ولدت بها حضارة قرطاج الفينيقية وسيطرت علي سردينيا ومالطة وجزر البليار القيروان مدينة إسلامية المولد ومن أشهر مدنها صفاقس، سوسة، باجة، بنزرت، نابل
الجمهورية التونسية دولة عربية تقع في شمال قارة إفريقيا. يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط، وهي تقع في منتصف الطريق بين مضيق جبل طارق وقناة السويس بين درجتي عرض 30 درجة و37 درجة و20 دقيقة شمالاً، وخطي طول 7 درجات و30 دقيقة و11 درجة و30 دقيقة شرقا. ومن الجنوب الشرقي الجماهيرية الليبية، ومن الغرب الجزائر. عاصمتها مدينة تونس. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 163,610 كم2. تمتد الصحراء على 40 % من الأراضي التونسية بينما تغطي باقي المساحة تربة خصبة محاذية للبحر. لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين في قرطاج ثم ما عرف باسم مقاطعة إفريقيا إبان الحكم الروماني لها وكانت تسمى مطمور روما . فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان. أشهر مدنها: تونس، صفاقس، سوسة، باجة، بنزرت، نابل، القيروان، قابس، مدنين، الحمامات، ياسمين الحمامات، جربة وتوزر. عُرفت تونس قديمًا باسم ترشيش، فلما أحدث فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين سميت تونس؛ وهي كلمة بربرية ومعناها البرزخ. وكانت قرية إلى جانب قرطاج الفينيقية منذ تأسيس هذه الأخيرة. وقد توالت على الأراضي التونسية حضارات متعددة بربرية وفينيقية ورومانية وعربية إسلامية، ومازالت لهذه الحضارات بقايا عمرانية وبصمات ثقافية. العصور القديمة نشأت في تونس حضارة قديمة تمثلت في مدينة قرطاج، التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. أسسها قادة فينيقيون جاؤوا من مدينة صور. نشطت تجارة قرطاج تدريجيًا حتى تمكنت من السيطرة على البحر الأبيض المتوسط، وفي مطلع القرن الخامس قبل الميلاد تمكن تجارها ومستكشفوها من الوصول إلى الشاطئ الإفريقي حتى سيراليون. حققت قرطاج ثروات هائلة من تجارتها الواسعة. كان لهذه المدينة مجلس وجمعية شعبية، ثم تركزت السلطة بعد ذلك في أيدي القضاة وحاكمَيْن ينتخبان سنويًا. أدى التنافس بين هذين الحاكمين وتضارب سياساتهما إلى ضعف قرطاج العصر الروماني بسطت قرطاج سيطرتها على سردينيا ومالطة وجزر البليار في القرن الخامس قبل الميلاد، كما حاولت السيطرة على صقلية، وذلك بعقد تحالف مع الرومان وبعض المدن الإغريقية، ولكنها لم تفلح في السيطرة عليها بسبب هزيمة قائدها هاميلكار (اسم شاع كثيرًا بين الأسر القرطاجية) أمام جلون في معركة هيمرا عام 480ق.م. حاول هانيبال حفيد هاميلكار مرة أخرى السيطرة على صقلية إلا أن سيراقوسة صدت القرطاجيين. في القرن الثالث قبل الميلاد تمكنت قرطاج من السيطرة على البحر المتوسط، مما أثار روما ضدها، واعتبرت ذلك تحديًا لها، فدارت بينهما عدة حروب عُرفت بالحروب البونية. في أول هذه الحروب فقدت قرطاج صقلية. وإثرها تعرضت قرطاج لانقسام شديد داخل صفوف قواتها بسبب نشوب ثورة المرتزقة من الجنود الذين كانت قرطاج تعتمد عليهم كثيرًا. تمكن هاميلكار من إخماد الثورة وعوَّض بلاده عن فقد صقلية بالاستيلاء على أسبانيا، مما أثار مخاوف روما مرة أخرى، وأسهم في نشوب الحرب البونية الثانية (218-202 ق.