القاهرة 21 يوليو 2016 الساعة 12:10 م
حوار : ناهد المنشاوي تصوير : سليمان العطيفي
*** السيسى انقذ مصر من الفوضى .. ويدعم استقرار المنطقه .. ويواجه الارهاب بشراسه.. ويعمل بقوة لتحقيق التنميه الشامله
*** العالم كله يعترف أن مصر نجحت فى الافلات من كوارث الفوضى والحرب الأهليه التى سقطت فيها دول الربيع العربى
*** الرئيس رجل فى مهمه وطنية
*** 23 يوليو ثوره قام بها الجيش وإنضم اليها الشعب و30 يونيو ثوره قام بها الشعب وإنضم اليها الجيش
*** بالطبع كنت اتوقع 30 يونيو بعد أن نشر الاخوان بذور الفتنه وقسمو المصيرين إلى مسلم ومسيحى
*** أتمنى تحرير سيناء من الارهاب فى اكتوبر القادم وما يفعله رجال الجيش والشرطه هناك تاج فوق رؤسنا
*** نعم 25 يناير وراء الفوضى واقرأوا كتاب الشرق الاوسط ... من ميدان التحرير إلى داعش
*** فخوره بلقب أم الابطال .. وانسبحت من مجال العمل العام حتى اترك الفرصه كامله لقرينة مبارك
*** السيسى منحنى حقوقى التى لم أحصل عليها على مدار 30 عام من حكم مبارك .. ومسح دموعى عندما شارك قتلة السادات فى احتفالات اكتوبر
*** السيسى يقودنا بقوه إلى بر الامان ... ويقدم إنجازات لم يفعلها غيره من عشرات السنين ... ويؤسس لنهضة مصر الجديده
*** الآن .. عدنا إلى دولة الدين لله والوطن للجميع بعد أن أكتوينا بنار التمييز أثناء حكم الأخوان
*** قلت للسادات فى 5 اكتوبر أنت تبذل أقصى جهدك... فأذا فشلت فى الحرب لن يدينك أحد .. فرد : أنا متأكد من النصر
*** سألته فى صباح 6 اكتوبر بعد الانتهاء من إعداد حقيبته :هل أترك الاولاد يذهبون إلى المدرسه ..فأجاب لماذا لا يذهبون ؟!
*** لم يخبرنى بموعد الحرب لكنى أحسست بقربها..وكان على معلوماته العسكريه ك رجل جيش ولا أفضل
*** حرب اكتوبر لم يكن هدفها تحريك التفاوض بعد التوغل فى سيناء وإنما تحرير الارض كاملة من العدوان
*** اتفاقية السلام كانت سلاح ذو حدين .. حصل بها على نوبل وكانت السبب فى اغتياله .. وتوقع ذلك
*** الكلام عن سيطرتى على قرارته غير صحيه بالمرة ..لم يكن أبدا زوجا أو رئيسا ضعيفا .. وكان رحمه الله فلاح داهيه
*** ذهبت إلى المستشفى .. وفى غرفة الانعاش قال لى أحد الجنود : أنا أول من رفع علم مصر على الضفه الشرقيه .. فقبلت يده بحركه لا شعوريه
*** السادات أول من تنبأ بانهيار العراق ... ووصف صدام حسين بالرئيس الطائش.. وتوقع حروب مياه بالمنطقه
*** زيارة شكرى إلى إسرائيل هدفها إحياء مفاوضات السلام بعد أن تعرضت لحاله أشبه ب الموت
مثل زوجها الراحل العظيم.. تتمتع بـ"ذكاء وثقافة وقدرة علي استشراف المستقبل".. تلك المواصفات جعلتها تحتفظ ـ شرفياًـ بلقب "السيدة الأولي".. وإن عملت من جاءت بعدها علي اقصائها.
لا تتكلم كثيراً.. وإن امتلكت من الأفكار والمعلومات والأسرار ما يمكنها من الكلام كثيراً.. وبمنتهي العمق والتجدد والوعي تملك "كاريزما" وثقة بالنفس وذكاء ثقله بالدراسة والاطلاع.. كل ذلك يجعل لحديثها "معني" ولأفكارها "تأثير" وأهمية خاصة جداً.
