القاهرة 27 ابريل 2016 الساعة 12:41 م
نقيبة الفنانين اللبنانيين
تطالب بندوة عربية للإتفاق حول مفهوم واحد للسينوغرافيا لوضع حد للتأويل
هناك تبعية لتجارب المسرح العربي على مستوى المضمون
المسرح هو أكثر الفنون تأثراً بأمن البيئة وسلامها واضطرابها
لا بد من الاعتراف بأن العولمة ساهمت في إنتاج الحراك الفني والثقافي
الرقي بالفن يتوقف على المتقن منه لأنه يتيح للفنان تحقيق التوازن النفسي والذهني والجسدي
هي سيدة متفردة في كل شيء ليس في إنسانيتها، وجمالها الروحي والشكلي، ودأبها ووجودها الفاعل على الساحة الفنية بالوطن العربي فحسب، بل هي أيضَا أول سيدة متخصصة في فن السينوغرافيا في لبنان، وأول سيدة اختيرت عضواً في مجلس إدارة من بين مختلف النقابات الفنية التي أنشئت في لبنان، ثم أول نقيبة للفنانين في لبنان.
هي الفنانة "شادية زيتون دوغان"، وهي نموذج للسيدة العربية الطموحة التي تتحرك وفق خطوات محسوبة ومتميزة مما أهلها للحصول على الدبلوم في مدة أربع سنوات بدل من خمس سنوات نظراً للتميّز في الابتكار والمخيلة الواسعة. الحصول على جائزة تقديرية من تليفزيون أبو ظبي عن ديكور مسلسل "وأمطرت ذات صيف" عام 1986، الإبقاء على ديكور مسلسل "إبن عطية" طوال ستة أشهر متواصلة في استوديوهات عجمان الخاصة لإتاحة الفرصة أمام الطلاب لزيارته عام 1990، اعتماد ديكور مسلسل "إبن عطية" بعد عرضه على شاشة تلفزيون الكويت موضوع بحث لطلاب معهد الفنون في الكويت عام 1990
كما حصلت على العديد من الجوائز ففي عام 2002 حصلت على جائزة مهرجان الرواد العرب في مصر برعاية الجامعة العربية، وفي عام 2005 شهادة تقدير من الجامعة الأردنية (كلية الفنون والتصميم)، وفي عام 2008 شهادة تقدير من مهرجان المسرح الأردني الخامس عشر ( ورشة عمل حول فن السينوغرافيا عام 2009 شهادة تقدير من دائرة الثقافة والإعلام (دولة الإمارات العربية المتحدة، إمارة الشارقة )، وفي عام 2009 حصلت على شهادة تقدير من اللجنة العليا المنظمة لمهرجان المسرح الخليجي العربي العاشر ( دولة الكويت )، وفي عام 2011 شهادة تقدير من وزارة البيئة والتراث (مسقط– مهرجان مسرح عمان الرابع) وفي عام 2012 شهادة تقدير من وزارة الثقافة ( مهرجان الجزائر للمسرح المحترف )، وفي عام 2012 شهادة تقدير من وزارة الثقافة ( مهرجان المسرح الأردني ) وفي عام 2013 شهادة تقدير من صالون ظفار للسينما برعاية اللجنة الوطنية للشباب وفي عام 2013 شهادة تقدير "إدارة المسرح" من دائرة الثقافة والإعلام إماراة الشارقة)، شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات العربية سواء بأوراق بحثية، أو كضيف شرف أو رئيس وفد أو مكرمة
لكل ذلك وأكثر اعتبرت نفسي محظوظة لإجراء حوار صحفي مع هذه الشخصية العظيمة
أنت فنانة متخصصة في فن السينوغرافيا ، ما هي الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذا التخصص النادر في الوقت الذي إختلط فيه كل شيء ولم يعد هناك إهتمام بالتخصص ؟
في الزمن الذي تختلط فيه المفاهيم ويختلط فيه كل شيء، لا بد وأن تغيب معه المعايير الصحيحة ويكثر فيه المتطلعون وتحديداً في ميدان الفن الذي أصبح حقلاً يجول ويصول فيه أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الذين لا علاقة لهم بالفن لا من قريب ولا من بعيد ، سوى أنهم يوفرون الفرص لأصحاب القدرات المتوسطة وما دونها، وفقاً لمآرب خاصة أصبحت واضحة للعيان، واليوم في ظل المفهوم الخاطئ لفن السينوغرافيا السائد في معظم الأوساط الفنية في عالمنا العربي أدى إلى غياب توظيفه بشكله ومضمونه الصحيحين، فحين لا نعي أن مصمم السينوغرافيا هو الذي يعمل على ابتكار رؤية مضافة للمناخ العام للعرض الفني، مسرحياً أو تلفزيونياً أو سينمائياً، عبر تشكيل رؤية