م) . على الرغم من مهارة هانيبال (القائد القرطاجي المعروف) إلا أن عدم وصول الإمدادات إليه ـ بسبب انقسام قرطاج على نفسها ـ أدى إلى هزيمة قوات قرطاج هزيمة ساحقة، وفقدت في هذه الحرب كل سفنها الحربية تقريبًا، وممتلكاتها خارج إفريقيا، مما اضطرها إلى عقد صلح مع روما يقضي بدفع غرامة مالية كبيرة. الفتح الإسلامي لتونس استمرت تجارة قرطاج وتوسعت، فقويت شوكتها مرة أخرى، وأخذت المخاوف تساور روما ثانية فنشبت الحرب البونية الثالثة (149-146 ق.م) التي انتهت بالقضاء على قوة قرطاج تمامًا، وتدمير المدينة ذاتها. أعاد يوليوس قيصر بناء مدينة قرطاج مرة أخرى، وأصبحت مركزًا مهمًا للإدارة الرومانية. وفي القرن الثالث الميلادي كانت قرطاجة أحد معاقل المسيحية، وظلت كذلك حتى تمكن القائد الإسلامي ابن النعمان عام 79هـ، 698م من فتحها للإسلام. الجمهورية التونسية دولة مستقلة ذات سيادة وهي عضو بجامعة الدول العربية، حصلت على استقلالها الذاتي في 31 يوليو عام 1954، وذلك بعد مدة طويلة من الحماية الفرنسية التي فرضت على البلاد منذ 12 مايو 1881 حتى أعلن استقلالها التام في 20 مارس 1956. وبعد مفاوضات طويلة جرت مع فرنسا أُعلن نظام الحكم التونسي جمهوريا دستوريا في 25 يوليو 1957، ونُصب الزعيم الوطني الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية. وفي مطلع شهر يونيو عام 1959، تم إصدار أول دستور تونسي أعطى للبلاد وجهها الديمقراطي المميز. وقد تم في ظل هذا النظام جلاء آخر جندي فرنسي عن قاعدة بنزرت، كما تمت إعادة ملكية الأراضي الزراعية للشعب التونسي. يوصف سطح تونس عمومًا بأنه متوسط الارتفاع حيث لا تزيد نسبة المناطق المرتفعة أكثر من 1,000م على 1%، أما المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 400 و1,000م فتمثل نحو 33% من سطح تونس، أما النسبة الباقية 66% فهي سهول منخفضة يقل ارتفاع معظمها عن 200م فوق مستوى سطح البحر. البنية ومظاهر السطح تمثل الأراضي التونسية استمرارا لسلسلة جبال الأطلس الجزائرية التي تعود للزمن الجيولوجي الثالث، وتتخذ تلك الأراضي شكل سلاسل متجهة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، ويُميّز فيها ثلاث مجموعات من السلاسل المتباينة بدءً من الشمال وهي: - سلسلة التل الشمالي، وهي كتلة صخرية تعود لعصر الإيوسين من الحقب الجيولوجي الثالث. - سلسلة جبلية متقطعة متباينة، تتعاقب فيها كتل جبلية ضئيلة الارتفاع مع موائد منبسطة تحيط بها الجروف الصخرية، تتخللها بعض المنخفضات، يطلق على مجموع هذه السلسلة اسم الأطلس التونسي أو الظهرة الغربية Dorsale. وهي مؤلفة من الصخور الكلسية العائدة للعصرين الجوراسي والكريتاسي، وارتفاعاتها ضئيلة لا تزيد على 1544م في قمة جبل الشعانبي، وهي أعلى قمة في الأراضي التونسية. (أخفض نقطة في تونس، في شط الغرسة -9م دون مستوى سطح البحر). - الظهرة الشرقية، وتتألف من تضاريس متقطعة ذات اتجاه شمال/جنوب، وإلى الشرق منها يبدأ إقليم تونس الشرقي الذي يتألف من منطقة ساحلية قليلة التباين، يطلق عليها اسم السـاحل، تتضاءل ارتفاعاتها في بعض المواقع مكونةً المنخفضات التي تعرف بالسبخات. وفي أقصى جنوب منطقة الساحل، يمتد بشكل عرضاني جبل شِرْب الذي يفصل هذه المنطقة عن منطقة الشطوط. وإلى الجنوب أكثر تظهر الصحراء التونسية المترامية الأطراف التي تمثل كتلة قاسية حافظت على استقرارها منذ الحقب الجيولوجي الثاني، وهي تشكل مائدة مستوية وسطحا طبوغرافيا منبسطا، تغطيه طبقة رقيقة من الأنقاض والرواسب الحديثة، تقطعها بعض الأودية المستحاثية القديمة التي تملؤها المياه استثنائيا عقب الزخات المطرية المفاجئة التي تضيع في رمال العرق الشرقي الكبير أو في الحفرة التي يحتلها شط الجريد. وتتألف الصحراء من الصحراء الحجرية (الحمادة) والصحراء الحصوية (السرير) والصحارى الرملية أو العروق. السواحل والجزر التونسية تطل تونس على البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 1300كم، يتميز ببروزاته وتبايناته الواضحة المعالم، وهو يطل على عدد من الجزر، مثل جزيرة كوربات مقابل المنستير، وجزيرة قرقنة مقابل صفاقس، وجربة وهي أكبر هذه الجزر وتمتاز باتصالها باليابسة ببرزخ اصطناعي. إضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة المتناثرة في خليج تونس. ويمتاز الساحل الشمالي لتونس، من الحدود الجزائرية إلى الرأس الأبيض، بطبيعته الصخرية، وذلك لكثرة البروزات الصخرية المتقدمة في البحر. كما توجد جزيرة لاغاليت La Galite البركانية على بعد 20كم من رأس سرات. أما السواحل الممتدة من الرأس الأبيض إلى رأس بون Bon فتختلف كلياً عن السواحل الشمالية، إذ تمتاز بغزارة الرواسب النهرية التي طمرت بعض الموانئ القديمة التي أصبحت مواقعها الحالية على مسافة 15كم أحياناً داخل البر، تغمرها الرواسب واللحقيات التي حملها نهر المجردة. الظروف المناخية تقع الأراضي التونسية في نطاق التقاء المؤثرات البحرية المتوسطية والمؤثرات الصحراوية. والمناخ التونسي متوسطي، الفصل الجاف فيه طويل ويتطابق مع الفصل الحار، والفصل الماطر القصير ينطبق على فصل الشتاء. ولكنه في الوقت نفسه مناخ شبه جاف للصحراء تأثير واضح فيه ويزداد جفافا باتجاه الجنوب. وهو مناخ شديد التباين مكانيا وزمانيا يمتاز بزخات مطرية إعصارية شديدة التركيز، تؤدي لانجراف التربة، وهناك تباين كبير بكميات الأمطار بين المناطق، يصل أقصاه بين 1534مم سنوياً في جبل خمير و89مم في قبلي. كما تتباين درجات الحرارة تباينا كبيرا بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية، إذ تصل درجة الحرارة أحيانا إلى 50درجة مئوية في جنوب قفصة، في حين لا يندر حدوث الصقيع في بعض الأحيان، أمّا معدلات التبخر فهي عالية دوماً تصل إلى 64% في جفارة و70% في سوق الأربعاء. أما بالنسبة للأمطار فإنها غزيرة جدًا في القسم الشمالي من إقليم التل الذي يحده نهر المجردة جنوبًا، وتزيد كمية الأمطار على 500ملم، كما في عين داهم التي تقع على ارتفاع 7,034م فوق سطح البحر، ويسقط على طبرقة في الشمال 1,025ملم، وعلى بنزرت 636ملم. وإلى الجنوب من نهر المجردة تتراوح كمية الأمطار ما بين 400ملم و 600ملم كما هي في بلدة الكاف التي تقع على ارتفاع 674م ويسقط عليها نحو 504ملم. وإلى الجنوب من الظهرية تقل كمية الأمطار وتترا
|