"الجمهورية بالنسبة لها أكبر بكثير من مجرد وسيلة إعلامية لتجري معها حواراً.. وإنما هي ـ أي الجريدة ـ عبارة مساحة شاسعة من الذكريات الجميلة زوجها كان بمثابة رئيس التحرير الأول بعد الاصدار.. ومعها انطلقت معبرة عن الثورة التي قادت مصر من "الملكية" إلي "الجمهورية".. ومن "الظلم" إلي "العدالة".. ومن "التراجع" إلي "المكانة"
ولذلك.. وافقت السيدة جيهان السادات علي اجراء هذا الحوار "المتفرد" مع "الجمهورية الأسبوعي" حوار ذهبت فيه لمناقشة الماضي والحاضر والمستقبل.. في "الماضي" تكشف عن أسرار وتفاصيل غاية في الأهمية حرب أكتوبر: هل كانت ـ فعلاً ـ تعرف موعد الحرب؟ وكيف كان يقضي "السادات" الأيام الأخيرة قبل إندلاع معركة النصر؟ وماذا قالت له عن "الهزيمة".. وبأي رد أجاب عليها؟
وفي "الحاضر".. يستحوذ الرئيس عبدالفتاح السيسي علي مساحة كبيرة من أفكارها ورؤيتها تري فيه "الاستثناء" و"الانقاذ" لوطن كان علي بعد خطوة واحدة من المصير السوري واليمني والليبي توقفت قليلاً أمام الحقوق "المعنوية" التي أعادها إليها بعد 30 عاماً من التجاهل أيام حكم مبارك.. وكثيراً أمام دوره الوطني ومشروعاته القومية الضخمة التي يقود بها البلاد نحو الاستقرار والازدهار.
وفي "المستقبل".. تمتلك السيدة جيهان السادات قدرة ـ ربما تكون مماثلة لزوجها الراحل الكبير ـ علي استشراف المستقبل تري التحديات كبيرة.. والمخاطر جمة. غير أنها تعود من جديد للرهان علي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. ودور القوات المسلحة في قيادة مصر ـ وطناً وشعباً ـ إلي "بر الأمان" بعد النجاة من المصير الأسود الذي لحق بالمنطقة علي خلفية "الربيع العربي".
في هذا الحوار المثير والممتع والشائق.. تتحدث السيدة جيهان السادات بمنتهي الوضوح والصراحة تذهب بكلماتها إلي مناطق وأحداث لم تخط إليها من قبل إذن نحن أمام حوار "متكامل" بكل معني الكلمة.. الشخصية والأفكار والمعلومات تضعنا أمام مساحة صحفية في منتهي الأهمية والتأثير.. وإلي نص الحوار:
* ماذا تبقي في ذاكرتك من أكتوبر؟
** الحقيقة أن كان هناك تعتيم علي دور السادات في حرب أكتوبر ولكن الحمد لله الرئيس السيسي أنصف السادات وبدأت احتفالات أكتوبر تعود كما كانت أيام السادات لقد أصبح من أكبر أعيادنا القومية انني مازلت اتذكر قبل الحرب فقد ازدادت اجتماعات السادات مع وزير الدفاع وكانت زياراته للجبهة دائمة وغير عادية وبدا عليه الشرور والتفكير الطويل. كل هذا جعلني أتأكد ان الحرب اقتربت وكنا في شهر سبتمبر وترامي إلي سمعي جزء من حديث دار بين أنور ووزير الحربية وقتها قال السادات أريد أن يسجل كل هذا علي فيلم ليكون تاريخيا.
هنا بدأت أحدث نفسي ما هو الشئ الذي يريد أن يسجله لابد أن يكون هجوما عسكريا ويوما كنت أتمشي معه في حديقة المنزل يوم 5 أكتوبر وقلت له أعلم انك تبذل أقصي جهدك من أجل استعادة أرضنا فاذا ذهبت مصر إلي الحرب وفشلت فلن يدينك أحد أن جميع قادة العالم سوف يفهمون حقنا في إعادة الأرض المسلوبة هنا توقف السادات أنا متأكد من النصر.. واذكر في صباح 6 أكتوبر بعد اعداد حقيبته سألته في محاولة لمعرفة موعد إعلان الحرب قائلة هل أترك الأولاد يذهبون إلي المدرسة فقال ولماذا لا يذهبون وبدأت الحرب فعلا.. وأذكر انني كنت في زيارة للمستشفي وذخلت غرفة الانعاش عندما بدأ جندي يستعيد وعيه وهمس لي هل تعرفين انني أول من رفع العلم علي الضفة الشرقية ثم تناول يدي وقبلها وبحركة لا شعورية قبلت يده وقلت يدك هي التي يجب أن تقبل.
