القاهرة 23 فبراير 2017 الساعة 12:26 م
ثوابت السياسة الأمريكية الخارجية هو الدعم الكامل للحلفاء.. وفي نفس الوقت خلق كيانات معادية لهم ودعم هذه الكيانات بالمال والسلاح والترويج الإعلامي ومنحهم حق اللجوء السياسي علي الأراضي الأمريكية.
هذا واقع عشنا تفاصيل كثيرة منه خلال العقود الماضية.. والتي بدأت جلية في خلق ودعم تنظيم القاعدة في أفغانستان لمحاربة الوجود السوفيتي.
الآن تتردد التصريحات الخارجة من البيت الأبيض حول محاربة الإرهاب في جميع بقاع الأرض.. وربط الإرهاب بالإسلام في كثير من الأحيان.. كما تتردد التصريحات بشأن جماعة الإخوان والنية الأمريكية في اعتبارها جماعة إرهابية.
في نفس التوقيت يرحل عن الدنيا عمر عبدالرحمن في أحد السجون الأمريكية بعد محاكمته بتهم التحريض علي تنفيذ الاعتداءات علي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام ..1993 هذا الرجل ذهب في منتصف الثمانينيات إلي أفغانستان وكان أحد مؤسسي تنظيم القاعدة.. ثم سافر إلي أمريكا للسيطرة علي الشبكة المالية لتنظيم القاعدة هناك.
استطاع دخول أمريكا بعد حصوله علي تأشيرة سياحية من خلال القنصلية الأمريكية بالسودان.. رغم أنه كان اسمه علي القائمة السوداء.. ورغم إلغاء الخارجية الأمريكية تأشيرته. إلا أنه استطاع الحصول علي البطاقة الخضراء من مكتب الهجرة بنيوجيرسي.
السؤال المشروع هو: كيف استطاع رجل كان متهماً في عملية اغتيال الرئيس السادات حليف أمريكا والذي كان يردد أن 99% من أوراق أي حل للقضية العربية في يد الولايات المتحدة دخول أمريكا إلا إذا كانت هناك مساعدة من أجهزة أمنية أمريكية للسماح له بالدخول.. رغم أن له فتاوي أحل فيها قتل اليهود وسرقة البنوك؟!
أمريكا من دعمت الإرهاب والآن تريد محاربته.. فهل تترك أمريكا حلفاءها دون عدو تخلقه لهم من أجل إحكام السيطرة عليه؟!.. فهل هناك جدية أمريكية في محاربة الإرهاب الذي صنعته بداية من تنظيم القاعدة لمحاربة السوفيت في أفغانستان.. مروراً بخلق داعش وروافدها في منطقة الشرق الأوسط من أجل نشر الفوضي الخلاقة لتنفيذ استراتيجيتها في إعادة ترسيم خرائط المنطقة؟!
لكن الواقع أن السحر انقلب علي الساحر.. فنيران داعش وإخوانها الخارجية من عباءة الإخوان طالت أوروبا وحتي حليفتهم تركيا.. وربما تطول أمريكا.. فهل ستتخلي أمريكا عن أحد ثوابتها بخلق عدو لحليفها؟!