القاهرة 23 فبراير 2017 الساعة 10:36 ص
كنت أظن.. أن هذا التحالف. والتآلف. والتنسيق..:
* بين جماعة الإخوان المسلمين.. من جانب.
* وبين جميع عناصر وفئات. وقوي الجريمة والشر من جانب آخر.
سوف يشهد. وبصورة سريعة ومباشرة.. تفككاً. ومواجهات وصراعات.
بمجرد أن تستعيد أجهزة الاتحاد "عافيتها".. وتسترد سلطاتها. ومسئولياتها.. وتضع كل طرف من الأطراف العاملة في مكانه الصحيح. وتحاسبه. وتتابع نشاطه. بما يتفق والقواعد والإجراءات التي يفرضها نظام العمل.
إلا أن الملاحظ.. وهو أمر في غاية الخطورة..
إن "سنوات الفوضي" التي سيطرت خلالها "الجماعة" علي العمل والنشاطات. داخل الاتحاد.
والتي استطاعت "الجماعة".. جراء هذه السيطرة.. أن تقيم "حزمة" من التربيطات.. والمؤامرات.. وتقسيم المهام.. والانحرافات والتجاوزات.. مع كل المنضوين تحت لواء الاتحاد.
تحالفت "الجماعة".. مع "العصابات" الداخلية. التي تقوم بالسرقات والتعديات.
وتحالفت مع الأحزاب والجماعات. العادية والمنحرفة.
كما نسقت جهودها. وتصرفاتها. وممارساتها.. مع كل ما من شأنه فك وحدة وتماسك كل الأجهزة المديرة لشئون الاتحاد. وسلامة جهوده.
هذا التحالف. والتنسيق. والعمل المنظم والمشترك لإسقاط الاتحاد. وإضعاف جهوده وأعماله.. ظل كما هو.. بل وربما أكثر مما كان.
صحيح أن الكثير من الانحرافات والتجاوزات.. بل والجرائم.. قد تم الكشف عنه.. في ضوء ما توفر من معلومات.. ومن ممارسات. بعد أن استعادت الأجهزة. جانباً كبيراً من مسئولياتها.. وبعد أن وضعت أيديها علي العديد من الأوضاع المنحرفة.
إلا أن حجم مازال يمارس. ومازال يجري من انتهاكات.. يؤكد علي ضرورة.. أن التنبه واليقظة. للعديد مما هو قائم ومستمر. والذي مازال ينخر في كيان الجهاز القائم.. من أجل القضاء الكامل والحاسم لكل انحراف أو تجاوز.
إن ما تطالعنا به الأنباء كل يوم..
عن المعتذرين لقبول مناصب وزارية. باعتبار أن البعد عن المناصب الرسمية هذه الأيام.. غنيمة..
وعمن يحجمون عن القبول للمشاركة الرسمية. بحجة. فساد الروتين.. ونقص الصلاحيات. أو ما أطلقوا عليه.. تجنب "وجع الدماغ".. أو أن الأمور لا تسير بصورة مثالية.
في نفس الوقت.. تكشف لنا الأخبار والمعلومات التي تحملها أجهزة الإعلام كل يوم ولحظة عن "ملايين الجنيهات".. التي يحصل عليها كبار الموظفين والمسئولين في الدولة.. كرشاوي. وسرقات. وتجاوزات وانحرافات.. فضلاً عن الامتناع من جانب عدد من الشركات الكبري العاملة عن سداد المستحقات الواجب الوفاء بها لمؤسسات الدولة. مثل ما هو الحال مع الشركة المنتجة لسجائر "المارلبورو" و"الفيليب موريس".. وعدم التزامها بتسديد مستحقات الشركة الشرقية للدخان.. وقد بلغت مديونيات الشركة الأمريكية أكثر من 86 مليون دولار.
وفي هذا الإطار.. حذر "إريك تراجر" الباحث المتخصص في الشئون المصرية.. من صعوبة تنفيذ أي قرار أمريكي. من إدراج جماعة الإخوان في قائمة الجماعات الإرهابية.. وذلك في الوقت الذي وصف فيه الكاتب "تراجر" جماعة الإخوان بأنها.. جماعة تقوم علي نشر "أيديولوجيا" العنف والإقصاء.. ومواقعها الإلكترونية. علي مواقع التواصل. مليئة بنظريات. التآمر المعادية.. وأن جماعة الإخوان. حركة تشمل العشرات من المنظمات المنبثقة عنها.. وأن هذه الجماعة تتبعها تنظيمات وجماعات منتشرة في أكثر من 80 دولة.
هذه التجاوزات الإجرامية.. من سرقة ورشوة. واختلاس.. يصاحبها سلوك فاسد ومنظم.. يتقدم من خلاله البلطجية. وعصابات الفوضي.. بتعليمات.. تحذر المواطنين من السير علي الرصيف. باعتبار "الأرصفة" ممتلكات خاصة بهم. ولا يسمح لغيرهم باستخدامها.. أو السير وقضاء مصالحهم ومهامهم من خلالها.
وإعلان هؤلاء البلطجية. أن شارع المعز. من المناطق المحرمة علي غيرهم.. وأن الحق الواجب لهم.. هو استمرار منطقة شبرا الخيمة. والكافيهات المنتشرة في شارع الألفي. تحت سيطرتهم. ولا يحق لغيرهم الاقتراب!!!