النصر والفرحة جعلتني اشتغل ليلاً ونهاراً وأذهب إلي جميع المستشفيات بدون أن أشعر بالتعب.
السيسي وأم الدنيا
* ونحن اجتزنا العام الثاني من حكم السيسي هل مازلت من المؤيدين بشدة للرئيس السيسي.
** السيسي هو من منحني أنا شخصيا حقوقي المعنوية والمادية التي لم أحصل عليها طوال 30 عاما من حكم مبارك بلا سبب معروف وبدأ ظهوري في احتفال 6 أكتوبر ثم حفل تتويجه رئيسا كنت بجانب قرينة الرئيس السيسي.
لقد مسح الرئيس السيسي دموعي عندما تمت دعوة الذين اشتركوا في أغتيال السادات ليظهروا في الاحتفال بـ6 أكتوبر.. هذا اليوم تذكرت كل تفصيلة صغيرة حدثت عندما اغتيل السادات في وسط جنوده يوم احتفاله بذكري النصر.
تأييدك للسيسي بلا حدود؟
نعم فمازلت أؤمن أنه الرئيس الذي نحتاج إليه لكي يقودنا إلي بر الأمان ويقود عجلة التنمية بنجاح منقطع النظير في وطن تحيط به الأخطار من كل جانب ويهدده الإرهاب من شماله وجنوبه وشرقه وغربه وبالرغم اننا فقدنا الكثير من ابنائنا بسبب الارهاب في سيناء ولكن قلت العمليات الآن عما حدث من قبل عند توليه السلطة.
نحن نخسر يوميا جنوداً وضباطاً من القوات المسلحة ومن الشرطة.. ولكن الأمن أفضل مما قبل.
فتذكري أن في عهد الإخوان كانت الفوضي والخطف وسرقات السيارات التي تجاوزت الآلاف وسرقات البيوت.. كل هذا انتهي الآن.. مازال هناك بعض العمليات الإرهابية القليلة ولكن بإذن الله سينتهي كل شيء.. فمصر دائما هي الأمان.
* شهادتك مع السيسي؟
** ما قام به الرئيس السيسي حتي الآن يشهد له أنه جدير بثقتنا.. فما فعله في قناة السويس الجديدة والشبكة القومية للطرق الجديدة التي تبدأ بها التنمية الاقتصادية دائما.. والمصانع التي بدأت تعمل.. وتطوير العشوائيات وانشاء مساكن لمحدودي الدخل.. وتوزيع البيوت علي الفقراء لتحسين أوضاعهم المعيشية في اطار من العدالة الاجتماعية ورغيف الخبز المتوفر للجميع وعدم انقطاع الكهرباء مثل من قبل وانشاء شبكات للتقوية.
تم تحقيق الدستور الذي يحقق المساواة لجميع المواطنين.. وكذلك البرلمان الذي يحقق الديمقراطية.. واشياء عديدة فعلها السيسي بداية العمل في العشوائيات لتنمية الصعيد كل هذا بجانب حربه ضد الإرهاب ولم يفعلها غيره منذ عشرات السنين.
فالرئيس السيسي يؤسس لنهضة مصر الجديدة التي ستعود إلي دورها الريادي والقائد في الوقت نفسه.
انظري لقد عاد وضعنا في أفريقيا منذ أن كان من عهد عبدالناصر.. وعادت للدولة هيبتها بين دول العالم.. وأصبح لمصر أم الدنيا كما قال السيسي وضعها بين الدول العربية أيضا وهكذا تعود لدورنا بالنسبة للفلسطينيين بارسال وزير الخارجية لاسرائيل للعودة للمفاوضات الدستور حقق للناس الحرية والعدالة ولقد حقق السيسي أحلام المصريين عندما اخترناه رئيسا وبايعناه علي أن يؤسس مصر الحديثة وأصبح بعض ما كنا نراه مستحيلا يتحقق أمام أعيننا ولذلك لا يمكن أن تقارن بين حكم السيسي وحكم الإخوان الذي اكتوينا به عاما كاملا فعرفنا معني التمييز بين المواطنين وأدركنا معني أن تكون الدولة دينية ومعني أن يكون الاسلام دينا ودولة.. وعدنا لما قاله زمان ثورة ..1919 الدين لله والوطن للجميع.
