القاهرة 13 ابريل 2017 الساعة 12:47 م
كوميديا سوداء عشتها مع المتابعين وأنا أرى قصف قاعدة الشعيرات السورية بواسطة الطيران الأمريكى بحجة قيام النظام السورى باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه !! ، وبعيدا عن صحة الاتهام من عدمه تكون للكوميديا السوداء مكانا يطول جبال الألب !!
فى البداية فقدت واشنطن مصداقيتها مع حليفتها بريطانيا عندنا جميعا عبر التاريخ وعلى سبيل المثال اصرارهما على أن صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية بل ونوويىة يستحق من أجلها تدمير العراق، وعندما اثبتت الأيام كذب مزاعمهم بعد القضاء على الأخضر واليابس فى العراق لم يخجلا وهم يقولون : يبدو أننا اخطأنا بضرب العراق وإعدام صدام حسين لإنه لم يكن يمتلك أسلحة كيماوية أو نووية .... والأمر كذلك مع ليبيا.. وهكذا.....والمطلوب أن نصدقهم الآن ونصدق استخدام سوريا لأسلحة كيماوية من المفترض أنه تم تدميرها منذ سنوات بضمانات روسية
• الأمر الثانى كنا يمكن أن نصدق المزاعم الأمريكية والأحداث تكذبها .. مثلا لو كان بشار الأسد قد استخدمها منذ سنوات وقبل دخول روسيا لأرض المعركة ، وقتها كان مهزوما ومحبطا وهو يرى وقوع واحتلال أجزاء من سوريا أمامه فى يد داعش والنصرة وغيرها من جماعات إرهابية مدعومة بمخابرات غربية ..الخ ... يعنى لو اتهمناه يومها باستخدام الأسلحة الكيميائية كنا صدقنا حتى ولو لم يفعل ، أما الآن وقد بات النصر حليفه بعد تحرير العديد من الأراضى السورية وارتفاع لواء قوته للدرجة التى أجبرت معارضيه وغيرهم على الجلوس لمائدة المفاوضات أمامه بعد أن كانوا يرفضون من قبل ، فأى غباء يمكن أن يكون لنظام بشار الأسد وهو منتصر على الأرض باستخدام أسلحة بيولوجية أو كيميائية تقلب عليه الرأى العالمى وتضعه فى خانة لايريدها أبدا لأنه منتصر وليس محبطا أو مهزوما !!
• الأمر الثالث المهم أيضا كيف يلجأ بشار الأسد لا ستخدام أسلحة كيميائية تثير غضب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بعد أن أعلن مع أركان حكمه الجديد أنهم لا يرون إلا الحل السياسى للازمة السورية بعيدا عن الحل العسكرى ولا يمانعون فى استمرار الأسد فى المستقبل وأن همهم الأكبر هو القضاء على داعش والجماعات الإرهابية ( طبعا إذا سلمنا أن داعش وأخواتها ليست صناعة أمريكية من الألف إلى الياء ) .....المهم أقول كيف يلجأ الأسد لاستفزاز الوافد الجديد للبيت الأبيض وقد أعلن انتهاء فترة العداء الشامل الذى كان يرفعه أوباما ضده ؟
• الأمر الرابع لماذا لم تنتظر واشنطن إجراء تحقيقات حتى ولو أولية لإثبات وجهة نظرها ؟
• الأمر الخامس المثير للكوميديا السوداء كيف يقف بعض العرب فى نفس الخندق مع إسرائيل وعواصم تابعة للكاوبوى الأمريكى فى ضرب سوريا بصواريخ أمريكية ؟!
• الأمر السادس لماذا استبعد ترامب وفريقه ألاعيب الجماعات الإرهابية التى مارسوها ضدنا فى مصر حين اطلقت بعض عناصر الجماعة الإرهابية النار على بعض المنضمين لمظاهراتها من غير المنتمين إليها لخلق بحار من الدم يمكن استغلالها ضد النظام واسألوا بعض الضحايا فى أحداث ثورة 30 يونيو فى مصر
والسؤال المنطقى هنا ألا يوجد سيناريو آخر يمكن التحقق من صحته أن داعش لديها أسلحة كيميائة تم تهريبها من العراق أو عبر تركيا وعندما تم ضرب مخازن الأسلحة بواسطة الطيران السورى كانت مخازن الأسلحة الكيميائية محط الهجوم دون أن تعرف القوات السورية طبعا .