في نفس الوقت.. يخرج علينا. أعضاء من مجلس النواب.. يتحدثون عن الطهارة.. وعن الأصول.. وهم مزورون. وغشاشون. ويقدمون العرائض والبيانات التي تحمل توقيعات لأشخاص. لم يسبق لهم اللقاء بهم ومعرفتهم.. ويقدمون لنا البيانات التي تدعي أن هذه الأسماء. قد وقعوا ــ كذباً ــ علي هذا البيان. أو هذا المستند.. والمصيبة.. أن الفوضي. والأكاذيب والادعاءات والبجاحة.. قد لا تتيح الفرصة لاستكمال المطلوب من أعداد نواب المجلس النيابي لاتخاذ القرار المطلوب. والمفروض. بحرمانهم من عضوية المجلس النيابي.
هذه النماذج المخيفة. والمريبة.. تهدد. إذا ما استمرت وتواصلت.. أن تحول دون التخلص من حالة الفساد. التي تنتشر ولا تتوقف.
فحالة البلاد.. والحرب التي تشنها ضدنا. القوي الأجنبية. وأعداد من العصابات والقوي الداخلية والإقليمية.. تمارس وبعنف وبكل الإصرار. كل أنواع العنف. والخسة. من أجل أن تظل مصر.. في حالة من التفكك.. وفي حالة من التعبئة.. وفي كل الاتجاهات من أجل أن تبتعد عن المسار الصحيح الذي تحاول الدولة المصرية.. وبكل العزم والإصرار علي المضي فيه.. وتطهير الوطن من الفساد والمفسدين. خاصة أن المخطط الجهنمي. الذي يسلكونه. يعتمد في الأساس.. علي توسيع رقعة المواجهة.. وعلي فتح كل الجبهات. المعروفة والمرصودة. وأخري غير معروفة أو مرصودة.
بعض هذه الجبهات الخسيسة. يتسلل إلي داخل المجتمع.. ويتعمق إلي داخل الأجهزة والمؤسسات.. سواء كانت رسمية. أو غير رسمية.. وينخر في كياناتها.. ويشكك في أهدافها.. ويزور في إنجازاتها.. وبالتالي يضع الدولة والمجتمع والأجهزة في موقع الدفاع. ومحاولة درء الخطأ.. ويمنع ويحول دون التقدم والبناء.
وهو ما يفرض علي المجتمع. بجميع طوائفه وجماعاته.. أن يتنبه إلي هذا الخطر العام والمتعدد. المسالك والتحركات.
ويفرض علي الدولة في نفس الوقت.. من القراءة الصحيحة والعميقة أن تدفع بأدواتها.. الرادعة.. والفاعلة.. لمواجهات شاملة. وعامة.. مواجهات تكشف المخططات والنوايا.. وتكشف المحرضين والمخططين. والمنفذين والممولين.. وأن يصاحب هذا الكشف.. وهذه الحقائق التي تسفر عن عمليات وجهود العمل العام.. الشعبي والحكومي.. يصاحبها.. عقاب. وإجراءات من شأنها أن تقضي علي المخططين والمنفذين. والمحرضين.. بل وتقضي كذلك.. علي المتقاعسين والمترددين.
والغريب.. أن هذه المؤامرات. والمخططات. والجرائم.. لا تقف عند حد.. بل والأغرب أنها تعمل وبشكل فاجر. وقبيح. علي استغلال الدين.. واستغلال المبادئ والقيم السامية والنبيلة. من أجل إضفاء. حالة من القبول.. ومن الشرعية. علي كل ما يقترفونه من جرائم. ومن مؤامرات.
بل ويطلقون علي برامجهم الآثمة.. مسميات. وأوصاف. مضللة وكاذبة.. وينشرون كل يوم ولحظة.. ادعاءات. حول انتماءات لا تنطبق عليهم من قريب أو بعيد.
فهم يطلقون علي عصاباتهم.. وعلي أجهزتهم.. علي سبيل المثال:
* "جماعة أنصار الشريعة"!!
.. والسؤال: أي شريعة تلك التي يتحدثون عنها.. ويحاولون التمسح بها؟!!
ــ أهي شريعة اللَّه سبحانه وتعالي؟!!
ــ أهذا الذي يمارسونه.. ضد الناس والبشر.. هو شرع اللَّه؟!!
ــ أم هو شريعة الغاب.. وطريق الكفرة والملحدين؟!!
ــ هل إثارة القتل والفوضي.. وتجويع الناس.. وحرمانهم من المأكل. والمشرب. والأمن.. له علاقة بشرع الله. وشريعته؟!!
ــ وهل توظيف.. المجرمين والقتلة. واللصوص. له صلة بما دعانا اللَّه سبحانه. ورسله. لاتباعه والتمسك به؟!!
ــ وهل تخريب الأوطان. وتجريف مقدراتها. التي وهبها سبحانه لعباده الصالحين؟!!
ــ هل لهذا علاقة. بالجرائم التي يمارسونها.. ويدفعون الناس نحوها.. أم هو الكُفر بعينه؟!!
إن ما يدفعون الأوطان والبشر نحوه..
منافي تماماً.. لشرع اللَّه وشريعته..
ومَن يحاول أن يتشكك فيما نقوله..
عليه أن يتوقف قليلاً أمام مئات الآلاف من البشر التي يحصدها كل يوم مخططات الإرهاب والقتل والعنف. التي يمارسها. ويقترفها هؤلاء الخونة والمجرمون.