* لماذا شهد عهد السيسي عودتك للعمل العام في جمع التبرعات؟
** مساندة مصر فرض عين علي الجميع خاصة عندما يكون فيها رئيس مثل عبدالفتاح السيسي.. وبالفعل قمت بدوري بدعم مصر ايمانا مني بحاجة كل سلطة تعمل للمستقبل ونهضة الوطن إلي كل دعم ومساندة من الشعب لقد قمت بجمع تبرعات لصندوق تحيا مصر وصلت نحو 25 مليون جنيه سيخصص جزء منها لخلق فرص عمل للشباب وخدمة أطفال الشوارع وتطوير العشوائيات.
* هل الرئيس السيسي أقرب لعبدالناصر أم السادات؟
** الرئيس السيسي رجل وطني يتمتع بشعبية عبدالناصر وذكاء السادات اضافة إلي تدينه المستنير.
* حضرت افتتاح قناة السويس مرتين مرة مع الرئيس السادات 1975 والثانية مع الرئيس السيسي عام 2015 فما هو شعورك؟
** الأولي كانت أيام السادات وكان يعتبر افتتاحها رسالة سلام للعالم وان مصر التي خاضت الحرب وحققت العبور العظيم قادرة مرة أخري علي تحقيق السلام أما مع الرئيس السيسي فقد كنت بالفعل سعيدة لأن أفتتاحها هذه المرة رسالة أخري للعالم أن مصر تستطيع وانها بدأت معركة البناء وانتصرت علي الإرهاب.
القناة الثانية معجزة حقيقية أن يتم هذا العمل العملاق في عام واحد وكذلك بأموال المصريين بحيث تم جمع مليارات الجنيهات في أيام معدودة.
* ماذا تتمنين في أكتوبر القادم؟
** مكافأتي هي تحرير سيناء من الإرهاب فما يفعله الجيش والشرطة في سيناء تاج علي رؤوسنا بعد ما فعله مرسي في سيناء وفتحها لكي يستوطنها الإرهاب في كل مكان في العالم حتي من الشيشان مصر تستحق أن تصل لما حققته دول العالم المتقدمة فقد جاء عهد العمل ولابد أن نقف مع الرئيس السيسي ونعمل معه.
ثورة 30 يونيو و25 يناير
* هل ثورة 30 يونيو كنت تتوقعينها؟
** بالطبع.. فالإخوان في سنة واحدة من الحكم نشروا بذور الفتنة وتم تقسيم المصريين من مسلم إلي مسيحي إلي كافر.. والعالم كله يعرف بأن مصر نجحت في الافلات من كوارث الفوضي والحروب الأهلية التي سقطت فيها دول عربية أخري خلال الربيع العربي.. وأن مصر استطاعت أن تنجو من الانزلاق إلي مصير دول أخري في المنطقة مازالت تعاني من الحروب الأهلية والفوضي التي نراها الآن في سوريا.. العراق ـ اليمن.. ليبيا.
* ثورة 25 يناير هل سببت هذه الفوضي؟
نعم فهناك كتاب قرأته أخيرا للمؤلف روبرت وورث المراسل السابق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والكتاب عنوانه "رغبة عارمة في النظام.. فوضي الشرق الأوسط من ميدان التحرير إلي داعش" يتوقف باهتمام أمام اختلاف المسار عقب هذه الثورات بين ما حدث في سوريا وليبيا واليمن وبين مصر التي حافظت علي نفسها من الفوضي والانهيار والكتاب يروي قصة أحداث 2011 في العالم العربي ثم تدهورها إلي حروب أهلية بدلا مما كان متصورا حدوثه من الربيع العربي.
* هل كان هناك بديل عن حكم المجلس العسكري؟
** لا فقد انهارت سوريا وليبيا واليمن وغرقت في الفوضي.. والفوضي تولد الخوف.. والخوف يولد العنف والعنف يولد الانتقام والغضب وهو ما يدفع إلي مزيد من العنف.
فالدول العربية الثلاث سوريا وليبيا واليمن وقعت في حصيدة العنف الذي يمارسه كل فصيل من الفصائل المتصارعة يجعل العنف يظل مشتعلا لعشرات السنين.. ولكن مصر اختارت طريقا مختلفا يتجنب الحرب الأهلية وإن كانت شرارة القتال والإرهاب مازالت علي مقربة منها في سيناء وليبيا.
* ما هو الفارق بين ثورة 30 يونيو وثورة 23 يوليو؟
** ثورة 23 يوليو قام بها الجيش وانضم الشعب لها أو ثورة 30 يونيو قام بها ملايين الشعب واستجاب لها الجيش وثورة 25 يناير ما أسبابها في رأيك؟
وتفسير الدارسون والخبراء في الخارج هو أن شعوب هذه الدول خاض بها الكيل من الظروف المحيطة بها بعد عقود من الفشل الاقتصادي والحكم القاسي والأوضاع العالمية التي لا تتناسب مع عولمة العالم من حولهم فقد خرجوا إلي الشوارع يطالبون بالتغيير.
في رأيي أن المهم هو أنهم لم يكونوا يعرفون ثم ماذا بعد اسقاط النظام.. فهم منقسمون فيما يريدون حدوثه بعد ذلك.. وكانت هناك تجارب تاريخ الثورات الأخري.. عندما يكون اسقاط النظام القديم هو الجانب الأسهل في الأحداث.. ولذلك ركب هذه الثورة الإخوان المسلمون وهم حاقدون علي التخطيط للاستيلاء علي الحكم منذ 80 عاما.
* ما الفرق بين ثورة 25 يناير علي مبارك وثورات الربيع العربي؟
** أن مبارك لم يأمر الجيش باطلاق الرصاص وأن الجيش قرر أنه يستطيع الحفاظ علي كيان القوات المسلحة ولو بدون وجود مبارك.. وأنه لن يطلق رصاصة واحدة حتي ولو أمره مبارك ما جري في 30 يونيو ..2013 ما رأيك كانت ثورة بارادة شعبية للتخلص من حكم جماعة طائفية كان من الواضح أن طريقتها في الحكم سوف تقود مصر إلي نفس مصير الدول الثلاث الأخري.
* لكن في رأيك من أين أتت هذه الفوضي؟
** إن الفوضي التي حدثت في الشرق الأوسط وتجنبتها مصر بفضل ابنها الوطني المشير السيسي كان من الممكن أن يظهر هذا القتل الجماعي والعشوائي والتدمير وسفك الدماء بوجود جماعات ضالة تعتبر أن من لا يتفق مع أفكارها وكذلك في أن تحكم البلاد عدو لابد من قتله والقضاء عليه؟
وكان هناك من بشروا بهذه الفوضي الخلاقة كخطط لسياسات رسمية ينطلق تنفيذها في الشرق الأوسط.
انتصار مصر في حرب أكتوبر
* انتصار السادات في حرب أكتوبر.. مازال بعد مرور أكثر من 4 عقود تدرسه المخابرات الاسرائيلية.
** انتصار مصر في الحرب كان زلزالا مفاجئا علي جميع المستويات وكان مجتمع المخابرات الاسرائيلية تعرضت لصدمة هائلة بالرغم وقتها كان بيجن هو رئيس إسرائيل وهو يتميز بخبرة وحنكة سياسية وشعبية أيضا تفوق نتنياهو بكثير.. فحرب أكتوبر 1973 لا تزال تؤثر علي كل أجهزة المخابرات وصناع القرار في إسرائيل علي جميع المستويات نظرا لفشل مخابرات اسرائيل في تلك الحرب وتمثل مفاجأة استراتيجية.
* هل أبلغك السادات بموعد حرب أكتوبر وكيف رأيت خطته للحرب.