بصرية درامية تحمل إيقاعاً متوازناً ومنسجماً بالتنسيق مع مصممي الديكور والإضاءة والموسيقى والأزياء والمكياج، وحين لا ندرك أن مصمم السينوغرافيا هو العين الثالثة للمخرج والمشاهد معاً، وأن هذا الفن يرنكز على أسس علمية ترتبط بالتطور التكنولوجي وأنه فن التنظيم وزرع عالم يرتبط بالحلم والخيال الذي يتطلبه تحديداً العرض المسرحي، يمكننا القول بأنه لم يعد هناك أي اهتمام بهذا التخصص، وبالمناسبة أود أن أذكر أنني حين كنت أدير ندوة حول السينوغرافيا في مهرجان المسرح الخليجي عام (2014 ) الذي أقيم في إمارة الشارقة، تقدمت باقتراح إلى اللجنة العليا الدائمة جاء فيه: انطلاقاً مما للسينوغرافيا من أهمية وفاعلية درامية وجمالية لا يمكن من دونها لأي عرض مسرحي أن يحقق النجاح والمتعة، ويصعب أن تحتضنه الذاكرة في مصاف الجمال بكل ما يحمل الجمال من مقاييس ومضامين، ولأنها لا تزال قليلة التداول بمفهومها الصحيح وعناصرها الفاعلة وأهمية علاقتها بالتكنولوجيا شرط استخدامها وسيلة للتلقي الإيجابي وليس غاية للإبهار والتشويش، أتمنى أن يتم دعوة مصممي السينوغرافيا أصحاب الاختصاص وذوي الخبرة المشهود لهم من كافة الدول العربية لعقد ندوة حول التعريف الصحيح لفن السينوغرافيا بغية وضع حد للتأويل، وإمعاناً للتصويب، على أن يتم توزيع ما توافق عليه بين المسرحيين العرب جميعاً
كيف ترين الفنون بوجه عام والمسرح بوجه خاص في ظل الأوضاع السياسية الحالية ؟
على مر التاريخ كانت الفنون ابنة بيئتها، واستمرت ظاهرة تقتضي الاستقرار في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يفرضها الواقع السياسي كي تعبر عن الواقع وتضيف إليه، واليوم في ظل الأوضاع السياسية التي نشهدها ونعيش مرّها في وطننا العربي، تؤازرنا أغلبية الفنون وتعاني ما نعانيه من قهر وتدني وتراجع على المستوى الثقافي والاجتماعي، وأكثر الفنون تأثراً بأمن البيئة وسلامها واضطرابها جراء السياسة العفنة المستشرية هو المسرح، هذا الفن الحامل لهوية الثقافة الشاملة للنظام الاجتماعي والتعليم والاقتصاد والسياسة أصبح يتأرجح صعوداً وهبوطاً بحيث يصعب على ممارسيه تحقيق التوازن المطلوب معيشياً ومهنياً، ولكن على الرغم مما نواجهه من عوائق وجوانب مظلمة يفرضها الجهل والتخلف جراء السياسة السائدة، أرى أن هناك تجارب مسرحية سجلت نجاحاً يشهد لها.
ما هي الحالة الفنية داخل لبنان في ظل متغيرات العصر على مستوى شكل ومضمون الأعمال الفنية من جراء تأثير العولمة ؟
الحالة الفنية داخل لبنان كحال معظم الحالات الفنية في وطننا العربي، على صعيد المسرح، ليس لنا مسرح وإنما تجارب مسرحية من هنا وهناك، حيث لا نزال في معظم العروض نعتمد على التعريب والاقتباس وتوظيف التاريخ والأسطورة، هناك تبعية لتجارب المسرح العربي على مستوى المضمون وليس الشكل الذي يوليه الغرب أهمية كبرى، وأعني بالشكل السينوغرافيا، مشكلتنا أننا لا نعمل بمقولة " لا ثوابت في المسرح سوى المتعة " هذه المتعة التي لا تنتج إلاّ في عالم متجدد، يجب الاّ ينأى عن فنيات العرض المسرحي الحديثة التي تتطلب دور عرض مجهزة وتقنيين فنانين وتلعب دوراً كبيراً في بلورة وتشكيل رأي المتلقي ولا أعني بذلك استخدام التغريب والإبهار بعيداً عن الارتباط بواقع مجتمعنا، بل أن نتمثل بالجانب الإيجابي للبعد الثقافي للعولمة في تعميم حريات التعبير والفكر ليكون بمقدور الفنان التعبير بدوره عن أرائه وتمكينه استيعاب أهمية السينوغرافيا، فليس هناك ما يمنع من الاستفادة من أدوات العولمة عبر الإمكانيات التقنية في سبيل ترسيخ هويتنا وتراثنا، ولا بد من الاعتراف بأن العولمة ساهمت في إنتاج الحراك الفني والثقافي عبر وسائط الإعلام، ولكن هناك من استخدمها سلباً والبعض الآخر استخدمها إيجاباً.
ماذا قدمت النقيبة شادية زيتون دوغان للفن اللبناني ؟
إنطلاقاً من الغاية التي أنشئت من أجلها النقابة والتي تنحصر في حماية المهنة ورفع مستواها والعمل على تطورها وتقدمها، تراني أعمل جاهدة على رعاية مصالح أعضاء النقابة والدفاع عن حقوقهم والعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية والثقافية والمادية وفقاً للقوانين المرعية الإجراء، وضمن الإمكانيات المتوافرة للنقابة خاصة وأننا لسنا نقابة مهنية، فنحن نملك قانون تنظيم المهن الفنية الذي للأسف لم يلحظ آلية الحفاظ على حقوق الفنان اللبناني كما ينبغي، ولكن اليوم أعمل مع المجلس الذي أرأسه على تعديلات بعض بنود القانون وإضافة اقتراحات لبنود جديدة تحفظ حق الفنان اللبناني وتمنح النقابة الصلاحيات الكاملة لمتابعة شؤونه وشجونه بصورة قانونية وليس بالتسويات، آمل أن نصل إلى ما نهدف إليه قريباً، كما وأنني أثابر على إرساء المفهوم الصحيح للسينوغرافيا وعلى أن الرقي بالفن يتوقف على المتقن منه لأنه يتيح للفنان تحقيق التوازن النفسي والذهني والجسدي.
ماذا عن شادية زيتون الأم والجدة ، وهل إنتقلت جنيات الفنون إلى أحد الأبناء ؟
أنا أم لولد وحيد هو " البروفسور داني إبراهيم دوغان الحائز على (phd ) في الفيزياء والكيمياء وفي التعليم العالي، يشغل حالياً رئيس قسم الآداب والعلوم في جامعة سان غريغوري في ولاية " أوكلاهوما سيتي – أميركا "، تبوأ منصب عميد في عمر ال ( 34 ) عاماً لمدة سنتين وبذلك يعد أصغر عميد في العالم، وتبوأ أيضاً منصب رئاسة المجلس الأعلى للتعليم العالي لكل جامعات اوكلاهوما سيتي لمدة عام وكان أصغر عمراً من أي بروفسور في المجلس بعشرين عاماً.
داني متعدد المواهب، فإلى جانب العلم، يهوى الفن وغالباً ما يردد: سأدرس الإخراج السينمائي ولو في عمر متأخر
لم أنجب غيره لأنني كنت اطمح وزوجي "الدكتور إبراهيم دوغان" أن يكون لنا ولداً مثالياً، وكي أحقق ذلك كان علي أن أتفرغ ولأنني أؤمن تماماً بأن التنشئة والتربية هما الأساس تفرغنا له بالكامل بالتوافق مع عملنا، وحمداً لله كان داني أجمل وأغلى هدية تلقيتها في حياتي بالإضافة إلى ولديه
داني متأهل من دكتورة في الصيدلة هي مايا رضا دوغان سيدة جميلة ومثقفة وأماً مثالية. لداني إبنة تدعى لانا جميلة وذكية جداً، تبلغ من العمر 8 سنوات أراها حاليا فنانة شاملة، ترسم، ترقص، تمثل، تغني، تعزف البيانو وتمارس الرياضة بالإضافة إلى تفوقها في المدرسة، وإبن يدعى آدم يبلغ من العمر 4 سنوات أيضاً جميل وذكي يهوى القراءة كثيرأً. ويبقى للمستقبل تحديد إنتقال الجنيات
لانا وآدم هما زينة الحياة الدنيا بالنسبة لي ولجدهما، وحين اجتمع بهما أصبح الجدة الطفلة التي تشاركهما في كل شيء