القاهرة 02 فبراير 2016 الساعة 01:59 م
شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان: "نجيب محفوظ مثقفا ليبراليا"، شارك فيها، الدكتور محمد عبد النبي، والدكتورهاشم توفيق، وقدمها عبد الناصر حسن.
وقال الدكتور محمد عبد النبى، أن أعمال نجيب محفوظ اتسمت بالليبرالية رغم أنه لم يكن ليبرالي بشكل كبير، وروايات نجيب محفوظ كان فيها بعدا رمزيا وابداعيا مختلفا.
وأشار "عبد النبي، خلال كلمته بالندوة، إلى أن نجيب محفوظ ترك لنا تراثا ابداعيا عظيما، وكان مع العدالة الاجتماعية، وكان يقدس الانسانية، وكرامة المواطن المصري، وكان مثقف ليبرالي متصوف.
وأضاف "عبد النبي" أن الوقوف أمام نجيب محفوظ كان بمثابة المرآه التى نرى فيها الأشياء، وثلاثيته تمثل مصر القديمة وشخصية "أمينة" تمثل الأم المصرية.
وتابع: " مشوار نجيب محفوظ لا يمكن اختزاله في أولاد حارتنا، وحينما تم منحه جائزة نوبل في الأدب، تحدثت اللجنة عن جميع كتابات نجيب محفوظ، وليس عن الثلاثية فقط.
وطالب "عبد النبي" بعدم التطرق لتصنيف نجيب محفوظ، فمن السهل وضعه داخل صندوق الليبرالية، أو إبرازه كمتطرف أو متصوف، أوعلماني، أو كافر - كما يراه البعض- ولكن أنا لا أفضل ذلك، ولندع القارىء يقرأ شخصية نجيب محفوظ من خلال قراءة أعماله.
وتحدث الدكتور هاشم توفيق، عن بساطة نجيب محفوظ الذي كان يعشق الحياة المصرية بكل جوانبها، مشيرا إلى أن "بذرة الليبرالية وجدت عند نجيب محفوظ، فكان مبدعا يترك للقارئ حرية الاختيار.
وأكد على أن نجيب محفوظ كونته المعرفة الميتافيزيقية، وكان محفوظ متعلقا بأمه، فكان يسكن في شارع الحسين وكان يخرج معها لسماع الاذكار في مسجد الحسين، ووالدته كانت محبة للآثار والتراث الحضاري المصري، فكانت تأخذه معها عند زيارة المتحف المصري وماري جرجس، وذات مرة سألها محفوظ عن زيارتها لمثل هذه الأماكن قالت له: "يا ابني الأماكن دي كلها بركة، ومن هنا نشأت عنده فكرة التسامح".
وتابع: "الخبرة الميتافيزيقية هي الأساس في تكوين العمل الفني الإبداعي عند نجيب محفوظ، لأنها تنمي الخيال وتجعل الإنسان يعيش في واقع غير الذي يعيش فيه، وكان التعبير عن الأحاسيس عند نجيب محفوظ له حيز كبير ظهر في كتاباته، والمراحل الأخيرة في كتابات نجيب محفوظ عبارة عن إبداع ناتج عن تجربته الميتافيزيقية التي ظهرت في شخصيتى "عبد الجواد" و"أمينة" في الثلاثية، حيث كان اعتقاده أن بداية الليبرالية هو التمرد على المجتمع الأبوي.
وكان محفوظ يعتقد أن القارئ في نفس الوقت شخصية مبدعه تبدع معه من خلال القراءة، وكان يتسم بالقوة الذهنية، فرغم أنه وصل إلى التسعينيات من العمر إلا أنه لم يفقد عقله ولو للحظة، وهذا الرجل تأخرت عنه جائزة نوبل 30 عام.