• والسؤال الذى يحتاج إلى إجابة أيضا عن التصوير الرائع والاستعداد المذهل الذى شاهدناه جميعا فى الفيديوهات المصورة وكأننا نصور فيلما سينمائيا ، يعيد المخرج لقطاته حتى يستقر على اللقطة والمشهد الذى يشبع خياله ، وتستمر الأسئلة مثل كيف يتسنى للمخرج غير الواقعى وهو يقدم لنا فيديوهات لأطفال ونحن نراهم كأنهم خارجون من الحمام بعد الاستحمام مباشرة ولا يوجد أثرا لتراب عليهم أو أى شىء يدل على واقعية موتهم فى أماكنهم ... نفس السيناريوهات التى تعودناها منهم ومن "جزيرتهم " وباقى قنواتهم المشبوهة باستخدام الفوتو شوب وصورهم وفيديوهاتهم "الفضيحة " حين كانوا يذيعون وينشرون صورا وفيديوهات لمظاهرات لم تتم فى بلادنا ...الخ ، من أكاذيب مللناها !!
• أخيرا هل الضربة الأمريكية لا تزيد عن مجرد مشهد هيليودى لفيلم من إنتاج ترامب حتى يثبت للداخل والخارج أنه رجل قوى من جهة ولبعض الحسابات الأخرى مع روسيا وبعض العواصم الأخرى ؟!
سجون فى خدمة الوطن!!
• اعرف أن كلامى سيكون غير مقبولا من البعض أو سيراه البعض نوعا من الشطط لكن لابد من طرحه..... فى البداية يكون السؤال على الجملة الشهيرة : السجن تهذيب واصلاح .. هل الأمر كذلك أم تحول السجن إلى أكاديمية لتخريج المجرمين والإرهابيين والمتطرفين ؟!....وبعيدا عن البيانات الرسمية سواء كانت تعكس جهودا حقيقية أو أفعالا ل "للشو الإعلامى" فقط أقول هل يمكن أن يتحول السجن بالفعل إلى أكاديمية تخرج لنا مواطنين صالحين بحق وحقيقى ؟!
البداية تكون فى جرس انذار لشباب وراء القضبان يمكن أن يشكلوا طعما سائغا لللإرهاب والتطرف ... تخيلوا معى شباب غاضب أو مظلوم أو فى" كى جى ون" تطرف ومحكوم عليهم بالبقاء مع أئمة التطرف والإرهاب والعنف فى زنزانة واحدة ينهلون منهم طوال فترة السجن .. والسؤال كيف سيكون حالهم بعد خروجهم أو حتى داخل السجن؟ .....سيكونون بالطبع معين لا ينضب من الإرهابيين الجدد، والتكفيريين الغلاظ ، وأباطرة لا يشق لهم غبار فى العنف ....والأمر لا يقتصر فقط على هؤلاء بل يمتد الأمر إلى المسجونيين الجنائيين وغيرهم الذين يستطيعون تخريج آلاف من رحمهم !!
واعتقد أن الحل يكمن فى تحويل السجن إلى قاعات للدرس والتعليم والفن والإبداع من جهة ومصانع وورش ومزارع ... الخ من مشاريع انتاجية ......اعرف أن هناك بالفعل بعض المشروعات الانتاجية وأعرف أيضا أن هناك ندوات تعقد لكن اعتقد لو طبقنا خطة مستمرة لكانت النتائج رائعة .
مثلا لو اعطينا حافزا بتقليل فترة العقوبة لمن يحصل على درجة الليسانس أو البكالريوس وحتى الماجستير والدكتوراه ستكون النتائج رائعة خاصة لو زاد الحافز لمن يبدأ سلم التعليم من الصفر ....ماذا لو أعطينا بعض الحوافز لمن يجيد تعلم حرفة وصنعه إلى جانب التعليم الذى لا بد أن يكون إجباريا للجميع ، يبدأ من محو الأمية إلى آخر السلم التعليمى ... طبعا سيتندر البعض على الفكرة بقوله إذا كان التعليم الحكومى خارج السجن قد وصل لدرجة سيئة فهل تطالب بما لا تستطيعه الحكومة خارج السجن ؟ ....والإجابة ببساطة أن العائد هنا سيكون مجزيا من إنارة العقول من جهة إلى إعادة من سلم نفسه للإجرام من قبل إلى عالم الأسوياء ، سواء كانوا داخل السجن أو بعد خروجهم... وأزيد وأقول هل حماية المجتمع من مجرمين عتاه أو محترفين لا يستحق منا هذه المغامرة .