هل كانت معركة للتحرير أو للتفاوض حول الأرض؟
** الذين يعرفون السادات جيدا سيتأكدون أن هذا مستحيل.. وأن يقبض علي معلوماته العسكرية كرجل حرب ولا أفضل.. وبالتأكيد لم يبلغني.. لكنني أحسست في احدي المرات وكنا نسير في الحديقة سويا ان الأمر اقترب.. عندما طلب مني أن أجهز حقيبة الملابس.. والهدف من الحرب لم يكن تفاوضا بعد التوغل في سيناء.. لكن الحرب كانت بهدف تحرير الأرض كاملة.
تقولين انك لم تعرفي الموعد فما رأيك فيما يشاع عن أنك كنت المسيطرة وتتدخلين في قرارات السادات؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة.. والسادات لم يكن أبدا رجلاً أو رئيساً ضعيفاً فقد كان رحمه الله فلاح داهية لا يظهر أبدا ما يعرفه أو ما يريد فعله حتي لو اعتقد الآخرون غير ذلك.
أم الابطال
* هذا النشاط الانساني والاجتماعي المشهود الذي قمت به أثناء الحرب مع الضحايا والمصابين والمشروعات التي أقمتها ما مصيرها.
لا أعرف في الحقيقة فقد استقلت من كل الجهات التي كنت مرتبطة بها بعد حدث الاغتيال فتركت الوفاء والأمل.. وقرية الأطفال "أس أو أس" "s.o.s".
* لماذا تركتها أطلب منك ذلك؟
** شعرت ان دوري انتهي ولست من النوع الذي يحب أن يعيش في أدوار الآخرين دوري كان مرتبطاً بأنور السادات باعتباري زوجة للرئيس وقد جاء الرئيس الجديد وله زوجة ورغبت ان اترك لها المجال لتقوم به.
* وهل دورك مرتبط بكونك قرينة الرئيس؟
** لا طبعا وانما بدأت اشتغل بالعمل العام منذ ان كان السادات رئيسا لمجلس الشعب وبدأت نفس الدور 1967 أثناء الحرب.. ولذلك قمت بزيارات عديدة للمستشفيات عقب 1967 وحرب 1973 وكنت أري الجنود ضحوا من أجل مصر فكان من الواجب رعايتهم لذلك أطلق علي لقب "أم الأبطال".
* كيف تعاملت مع كونك السيدة الأولي ومن الذي أطلق عليك اللقب؟
لم تكن لدي خطة مسبقة.. لكنني شعرت منذ اليوم الأول في رئاسة السادات أن مهمتي الأساسية يجب أن تكون مساعدة الناس وعمل الخير وأن أكون وسيط خير بين المواطن المصري والرئيس السادات وساعدني علي ذلك عملي قبلها في مجال العمل الخيري.
أما لقب سيدة مصر الأولي فلا أعرف من أول من أطلق علي لكنني سعدت به جدا وسعدت أكثر وكنت فخورة بلقبي الآخر أم الأبطال وقت حرب أكتوبر.
وبالمناسبة ليس صحيحا أن أنور السادات هو من أطلق علي اللقب.
* هل كانت مبادرة السلام سلاح ذو حدين؟
** نعم.. ففي الجانب الايجابي كانت وراء حصول الرئيس السادات علي جائزة نوبل للسلام وفي الجانب السلبي كانت سببا رئيسيا لاغتياله وهو ما كان يتوقعه.
* في رأيك من يستحق جائزة نوبل للسلام؟
أري الرئيس السيسي أحق لدوره الكبير داخليا حيث يواجه الإرهاب بشراسة ويعمل بقوة لخلق تنمية شاملة.. وأنقذ مصر من الفوضي التي تعاني منها دول كثيرة حاليا.. وخارجيا يمارس نفس الدور في مكافحة الإرهاب أياً كان مكانه ويعمل علي استقرار المنطقة واحلال السلام فيها بطرق عديدة وأخرها مبادرته للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
* ما رأيك في زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلي إسرائيل والتي أعادت للأذهان زيارة السادات التاريخية إلي الكنيسيت؟
** مثلث الزيارة وقبلها المبادرة التي طرحها الرئيس السيسي للسلام بين الجانبين احياء للمفاوضات وإعادة مباشرة الجانب الفلسطيني بعد فترة كانت اشبه بالموت فيما يتعلق بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. ولقد أثبت التاريخ رؤية السادات الثاقبة ولو سار معه الفلسطينيون وقتها لحققوا مكاسب عديدة فيما يتعلق باسترجاع الأرض والحقوق ونفس الأمر بالنسبة لسوريا التي مازالت الجولان محتلة حتي هذه اللحظة.. وما يبشر بانجاح مبادرة الرئيس السيسي الآن هو أن المفاوض نتنياهو ولا توجد مقارنة بينه وبين بيجين صاحب الشعبية الكبيرة.. وعلي جميع الأطراف الاستفادة من الطرح المصري وانتهاز الفرصة المواتية لاستعادة الحقوق واحلال السلام.
