القاهرة 09 اغسطس 2016 الساعة 04:24 م
إلى أمي
أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!
مطر فوق برج الكنيسة - هيلين يا له من مطر
إلتقيت بهيلين، يوم الثلاثاء
في الساعة الثالثة
ساعة الضجر اللانهائيِّ،
لكنَّ صوت المطر
مع أنثى كهيلين
ترنيمة للسفر
مطر،
يا له من حنين ... حنين السماء
إلى نفسها !
مطر،
يا له من أنين ... أنين الذئاب
على جنسها !
مطر فوق سقف الجفاف،
الجفاف المذهّب في أيقونات الكنائش،
- كم تبعد الأرض عني ؟
وكم يبعد الحبُّ عنك ؟
يقول الغريب لبائعة الخبز، هيلين،
في شارع ضيّق مثل جوربها،
- ليس أكثر من لفظة ... ومطر !
مطر جائع للشجر ...
مطر جائع للحجر ...
ويقول الغريب لبائعة الخبز :
هيلين هيلين ! هل تصعد الآن
رائحة الخبز منك، إلى شرفة
في بلاد بعيدة ...
لتنسخ أقوال ((هوميرَ)) ؟
هل يصعد الماء من كتفيك إلى
شجر يابس في قصيدة ؟
تقول له : يا له من مطر
يا له من مطر !
ويقول الغريب لهيلين : ينقصني
نرجس كي أحدّق في الماء،
مائك، في جسدي. حدّقي أنتِ
هيلين، في ماء أحلامنا ... تجدي
الميتين على ضفّتيك يغنّون لاسمك :
هيلين ... هيلين ! لا تتركينا
وحيدين مثل القمر
- يا له من مطر
يا له من مطر
ويقول الغريب لهيلين : كنت أحارب
في خندقيك، ولم تبرئي من دمي
الآسيوي. ولن تبرئي من دم
مبهم في شرايين وردك. هيلين !
كم كان إغريق ذاك الزمان قساةً،
وكم كان ((أوليس)) وحشيا يحب السفر
باحثا عن خرافته في السفر !
الكلام الذي لم أقله لها
قلته. والكلام الذي قلته
لم أقله لهيلين. لكنَّ هيلين
تعرف ما لا يقول الغريب ...
وتعرف ماذا يقول الغريب لرائحة
تتكسر تحت المطر،
فتقول له :
حرب طروادة لم تكن
لم تكن أبدا
أبدا ...
يا له من مطر
يا له من مطر !
ريتا والبندقية
بين ريتا وعيوني... بندقيَّة
والذي يعرف ريتا , ينحني
ويصلي
لإلهٍ في العيون العسليَّة !
..وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيره
عندما كانت صغيره
وأنا أذكر كيف التصقتْ
بي, وغَطَّتْ ساعدي أحلي ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديرَهْ
آه.. ريتا
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيدُ كثيرة
أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيَّة
اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتَينِ.
وتعاهدنا على أجمل كأس , واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين !
آه.. ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسليّة
قبل هذي البندقيَّة!
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجَر في الصبح بعيداً
في العيون العسلَيّة
والمدينة
كنست كل المغنين, وريتا
بين وعيوني.. بندقيّة