القاهرة 03 فبراير 2016 الساعة 01:08 م
حول دور التفكير العلمى فى مواجهة التطرف وتأثيره على المستقبل ، شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة بعنوان "التفكير العلمى فى المواجهة" بحضور كل من المفكر السيد ياسين والدكتورة يمنى طريف الخولى والكاتب الصحفى جمال محمد غيطاس .
وأكدت الدكتورة يمنى طريف الخولى فى بداية الندوة أن العلم يمثل أهم جوانب الحضارة الإنسانية ، والأكثر تمثيلا لوجود الإنسان العاقل ، حيث بدأت إرهاصاته منذ بداية الإنسان، وظهر جليا فى الحضارات الشرقية القديمة،وحاول الإغريق بعد ذلك صياغة نظرياته، ثم بدأت الحضارة الإسلامية تلمع فى العصور الوسطى وتشع فى تاريخ نشأة العلم الحديث.
وأوضحت أن التفكير العلمى هو أهم آليات العلم، فهو ليس مجرد صندوق أدوات للعمل، ولكنه فعالية مفطورة فى ذهن الإنسان، فكل إنسان لدية قدرة على التعلم والكتابة والرسم، ولكن هذه القدرة فقط تبلغ أقصاها عند المفكرين والكتاب والعلماء، واستطردت أن المنهج العلمى أحد أهم وسائل الحضارة الحديثة، وهو منهج الإنتقال من المشكلة إلى وضع الحل، فالمنهج العلمى يتوقف عند حد اختباره بالتجربة العلمية التى تعتبر هى الحكم والقاضى على الفروض التى تم
فرضها، فالتفكير العلمى باختصار تقدمى وإبداعى، فهو ليس مجرد واجهة لمواجهة التطرف، ولكنه محاولة للحوار دون إقصاء الآخر.
وقال المفكر السيد ياسين إن العلوم الطبيعية دائمًا ما تحسم بالتجربة الحاسمة، وهذا يختلف كثيرا عن العلوم الاجتماعية التى لا تخضع للتجربة الحاسمة، باعتبار أن أهواء الباحثين فى هذا المجال دائمًا ما تخضع لباحثيها، وهذا يؤثر على موضوعية النتائج التى يخرج بها كل باحث من أبحاثه، من خلال تناوله للقضية التى يدرسها ويقدم نتائج بشأنها، فالاتجاه السياسى يؤثر على كيفية تناول القضية موضوع البحث.
ومن جانبه أوضح الكاتب الصحفى جمال غيطاس، أن التفكير العلمى ليس هو السائد فى مجتمعنا ولكن السائد هو التفكير العشوائى، باعتبار أن التفكير العشوائى غير قائم على الموضوعية ولكن مبنى على العاطفة، كما أن التفكير العشوائى قائم أيضا على الخرافة والأسطورة أما "العلم" فهو يبحث دائما عن أسباب كل شىء بعد دراستها، كما أن التفكير العشوائى دائما ما يكون بدون هدف، بعكس التفكير العلمى الذى هو غالبا تفكير "هدفى".
مشيرًا إلى أن غياب التفكير العلمى وحضوره دائما ما يؤثر على كل مجتمع، فالتفكير العلمى دائما ما يقود إلى الإبداع ويقدم نظرة للمستقبل، أما فى حالة التفكير غير العلمى أو العشوائى فهو تفكير يقود للخرافة ولا يهتم بالمستقبل أو الإبداع .