* ما حقيقة تنبؤات السادات حول المنطقة؟
** كان السادات يمتلك رؤية خاصة فهو أول من تنبأ بانهيار العراق وأذكر أنه عندما تجاهل صدام حسين دعوة مصر للقمة بعد كامب ديفيد.. راقب آداءه ووصفه بالرئيس الطائش.. كما تنبأ السادات بوقوع حروب مياه في المنطقة.
هل يعني ذلك اندلاع حرب بيننا وبين أثيوبيا بسبب النهضة صحيح اننا أهملنا الدول الافريقية لسنوات طويلة.. لكن هذا لا يعني أن تتجرأ أثيوبيا علي منع وصول مياه النيل إلينا لأن الجانب الآثيوبي يعرف تماما أن هذا الأمر سيخرجنا من طاولة المفاوضات إلي ساحة الحرب مباشرة وهو تصرف لن يلجئوا إليه في تقديري ومعه لا تنكر علي أثيوبيا حقها في التنمية لكن لن يتم ذلك علي حساب مصر ونحن مؤمنون بأن كل دولة يجب أن تحصل علي نصيبها.
أسلوب السادات
وأسلوب عبدالناصر
* عام 73 وحرب أكتوبر تعتبر علامة فارقة في حكم السادات وبعدها حدث تحول اقتصادي انفتاح اقتصادي ودخلنا في كامب ديفيد وظهرت علي أنه انقلاب علي مبادئ الثورة.
* لكل حاكم أسلوبة وطريقته.. هو كان مؤمنا بعبدالناصر.. وكانت رؤيته مختلفة عنه.. فمثلا أيام عبدالناصر كان هناك كتمان شديد علي الشعب وجاء السادات ليفتح نوافذ الحرية ويخرج المعتقلين من السجون لم يعش علي خط عبدالناصر لا يمكن أن يعيش بالورقة والقلم علي نهج عبدالناصر والعالم يتغير.
* قيل وقتها إن السادات يسير علي خط مخالف بعبدالناصر؟
** انه ليس تخليا عن مبادئ الثورة ولكنه تطور لابد منه.. كان العالم منفتحا ونحن كنا منغلقين ثم كنا مرتبطين بالشارع.
* ولكن من أطلق سراحهم اغتالوه في يوم نصره؟
** كان السادات يري بضرورة عمل الإخوان وليس تحت الأرض وكان يريد الاطلاع علي كل ما يفعلون وما يخططون له.. وهذه وجهة نظره ان يعمل الجميع في النور السادات كان رافضا لمبدأ الاعتقال لأنه ذاق مرارة السجن ولكن 1981 عندما أعلن قرارات الاعتقال كان مضطرا.. والسبب الاعتراض علي كامب ديفيد وهذه الاتفاقية كان كل أمنيته أن ينجح في استرداد سيناء.. لأن إسرائيل كانت تري وقتها أنه الوحيد الذي يؤمن بالسلام.. وكان يري الهجوم عليه وعلي كامب ديفيد وكان يخشي أن تتزرع إسرائيل بعدم وجود توافق داخل مصر فلا تنفذ تعهداتها باخلاء سيناء وتسليمها لمصر.. وهو كان ضابط بالقوات المسلحة لا يستطيع أن يتنازل عن حبة رمل من سيناء.. وهذا ما قاله للمراسلين الأجانب عندما قالوا له أنها مجرد صحراء.. ولكن سيناء الآن منبع للإرهاب.. السبب انه طوال 30 عاما لم تهتم السلطة بتعمير سيناء وتنميتها ولو كان حدث هذا لما استغلت الارهابيون كموقع للإرهاب.. ولما تم توريد الإرهابيين من كل انحاء العالم في سنة حكم الإخوان.