كتبت: امانى عبد المنعم
مرت امس الذكرى السادسة وأربعون على وفاة نجم الكوميديا “الضيف أحمد”، فلم يكن “الضيف” مجرد اسم أطلقه عليه والديه عند ولادته يوم 12 ديسمبر عام 1936، فقد كان اسماً على مسمى وكان ضيفاً خفيفاً علي الحياة، اسمه الضيف أحمد الضيف، أحد الأضلاع الهامة في مثلث فريق ثلاثي أضواء المسرح، التى تتكون من سمير غانم وجورج سيدهم والتي قدمت عدد كبير من الأعمال والاغنيات الناجحة سواء في السينما أو المسرح.
بساطة المضمون وخفة ظل وسرعة للبديهة وحضور طاغي، كل هذه المكونات دخل بها الضيف أحمد الي عالم المسرح، فرسم البسمة علي وجوه من يشاهده ويسمعه، لأعماله التي قدمت في الاذاعة المصرية وقتها .
حياته
بدأ الفنان الكوميدي حياته الفنية وهو لا يزال طالباً بالجامعة حيث عمل مخرجاً وممثلاً بفريق التمثيل الجامعي، وحصل على عدة جوائز عن الأدوار التي أداها على مسرح الجامعة وأيضاً عن إخراجه لعدة أعمال من روائع المسرح العالمى.
ظهرت الموهبة الفنية لدى الفنان الراحل وهو لا يزال في المرحلة الثانوية، وعندما التحق بالجامعة بدأ مشواره الفني من خلال فريق التمثيل الجامعي الذي قدم معه العديد من الأعمال المسرحية كممثل ومخرج.ونال “الضيف” الميدالية الذهبية فى مسابقات كأس الجامعات المصرية لعدد من روائع المسرح العالمى، ومنها مسرحية “شترتون” و”ألفريد يغنى” و”جون دورك مالنا” و”الغربان” و”الإخوة كرامازوف” الذي تعرف من خلالها على الفنان “فؤاد المهندس” أثناء تقديمها على مسرح الجامعة، ليشترك معه بعد ذلك فى تمثيل أولى مسرحياته “أنا وهو وهى”.
إلا أن انطلاقته الحقيقية جاءت عقب انضمامه لفرقة ثلاثي أضواء المسرح بالاشتراك مع “سمير غانم” و”جورج سيدهم”، والتي قدم من خلالها عدة اسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية جعلته في مصاف نجوم الكوميديا المصرية.“الضيف أحمد” أثار الانتباه عند ظهوره، رغم جسمه النحيل، حيث أبهر المحيطين به بمواهبة المتعددة، وبساطته، وتواضعه، وذكائه الحاد، حيث كان يجيد التأليف والإخراج، فكتب قصة فيلم “ربع دستة أشرار” الذي قام ببطولته الفنان الكوميدي “فؤاد المهندس” والفنانة “شويكار”، كما أخرج مسرحية “الراجل اللي جوز مراته”، ومسرحية “كل واحد وله عفريت”، بالإضافة إلى تلحينه لجميع اسكتشات فيلم “30 يوم في السجن” ليستحق عن جدارة لقب “الفنان الشامل”.
أبرز أعماله المسرحية
ومن أبرز أعماله المسرحية: “طبيخ الملائكة- كل واحد له عفريت- زيارة غرامية – الرجل اللى جوز مراته”، بينما من أعماله السينمائية أفلام “القاهرة فى الليل” و”آخر شقاوة” و”المشاغبون” و“30 يوم فى السجن” و”المجانين الثلاثة”.
وفاته
ضيف المسرح الذي رحل سريعاً في الرابعة عصراً يوم السادس عشر من ابريل لعام 1970، كان عائداً من عمان بعد مشاهدة فيلمه “المجانين الثلاثة” الذي شاركت فيه الفرقة بأكملها، وفي نفس الوقت لاحياء حفل زفاف شقيقة الملك حسين ملك الأردن.
عادت الفرقة وقام الضيف أحمد بالاتصال بأعضائها، حتي يستأنفوا في نفس اليوم بروفات العرض المسرحي “الرجل اللي جوز مراته” والتي كان يخرجها ويمثل فيها دور الرجل الميت.
وذكرت احد المجلات الشهيرة وقتها، أنه بعد انتهاء البروفات غادر مسرح “الهوسابير” ليستريح في بيته حتي يتم عرض المسرحية في اليوم التالي، ووقتها شعر الضيف أحمد بضيق في التنفس، فطلب من زوجته نبيلة مندور، أن تطلب الطبيب ولكنه تأخر كثيرا،ً وتضاعفت الالام حتي نقل الي مستشفي العجوزة، ولكنه أسلم الروح الي ربه وهو في طريقه اليها .
موت الضيف أحمد الضيف كان مفاجئاً وسبب رئيسي في انهيار الفرقة، فسقط الضلع الأهم لها، واتجه كل منهم الي العمل بمفرده سواء الفنان سمير غانم أو الفنان جورج سيدهم، فقد رحل الضيف أحمد في 16 أبريل 1970، ودفن في قريته المتواضعة بقرية “نمى الأمديد” بمحافظة الدقهلية.
قدم الضيف أحمد عدد كبير من أفلام الكوميديا التي ظلت عالقة في أذهاننا حتي الأن وكان أهمها: “منتهى الفرح، والقاهرة في الليل، وعروس النيل، وآخر شقاوة، ومطلوب زوجة فورا، وهي والرجال، ومراتي مدير عام، وشاطئ المرح، وشباب مجنون جدا، وإضراب الشحاتين، ونشال رغم أنفه، والعميل 77، و30 يوم في السجن، وفرقة المرح