الأمر الثانى اعتقد أن عملية التعليم فى حد ذاتها مع جرعات مستمرة من الفنون والثقافة والوعى ستكون سدا منيعا أمام استقطابهم لتيارات العنف والإرهاب .....بالإضافة طبعا إلى إقامة مناظرات مستمرة يقوم بها رجال دين مستنيرين يردون فيها بالحجة والمنطق على دعاة التطرف والإرهاب لإنارة الطريق أمام الجميع ونكون ب " الزن " المستمر والألحاح الدائم وبالصدق والعلم الغزير قد جففنا منابع الإرهاب داخل السجون ، فنمنع بذلك أى منضمين جدد وفى نفس الوقت تكون بحق وحقيقى مراجعات فكرية لائمة التطرف والإرهاب قد تنجح 100% أو على الأقل تحولهم من خانة العنف المادى إلى اللاسلم واللاحرب ، والزمن وكبر السن كفيل بالباقى !!......واعتقد أن الاستمرار فى هذا النهج الذى يتحول إلى ندوات مستمرة يوميا ودائما مع دروس العلم والتعليم والفنون والإبداع كفيلة فى النهاية بتحقيق نتائج رائعة
نعم المهة صعبة لكنها ليست مستحيلة ...نعم المهمة صعبة لكن حماية الوطن تستحق دخول المستحيل !!
والأمر لا يتوقف عند التعليم والمراجعات الفكرية لكن اعتقد أن تحويل السجن إلى قلاع انتاجية حقيقية قد يحول السجون إلى مصادر للدخل تساعد فى تنمية موارد مصلحة السجون للانفاق على السجناء حتى لاتعتمد على الدولة من جهة وللانفاق على العمليات التعليمية والتثقيفية التى اقترحتها من جهة ومن جهة ثالثة تدر دخلا للمسجونين تساعدهم بل وقد تساعد أسر بعضهم خارج السجن !!
الأمر الثالث: المهم أن العمل المستمر وقاعات الدرس والتعليم .. الخ لن تترك وقتا لمحترفى الإجرام أو أئمة العنف والتطرف والإرهاب لاصطياد زبائنهم ...
نعم أعرف أن هناك ورشا للموبيليا ومعارض للانتاج وجهودا رائعة لتسويقها لكن زيادة حجم الانتاج وفتح مجال التسويق أمام كل المصالح الحكومية مثلا قد تكون حافزا جيدا للتطوير المنشود ....واعرف أن هنا بعض المزارع التابعة لبعض السجون لكن ماذا لو تمت زيادة الرقعة الزراعية وعمليات الاستصلاح حتى نصل لمرحلة تسليم 5 أفدنة مثلا لكل مسجون بعد خروجه من السجن ويتم تحصيل ثمنها من الانتاج وبذلك نكون قد ضمنا له مصدرا للرزق من جهة ومن جهة ثانية سيحافظ عليه لأنه "شقى وتعب" فى استصلاحه واستزراعه ....ويمكن تكرار الأمر لكل من تعلم حرفة أو صنعه يمكن تمويل إنشاء ورشة له بعد خروجه من السجن من صندوق المشروعات الصغيرة ويمكن مساهمة جمعيات المجتمع المدنى فى ذلك ...
طبعا قد يتنطع البعض ويقول هذا استغلال لمسجون وهذا يتنافى مع حقوق المسجون وهكذا .. والإجابة ببساطة اتركونا وشأننا... والأهم من ذلك أقول للحكومة تخيلوا عندكم كم ألف مسجون يمكن تحويلهم جميعا لطاقات انتاجية من جهة وتحمى المجتمع من شرور بعضهم إذا خرجوا لنا مواطنين صالحين ...
نعم المهة صعبة لكنها ليست مستحيلة ...نعم المهمة صعبة لكن حماية الوطن تستحق دخول المستحيل!!
yousrielsaid@yahoo.com