القاهرة 13 ابريل 2011 الساعة 02:23 م
بقلم/ نبيل زكي
بدأ تطبيق نظام التمثيل النسبي في الانتخابات.. في بلجيكا في القرن التاسع عشر ثم في السويد قبل أن ينتشر في أنحاء العالم، وهو يعني أن يحصل كل حزب علي عدد من المقاعد في البرلمان يتناسب مع نسبة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات. وقد وقع الزعيم نلسون مانديلا - أول رئيس لجنوب أفريقيا بعد إسقاط نظام الفصل العنصري - علي دستور جديد ينص علي تطبيق نظام التمثيل النسبي. وتوجد في الولايات المتحدة الأمريكية دعوة تتزعمها النائبة «سينثيا ماكيني» للمطالبة بالأخذ بنظام التمثيل النسبي.. لأن «غالبية العالم الديمقراطي تخلي منذ وقت طويل عن نظام الانتخاب الفردي لصالح التمثيل النسبي». وحتي عام 2000 كانت 33 دولة من أكثر من 36 دولة ديمقراطية تستخدم أشكالا من التمثيل النسبي في انتخاباتها البرلمانية. وفي بريطانيا.. يوجد تأييد متزايد لنظام التمثيل النسبي منذ التسعينيات من القرن الماضي، ويتزعم حركة المطالبة بتطبيق هذا النظام حزب الديمقراطيين الأحرار «ثالث أكبر حزب في بريطانيا»، ويرجع هذا التأييد إلي فشل نظام الانتخاب الفردي في تحقيق أغلبية كبيرة لحزب معين مما يتيح له تشكيل حكومة مستقرة، وكانت تلك في رأي أنصار الانتخاب الفردي من المزايا التي يتفاخر بها مؤيدوه. وفي الثمانينيات، أوضح نمو حصة الحزب الثالث في الانتخابات البريطانية.. عوائق النظام الفردي. ويؤكد الكثيرون أن تجربة النظام الفردي في بريطانيا فشلت في تحقيق انتصار واضح وحاسم لحزب واحد بحيث يحصل علي الأغلبية التي تمكنت من تشكيل حكومة، مما يعزز الاعتقاد بأن نظام «حزب الأغلبية» يمكن أن يؤدي إلي تشكيل حكومة لا تتمتع بتأييد أغلبية الناخبين، رغم أن هذا الحزب يمكن أن يحصل علي أكبر حصة من الأصوات. وتتجلي عيوب النظام الفردي في أن حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا حصل علي 8.16% من مجموع الأصوات، ولكنه لم يحصل حتي علي عشرة في المائة من مقاعد مجلس العموم وقد وعد حزب العمال البريطاني عندما تولي الحكم في عام 1997 بإجراء استفتاء علي نظام التمثيل النسبي - بموجب اتفاق أبرمه مع الديمقراطيين الأحرار - ولكنه لم ينفذ وعده، ولكن حزب المحافظين البريطاني قدم تنازلا مهما، عقب انتخابات العام الماضي، وهو إجراء استفتاء حول النظام الانتخابي في مايو القادم، وكان هذا التنازل جزءا من صفقة الحكومة الائتلافية الحالية التي تضم الديمقراطيين الأحرار إلي جانب المحافظين. والمؤكد أن نظام القائمة النسبية المفتوحة في مصر سيفتح الطريق أمام تمثيل المواطنين المسيحيين، وتمثيل المرأة علي أسس سياسية بعيدا عن نظام «الكوتة» للمرأة.. الذي يجب إلغاؤه. الآن.. لم يعد لدينا «حزب أغلبية» مصطنع يعتمد علي تزوير الانتخابات، ومن حق كل تيار سياسي في هذا البلد أن يجد من يمثله في البرلمان.
|