرعاتهم لأسر الشهداء؟!، تويتاتكم الحزينة، وتغريدات المواساة لا تكفى، نجوم اللعبة الشعبية الأولى مطلوب منهم فعل شعبى لافت، لا إلكترونى باهت، والفرصة سانحة والوقت لم يفت، والباقيات الصالحات.
عجيب وغريب، أندية وطنية مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى.. وعِدّ إلى آخر الدورى، هل كثير عليها أن تتضامن فعلياً وليس بالبيانات مع شهداء الأحد الدامى، لماذا لا تقام مباراة خيرية فى ذكرى الأربعين يشارك فيها نجوم مصر فى الداخل والخارج يخصص دخلها لصالح أسر الشهداء؟!
لا تسأل عن ساكن الجبلاية، من لا يمتثل للحداد ويلقى إلينا بالفتات، مليونى جنيه، لا يرجى منه خيرا، وعليه أدعو الصديقين محمود طاهر ومرتضى منصور لإقامة مباراة استعراضية يكرم خلالها أسماء الشهداء، قمة بين الكبيرين تحضرها الجماهير المصرية فى مظاهرة وطنية ضد الإرهاب.
مباراة تبث عالميا ويدعى إليها نجوم مصر والعالم لتعلن على العالم أن مصر حية لا تموت، أن فى مصر جبهة شعبية حقيقية تواجه الإرهاب، قمة ترفع الشعار عالياً، مصر وطن يعيش فينا، مصر لا تقبل القسمة، مصر فى رباط إلى يوم الدين، قمة يكرم فيها الشهداء جميعاً.
وأرجو ألا يتأخرا كثيراً، فللشهداء حقوق علينا، وأول هذه الحقوق أن يحسوا بين أهليهم أنهم معززون مكرمون، ولمسة مثل هذه تطبطب على ظهورهم، قمة الشهداء، تُرفع فيها صورة شهداء الكنيسة، وعم نسيم والرائد الركايبى ونجوى وأسماء وأمنية من شهيدات الشرطة، قمة شعبية ترفع أعلام مصر، ويحضرها كابتن عمرو وردة والمحترفون جميعاً.