القاهرة 29 ديسمبر 2015 الساعة 12:29 م
بأسيوط موالد بعدد أيام السنة، إذ يبغ عدد الموالد بها ما يزيد عن 365 مولداً، من بينها: مولد الشيخ يسرى والشيخ عبد الحافظ فى المدافن القديمة، الشيخ عبد الفتاح والشيخ محمد السقا ومحمد المجذوب وجلال الدين الأسيوطى والشيخ منطاش والشيخ على عبد الدايم والشيخ الطوابى والشيخ الفرغل والشيخ عبد النبى والشيخ التهامى والشيخ أبو الحسن والشيخ والى والشيخ سعيد والشيخ القاضى والشيخ صفى والشيخ البدرى والشيخ سلطان والستة الصالحين، والشيخ عبد النبى وسيدى تاج الدين وسيدى نصر الدين والشيخ عبد الشافى وسيدى السبتى وسيدى الغريب والشيخ محمد عمر يوسف والشيخ بكر والشيخ عبد الفتاح والشيخ المرى وغيرهم.
مولد الفرغل
دائما ما يشهد الاحتفال إقبالا كثيفًا من الشباب والنساء والرجال على مدار 10 أيام، بمولد سيدى العارف بالله السلطان "أحمد الفرغل" والملقب بـ"سلطان الصعيد" بمدينة أبو تيج بأسيوط ليقيموا ساحات الذكر والأناشيد والتواشيح الدينية وختم القرآن.
والسلطان "أحمد الفرغل" هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشى بن على أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبد الله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب.
هاجرت أسرته من الحجاز إلى إقليم الصعيد فأقامت بقرية زرنيخ أقصى جنوب إقليم الصعيد. خرج والده سائحا فى البلاد حتى نزل بقرية بنى سميع غرب أبو تيج سنه 808هـ 1405م فى عهد السلطان فرج واشتغل بالزراعة لمده سنتين. ثم تزوج من الشريفة فاطمة أواخر 809هـ 1406 فحملت منه بالسيد السلطان الفرغل.. ولد السلطان يتيما بقرية بنى سميع فى أوائل سنه810هـ 1407م. واشتغل برعى الغنم ثم أيضا بالزراعة والحراسة، ولقب بعدة ألقاب منها "السلطان والشريف وقطب العصر وولى الله والعارف بالله وأبو المعالى وأبو مجلى وأبو أحمد والكرار وسلطان الصعيد والأستاذ".
توفى بأبوتيج ودُفن بها سنة 850هـ 1447م، وكان يقول: أنا من المتصرِّفين فى قبورهم، فمن كانت له حاجة فليأت مقابل وجهى ويذكرها فإنها تُقضى إن شاء الله تعالى.
مولد العدرا
هكذا ينطق أهل أسيوط اسم السيدة مريم العذراء، واذا حضرت لأسيوط ولم تزر العدرا فأنت لم تأت لأسيوط، تبدأ مظاهر الاحتفالات بالمولد من قلب مدينة أسيوط، بزيادة أعداد الوافدين للمدينة، من كل بقاع الأرض شرقا وغربا جنوبا وشمال، أبيض وأسود، ويقدر عدد المحتفلين بنحو مليون زائر، ينادى منادى سيارات الأجرة فى كل شوارع أسيوط الرئيسية والفرعية، فى الساعات الأولى من النهار والأخيرة أيضا طوال أيام المولد، بصوته الجهورى: عدرا عدرا.. عدرا عدرا، حيث يقلهم إلى دير درنكة بجبل أسيوط الغربى، ومع بداية المولد يبدأ الأقباط فى الصيام لمدة 15 يوما نفس مده المولد والذى تحتفل به كل الكنائس الأرثوذكسية، يقام المولد فى السادس من أغسطس من كل عام، فى ذكرى لجوء العائلة المقدسة برفقة يوسف النجار إلى ذلك المكان، فى مغارة بحضن الجبل الغربى، فى رحلة الاختفاء من بطش الرومان.
والاحتفالات طوال أيام المولد احتفالات روحية وتقرب الى الله ووفاء بالنذور ويقوم بعض الحضور بذبح الذبائح للسيدة العذراء أم النور. الزوار من خارج المحافظة وأحيانا من داخلها يقيمون طوال أيام المولد فى المخيمات، التى تقيهم من حرارة الشمس نهارا ومع بدء غروب الشمس الكل يستعد للاحتفال بالخروج إلى الملاهى التى تمت إقامتها فى ساحة مواجهه للدير. حتى نصل لليلة الختامية والتى تبدأ الصلاة بالدير عند الساعة السابعة مساء وتمتد لمدة ساعتين يعقبها طواف حول الدير يتقدمه رئيس الدير وحوله الشماسين حاملين الصلبان وأيقونات وصور مريم العذراء وابنها المسيح. وتعلو التراتيل والدعوات للسيد المسيح، ويحث أسقف الدير طوال الدورة الجميع على السلام والمحبة بين الشعوب. وهذه الاحتفالية تعد واحدة من أشهر المناسبات المسيحية فى مصر.
مولد السيوطى
هو سيدى عبد الرحمن بن الكمال أبى بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيرى السيوطى المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ 1445م- القاهرة 911 هـ /1505م) من كبار علماء المسلمين. ولد مساء يوم الأحد غرة شهر رجب من سنة849هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، وقام برحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامى. ثم دَّرس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأليف عندما بلغ سن الأربعين. بدأ فى طلب العلم سنة 864هـ، 1459م، قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة. وتلاميذ السيوطى من الكثرة والنجابة بمكان، وأبرزهم "شمس الدين الداودى" صاحب كتاب "طبقات المفسرين"، و"شمس الدين بن طولون"، و"شمس الدين الشامى" محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير "ابن إياس" صاحب كتاب "بدائع الزهور".
تقام الاحتفالات بشوارع مدينة أسيوط احتفالاً بالليلة الختامية لمولد سيدى جلال السيوطى، فى يوم مولده، وسط طبول وإنشاد دينى ومدح فى سيرة الرسول الكريم مرددين شعارات وتواشيح خاصة بالطرق الصوفية وسط تواجد أمنى من قوات الشرطة فى كل عام. بنى مسجده عام 766هـ، وهو عبارة عن قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، ومئذنة خضراء متوسطة الطول تكاد لا تبين من وسط البيوت العمارات الملاصقة للمقام. ويعتبر المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما, وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف، توفى السيوطى فى منزله بروضة المقياس على النيل فى القاهرة فى 19 جمادى الأولى911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505م تاركةً أكثر من ستمائة مصنف فى التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب.